النموذج التنموي بالصحراء المغربية فاق كل التصورات
الخميس 6 يونيو 2024 – 13:00
قال يحيى محمد إلياس، سفير اتحاد جزر القمر بالمملكة المغربية، في دردشة مع جريدة هسبريس الإلكترونية على هامش مشاركته في أشغال ندوة دولية نظمتها أكاديمية المملكة المغربية بعنوان “جزر القمر أفقا للتفكير”، إن بلاده مستعدة لقيادة جهود الوساطة بين المملكة المغربية والجزائر من أجل تسوية خلافاتهما الإقليمية، مضيفا أن “جزر القمر طرحت قبل عام، إبان رئاستها الاتحاد الإفريقي، الوساطة في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، فكيف لا تقوم بها بين الرباط والجزائر؟ خاصة وأن هذا واجب إسلامي”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول المنجزات التنموية في الأقاليم الجنوبية التي كانت بلاده سباقة لافتتاح قنصلية لها في واحدة من أكبر حواضرها، قال السفير القمري: “زرت الأقاليم الجنوبية مرتين وأنا معجب جدا بالمنجز التنموي المغربي في هذه الأقاليم الذي فاق كل التصورات”، مضيفا أن “الانخراط الفعال للمغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في التنمية بهذه المناطق، يؤكد صدق المملكة في خطواتها”.
وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومستقبل التعاون والتبادل التجاري بين الدول الإفريقية، سجل الدبلوماسي ذاته أن “الخطوات التي تتخذها المملكة المغربية من أجل نقل خبراتها وتجاربها وكذا وضع إمكانياتها تحت تصرف بلدان القارة، يؤكد أننا مقبلون على غد مشرق وزاهر لإفريقيا من خلال الريادة المغربية”.
وذكر المتحدث أن “المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب في الآونة الأخيرة تندرج في هذا السياق وستكون لها نتائج مثمرة لكل القارة الإفريقية”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن جزر القمر تعمل على تطوير علاقاتها مع الرباط والاستفادة من تراكمات هذه الأخيرة في مختلف المجالات، مشيرا في هذا الصدد إلى الزيارة الأخيرة لوزير الفلاحة القمري إلى المغرب، التي أعرب خلالها عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية في المجال الفلاحي.
وجوابا على سؤال آخر لهسبريس حول أهمية تعزيز العلاقات الروحية والدينية بين البلدين من أجل مواجهة موجات التطرف التي تجتاح إفريقيا، قال يحيى محمد إلياس إن “جزر القمر عضو في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي كنت أنا شخصيا رئيس فرعها هناك، وهذا يعني أن بلدينا يتعاونان في جميع المجالات، بما في ذلك تدبير الشأن الديني الذي تعد فيه المملكة نموذجا يحتذى به”، مشيرا إلى أن “هذا النموذج هو ما ضمن أمن واستقرار المغرب وإن كانت الدول المجاورة له تعاني من انفلاتات أمنية ناتجة على فهم أعوج للدين”.
وشدد الدبلوماسي ذاته على أن “جزر القمر هي الأخرى لها تاريخ قوي ومؤثر في نشر الإسلام في منطقة شرق إفريقيا، حيث إن هناك آثارا لعلماء قمريين في موزمبيق وتنزانيا وكينيا وموريشيوس ومدغشقر. وبالتالي، فنحن عندما نتعاون مع المغرب على هذا المستوى، فإننا نساهم في نقل التجربة المغربية إلى هذه المناطق من أجل ضمان الأمن والاستقرار للجميع”.
وعن تطابق موقف البلدين من القضية الفلسطينية، قال محمد إلياس لهسبريس إن بلاده تقف إلى جانب المغرب في صف واحد في ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، إذ “ندين الأعمال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل، وندعو في المقابل إلى موقف موحد من العرب والمسلمين جميعا في هذا الصدد”، مسجلا أن “البلدين متفقان على مواصلة هذا النهج، لأننا اليوم نعيش مأساة الضمير الإنساني الضائع تماما”.