رباطيون يشتكون “الحرمان من النوم”
يعيش سكان إقامة الشهداء، وإقامة قرطبة، وزنقة تيرانا، في حي المحيط بالرباط، معاناة مستمرة بسبب الإزعاج المتواصل الناجم عن الأصوات المنبعثة من قاعة للحفلات مقابلة لمدرسة الشهداء.
ويقول السكان المتضررون في شكايات وجهوها إلى عمدة الرباط، وإلى ولاية الجهة، إنهم يعانون “من ضجيج لا يُطاق بسبب مكبرات الصوت التي تستعملها الفرق الموسيقية”، ما يحرمهم وذويهم من راحة النوم.
وأشار السكان المتضررون إلى أن البيوت المجاورة للقاعة يعيش بها أشخاص كبار في السن، ومرضى يعانون من أمراض مزمنة تتطلب الهدوء والراحة، إضافة إلى الأطفال والرضع، في حين أن القاعة “تشتغل طيلة أيام الأسبوع وتتأخر الحفلات المنظمة بها حتى بزوغ الفجر”.
وعلاوة على الضجيج أشار المتضررون إلى أن الحفلات التي تُنظم داخل القاعة المُشتكى بها توازيها “ممارسات لا أخلاقية تتمثل في الازدحام وعرقلة حركة السير بسبب وقوف السيارات قبالة القاعة وبجوانبها، بل ويتعدى الأمر في كثير من الأحيان ركن السيارات فوق الرصيف، ما يعد مخالفا للقانون”.
وقال السكان إنهم يعانون أيضا من ممارسات مخلة بالحياء، من قبيل “شرب الخمر وتعاطي المخدرات قرب بوابات الإقامات السكنية، والتلفظ بالكلام النابي والشجار بين رواد القاعة”؛ كما اشتكوا من استعمال الشهب الاصطناعية والمفرقعات النارية في الشارع العام، “ما يسبب الهلع لهم”، بحسب الشكاية الموجهة إلى عمدة الرباط بتاريخ 5 فبراير 2024.
وأرفق السكان المشتكون الشكايات التي وجهوها إلى مختلف الجهات المعنية بصور وفيديوهات “توثق الإزعاج والضرر” اللاحق بهم، إضافة إلى محضر معاينة محرر من طرف مفوض قضائي.
وأكد المفوض القضائي الذي استعان به السكان ما جاء في الشكايات التي وجهوها إلى الجهات المسؤولة، إذ أشار، بناء على معاينة مقاطع الفيديو التي عرضوها عليه، إلى أن المقاطع تضمنت صورة سيدة تحمل المفرقعات وسط الطريق، إضافة إلى ركن سيارات فوق الرصيف المحاذي للمدرسة، ووجود صوت صاخب للموسيقى في وقت كان هناك عدة أطفال يغادرون المدرسة.
وجاء في محضر ثان للمفوض القضائي أنه انتقل إلى عمارة الشهداء في زنقة تيرانا بحي المحيط، على الساعة العاشرة ليلا، وعاين “وجود ضجيج واهتزاز داخل العمارة وببابها وبالسطح، وصوتا مرتفعا للموسيقى، وضجيجا وغناء قادما من القاعة المحاذية لإقامة الشهداء”؛ كما أكد أنه “عاين ركن السيارات على الرصيف بالزنقة التي تتواجد بها قاعة الحفلات، ووجود حركة غير عادية أمام باب الإقامة”.
مصدر من مجلس مقاطعة حسان أفاد بأن المجلس تتبع الشكاية التي وجهها السكان المشتكون إلى عمدة الرباط السابقة، مستدركا: “لكننا لم نصل إلى أي نتيجة، لأن البتَّ في هذه القضايا لا يتعلق بالمجالس المنتخبة وحدها”.
واعتبر المصدر ذاته أن “السلطة هي التي يجب أن تتدخل، وإذا كان هناك ضرر لاحق بالسكان فيجب اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان حقوقهم”.