التنظيمات الجهوية والموازية تشعل خلافات في المكتب السياسي لحزب “البام”
بعد أشهر من انتخاب حزب الأصالة والمعاصرة قيادته الثلاثية وتشكيل مكتبه السياسي بدأت تظهر بوادر أزمة وخلافات بين مكونات القيادة الجديدة، إذ أفادت مصادر من داخل الحزب بأن اجتماع المكتب السياسي الأخير شهد مشادة ساخنة بين عضو “القيادة الثلاثية” صلاح الدين أبو الغالي وسمير كودار؛ القيادي أيضا في صفوف “البام”.
ووفق المصادر التي تحدثت إليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن الخلاف بين القياديين في الحزب كان “حول طريقة الإعداد لتجديد هياكل الحزب على المستوى الجهوي والتنظيمات الموازية”.
ويكشف الأمر صراعا غير معلن بين الأجنحة داخل الحزب من أجل “التموقع والسيطرة على التنظيم”، إذ إن كودار القريب من منسقة القيادة الجماعية للحزب فاطمة الزهراء المنصوري “يواصل العمل بالمنهجية السابقة التي مكنته من السيطرة على مفاصل التنظيم والإطاحة بـ’تيار الريف’ الذي كان مهيمنا في عهد الأمين العام الأسبق إلياس العماري”.
غير أن مصدرا آخر من داخل الحزب ذاته قلل من شأن هذه الخلافات، وأكد أنها “تبقى في حدود معقولة ولا ترقى إلى مستوى نعتها بالخلاف”، مشددا على أن “الأمور تسير بشكل جيد داخل الحزب”.
واعتبر المصدر عينه أن الخلاف بين القياديين كان حول “الجدولة الزمنية ومنهجية تدبير المحطات التنظيمية الأساسية”، واستغرب التركيز على هذه الأمور من طرف الإعلام “في وقت يعيش الحزب دينامية واضحة ويعيد ترتيب أوراقه استعدادا للاستحقاقات المقبلة”.
وأشار المصدر القيادي، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، إلى أن “تحركات حزب الأصالة والمعاصرة وقيادته باتت تشكل مصدر إزعاج لدى البعض”، مؤكدا أن “الطموح الذي يجري التركيز عليه في المرحلة الراهنة هو الاشتغال المكثف والاستعداد الجيد للانتخابات المقبلة من أجل تصدر المشهد وترؤس الحكومة”.
وكان انتخاب المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة قيادة جماعية تنسق عملها فاطمة الزهراء المنصوري، بعد مفاوضات شاقة بين الأجنحة المشكلة للحزب، عنوانا رأى فيه مراقبون دليلا على أن التنظيم لم يتجاوز الخلافات الداخلية التي هيمنت عليه لسنوات، فيما عودة الصراع “مسألة وقت فقط”.