أخبار العالم

المصابون بالمهق في المغرب ينشدون الاعتراف والالتفات إلى كفاءات المرضى



خلدت دول المعمور، الخميس، اليوم الدولي للتوعية بالمهق، الناتج عن نقص صبغة ملونة في الجلد والعينين، مما يجعل المصابين به غير قادرين على التعرض لأشعة الشمس، في حين يعاني غالبيتهم من ضعف شديد في البصر.

وتؤكد الإحصائيات الأممية أن واحدا من كل 20 ألف شخص في أمريكا الشمالية وأوروبا مصاب بنوع معين من هذا المرض، فيما يرتفع عدد المصابين به في بعض الدول الإفريقية حيث يتعرضون لمضايقات تصل إلى القتل بسبب انتشار خرافات تربطهم بالسحر والشعوذة.

في المغرب، لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد المصابين بالمعق، إلا أن “الألبينوس” المغاربة يطالبون الدولة، في شخص وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بالاعتراف بهم وبـ”إعاقتهم” متعددة الأوجه، وإدماجهم في المجتمع من خلال استغلال قدراتهم ومهاراتهم لخدمة التنمية.

في هذا الإطار، قال علي كمال، عضو “جمعية ألبينوس المغرب”: “لا توجد إلى حد الآن أي إحصائيات رسمية بخصوص عدد المصابين بالمهق في المغرب”، مسجلا أن “درجة الإصابة بهذا المرض الناتج أساسا عن نقص صبغة الميلانين في الجلد، تختلف حسب الجينات الوراثية؛ بحيث تكون الإصابة شديدة في صفوف الأشخاص الذين توارثوا هذا المشكل عن آبائهم وأمهاتهم”.

وأورد كمال أن “المصابين بالمهق غالبا ما يعانون من ضعف البصر، ولا يستطيعون التعرض لأشعة الشمس لما قد يسببه ذلك من آثار ومضاعفات صحية. وبالتالي، فإنهم يعانون من إعاقة بصرية تنضاف إلى الإعاقة الجلدية، وهذا ما يعمق معاناتهم”، مشددا على ضرورة التمييز بين “الألبينوس” وغيره من الأمراض الجلدية الأخرى، على غرار البرص.

وأضاف كمال، في تصريح لهسبريس، أن “بعض الأشخاص في المجتمع يفزعون وينفرون من الألبينوس”، موضحا أن “المصابين بالمهق في إفريقيا يعانون من مجموعة من الممارسات، إذ يوجد اعتقال سائد بأنهم يسخرون في أعمال السحر والشعوذة، بل إن منهم من تم قتله لهذا السبب، رغم أن الأمر يبقى مجرد خرافات لا أقل ولا أكثر”.

وحول وضعية المصابين بهذا الداء في المغرب، أشار المتحدث إلى أن “الألبينوس يعانون من مجموعة من الصعوبات التي يتوجب على الدولة، في شخص وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، التدخل من أجل معالجتها، بدءا بالاعتراف بهم كأشخاص في وضعية خاصة والاعتراف بمرضهم، وإقرار برامج تراعي وضعيتهم واحتياجاتهم الخاصة، سواء على مستوى الولوج إلى الخدمات الصحية والأدوية مرتفعة الثمن، أو على مستوى التعليم والترفيه والتنقل وسوق الشغل”.

ولفت المتحدث إلى أن “المصابين بالمهق هم أشخاص أذكياء ويعتمدون على السمع أكثر من البصر، ولديهم قدرات قوية على الحفظ. وبالتالي، فانطلاقا من هذه السمات التي تميزهم عن غيرهم وانطلاقا من مسؤولية الدولة تجاههم، يجب العمل على استغلال قدراتهم ومؤهلاتهم والاستفادة منها لتنمية المجتمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى