إنقاذ أربع رهائن في غزة يرفع معنويات الإسرائيليين المنهكين من الحرب لكنه ليس نصرا كاملا” – هآرتس”
في جولة الصحافة اليوم، نُلقي نظرة على أبرز ما تناولته وسائل الإعلام بشأن العملية الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن إنقاذ أربع رهائن إسرائيليين من قطاع غزة والظروف الميدانية التي صاحبتها وتأثيراتها على الداخل الإسرائيلي والحرب الممتدة منذ نحو 8 شهور.
ونبدأ هذه الجولة، من مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية للكاتب عاموس هاريل بعنوان “إنقاذ أربع رهائن من غزة يرفع معنويات الإسرائيليين المنهكين من الحرب، لكنه بعيد عن النصر الكامل”.
يبدي الكاتب الإسرائيلي هاريل إعجابه بـ “العملية النوعية” التي جرى فيها إنقاذ الرهائن الأربع من مخيم النصيرات في قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ هذه العملية أعطت دفعة معنوية مطلوبة للإسرائيليين بعد أسابيع طويلة لم يسمعوا فيها أيّة أخبار إيجابية.
ويصف الكاتب تفاصيل العملية، إذ يقول بأن وحدة اليمام، وهي وحدة مكافحة الإرهاب الخاصة بالشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي نفذوا العملية في ظل أصعب الظروف، وأعادوا كل من شلومي زيف، ونوا أرغاماني، وأندريه كوزلوف، وألموغ مئير جانب، دون أن يصابوا بأذى.
ويؤكد هاريل، أن هذا الإنجاز سيُعزِّز الروح القتالية لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يقاتلون في رفح وممر نتساريم في وسط القطاع وفي مخيمات اللاجئين المجاورة، لكنه لا ينبئ بتغيير استراتيجي في إدارة الحرب، وفق الكاتب.
ويرجح الكاتب أن تصعب عملية إنقاذ رهائن آخرين باستخدام أساليب ممثالة، مشيراً إلى أن إنقاذ سبع رهائن في ثلاث عمليات منفصلة سيدفع حماس إلى حراسة أسراها المتبقين بشكل أكبر وتحاول التعلم من الخروقات في دفاعاتها.
ويفترض هاريل في مقاله، أن العديد من الرهائن المتبقين في الأنفاق محتجزون في ظروف أسوأ، وليس لديهم الوقت لانتظار ظهور الظروف المواتية لتحريرهم.
ويقول إن إسرائيل ليست قريبة من “النصر الكامل” في القطاع، ويطرح سؤالاً حول إن كانت عملية الإنقاذ الأخيرة ستؤثر على المفاوضات والتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن حركة حماس قد تحاول استخدام الحرب النفسية والإعلان عن مقتل المزيد من الرهائن الذين لم يتضح وضعهم، في محاولة لربطهم بعملية السبت.
ويبدو من التصريحات الأولية لكبار مسؤولي المنظمة أنهم سيحاولون تشديد مطالبهم، وفق ما يرى الكاتب.
“نجاح محدود لإسرائيل لا يحرّرها من أزماتها..”
إلى صحيفة القدس العربية، التي وصف فيها الكاتب وديع عواودة موجة الفرح والابتهاج التي سادت إسرائيل إلى حد الانتشاء وربما الهستيريا، وفق قوله، بأنها رد فعل طبيعي على استعادة محتجزين بعد تسعة شهور من الأسر، وتعكس ما هو أعمق والذي يرتبط بالمزاج السلبي العام.
ويقول عواودة، إن العملية التي قامت بها إسرائيل وليدة عدة عوامل، وهي نقلاً عنه:
- معلومات استخباراتية دقيقة تدلل على وقوع اختراق أمني في الجانب الفلسطيني سيدفع حماس لمراجعة أوراقها.
- مساعدة أمريكية وربما غربية لإسرائيل.
- تخطيط وتضليل عملياتي يشمل دخول قوة مستعربة داخل “شاحنة مساعدات إنسانية” وتخليص القوات المستعربة بعدما تورّطت نتيجة نيران المقاومة.
- عمل الحظ، فالعملية كادت تفشل ويكون ثمنها باهظا لولا تدمير كل البيئة المحيطة بنيران إسرائيلية من البر والبحر والجو.
ويضيف عواودة، أن الصحافة العبرية والقيادات السياسية شاركت في تضخيم العملية، واعتبارها “بطولة ما بعدها بطولة”، رغم مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين، وضابط في الوحدة الإسرائيلية الخاصة، ويمكن وصفها على أنها نجاح تكتيكي موضعي محدود وليس حدثاً استراتيجياً يغّير صورة الحرب ويعفي إسرائيل من المشاكل والتحدّيات الكبرى الحقيقية التي بقيت عالقة فيها.
ويقول الكاتب إن المؤسسة الحاكمة شاركت لغايات معروفة في تضخيم نجاح العملية والنفخ به للتغطية على إخفاقاتها، وتحسين صورتها المتشظية في عيون الإسرائيليين.
ويصف بأن” حالة الفرح الهستيري التي غمرت الإسرائيليين؛ تأتي في حضيض معنوي غير مسبوق يسود في الأيام الأخيرة بعد فشل حرب متوحشة.”
ويحاول الكاتب، أن يبرهن على حديثه، من مقال منشور بصحيفة “هآرتس” للمحلل السياسي يوسي فرطر والذي قال وفق نقل الكاتب بأن “نتنياهو سارع لالتقاط صور مع المحتجزين، لكن التحرير الناجح لم يخرج إسرائيل من الوحل”.
ويشير إلى أنّ نتنياهو “مقاول إنجازات، حيث سارع إلى مستشفى تل هاشومير لمقابلة المخطوفين المحررين، فيما يواصل تجاهل مخطوفين تم تحريرهم في صفقة نوفمبر، وتجاهل عائلات القتلى”.
كما نقل الكاتب عواودة عن المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم” يوآف ليمور قوله إنها عملية ناجحة من ناحية جمع المعلومات الاستخباراتية لكن التحدي كان كبيراً، والمشكلة أن احتمالات استعادة المخطوفين أحياء ضمن اتفاق أكبر بكثير من احتمالات استعادتهم بعملية عسكرية ولا يمكن تجاهل ذلك.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن إسرائيل حائرة ولا تجد جواباً قاطعاً للسؤال: “هل تقرّب هذه العملية الصفقة أم تبعدها؟”.
“لا يزال المحتجزون الأمريكيون في غزة منسيين”
إلى صحيفة واشنطن بوست، ومقال للكاتب روث ماركوس الذي يسلط الضوء على المحتجزين في غزة ممن يحملون الجنسية الأمريكية ويقول “بأنهم ليسوا مجرد مأساة إسرائيلية، بل كذلك مأساة أمريكية”.
ويعلل ماركوس مقولته بأن هناك ثمانية منهم، خمسة على قيد الحياة وثلاثة أموات، هم أمريكيون، و”لا نستطيع أن ننساهم”.
ويضيف الكاتب “مع ذلك، أخشى أننا ننسى”.
ويشير إلى أن الرهائن موجودون في كل مكان في إسرائيل، وجوههم على الملصقات التي تطالب بـ “عودتهم إلى الوطن”.
ويقول إن كلمة “جهنمية” تنطبق على الحرب المستمرة في غزة نفسها، وإن موت ومعاناة المدنيين الأبرياء أمر مأساوي، وكما قال الرئيس بايدن، “لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”.
والتقى الكاتب عائلات رهائن أمريكين، ونقل عنهم قولهم بأن إدارة بايدن “مستجيبة” منذ البداية، وتحدثوا مرتين مع الرئيس، لكن مع ذلك، فهم يصرون على أن المقياس الحقيقي للالتزام هو تحقيق نتائج ملموسة.
ومع ذلك فإن العائلات، وفق الكاتب، لديها مشاعر أقل إيجابية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الكونغرس الأمريكي الذين دعوا نتنياهو لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة.
ونقل عن آدي ألكسندر، وهو والد أحد الرهائن رفضه دعوة نتنياهو تلك: ” ليست مناسبة في الوقت الحالي بينما لا يزال الرهائن محتجزين”.
كذلك ينقل الكاتب عن العائلات رسالتهم للأمريكيين بأن لا ينسوهم، حيث قالت أورنا نيوترا، والدة أحد الرهائن: “لم يتم سرد القصة بما فيه الكفاية بأنه كان هجوماً على الولايات المتحدة، وليس على إسرائيل فقط”.