نقطة حوار: إلى أين وصل الجوع بأطفال غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب؟
مرة أخرى يدق العالم ناقوس الخطر، محذرا من المأساة التي يعيشها أطفال غزة، في ظل حرب أحرقت الأخضر واليابس، وتقترب من دخول شهرها التاسع.
أما التحذير الجديد، فقد جاء من قبل المكتب الإعلامي التابع لحماس في غزة، والذي قال إن هناك 3500 طفل في القطاع، يواجهون خطر الموت جوعا، جراء القيود والحرب المتواصلة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقال المكتب، في بيان له عبر منصة “تلغرام” إن “أكثر من 3500 طفل دون سن الخامسة، باتوا معرضين لخطر الموت التدريجي في قطاع غزة، جراء اتباع الاحتلال الإسرائيلي لسياسات تجويع الأطفال”.
ويتحدث بيان المكتب الإعلامي في غزة، عن معاناة الأطفال الرضع من “نقص الحليب والغذاء، وانعدام المكملات الغذائية، وحرمانهم من التطعيمات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالي، وسط صمت دولي فظيع”.
ويؤكد البيان على أن هؤلاء الأطفال يعانون من “سوء التغذية بدرجة متقدمة أثَّرت على بنية أجسادهم؛ ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تفتك بحياتهم، وتؤخّر نموّهم، وتهدد بقاءهم على قيد الحياة”. ويضيف “بات هؤلاء الأطفال يفتقرون إلى الوصول للخدمات الأساسية، مثل الغذاء والرعاية الصحية والمتابعة الطبية الدورية، بينما تتفاقم حالاتهم بسبب حرمانهم من التطعيمات والجرعات الدوائية المخصصة لهم في بدء سنوات حياتهم”.
ويشير البيان في جانب آخر إلى أن “الأطفال خصوصا بحاجة إلى رعاية نفسية متقدمة، بالتزامن مع هول ما عايشوه، فالأطفال قُتل منهم خلال حرب الإبادة الجماعية 15,438 طفلا وأصيب عشرات الآلاف، وبات أكثر من 17,000 منهم دون أحد والديهم أو كليهما”.
ولا يعد هذا التحذير الأول من نوعه، فقد سبقته عشرات التحذيرات، من منظمات دولية، دقت ناقوس الخطر، بشأن ما يتعرض له أطفال غزة، من تشرد وجوع.
وفي عددها الصادر يوم الأحد، الثاني من حزيران/يونيو، عنونت صحيفة الجارديان البريطانية قائلة “أطفال غزة يموتون بسبب سوء التغذية بينما تزيد عملية رفح من خطر المجاعة”.
ويلقي التقرير الذي كتبته كبيرة مراسلي الشؤون الدولية، إيما غراهام هاريسون، الضوء على مخاطر انتشار الجوع في غزة على حياة الأطفال، وتقول هاريسون، إنه وبعد أن كانت أخبار موت الأطفال نتيجة لسوء التغذية، تأتي في العادة من شمال قطاع غزة، فإن وكالات الإغاثة، باتت تتحدث الآن عن انتقال المجاعة إلى الجنوب، منبهة إلى أن توغل القوات الإسرائيلية في رفح، يعيق وصول المساعدات إلى المناطق الجنوبية من غزة.
ويبرز تقرير الغارديان، تصريحات مسؤل الاتصالات في هيئة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في فلسطين، جوناثان كريكس، التي يقول فيها إن الوضع في غزة أصبح كارثيا بالنسبة للأطفال، بكل معاني الكلمة، محذرا من أنه في حال الفشل، في توفير المواد الطبية والغذائية اللازمة لعلاج سوء التغذية، فإن الهيئة لن تتمكن من علاج ما يربوعلى 3000 طفل في غزة، يعانون من سوء التغذية.
ووفقا لتقرير دولي كان قد صدر في شباط/فبراير الماضي، فإنه وفي ربوع غزة، يواجه 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرا، والنساء الحوامل والمرضعات، فقرا غذائيا حادا. ويقول التقرير الذي أصدرته (مجموعة التغذية العالمية)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية تقودها اليونيسف – إن ما لا يقل عن 90 في المئة من الأطفال، دون الخامسة، مصابون بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية.
وتلقي منظمات الإغاثة العاملة على الأرض، بالمسؤولية على إسرائيل، فيما يتعلق بمنع دخول مايكفي من شاحنات الغذاء إلى غزة. إذ قالت لجنة الإغاثة الدولية في واحد من بياناتها “بصفتها القوة المحتلة في غزة، تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية ضمان حصول السكان الخاضعين للاحتلال، على الإمدادات الغذائية والطبية. إن الاستخدام المتعمد لتجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، من خلال حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف، يعد جريمة حرب”.
على الجانب الإسرائيلي، ينفي المسؤولون الإسرائيليون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وجود مجاعة في قطاع غزة، وكان نتنياهو قد نفى في مقابلة له قبل أسبوعين، مع شبكة تليفزيون (سي إن إن) الأمريكية، ما يقال عن أنه يقوم بتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة،، كوسيلة من وسائل الحرب.
ووصف نتنياهو في حواره مع جيك تابر من شبكة سي إن إن تلك الإتهامات بأنها “لا أساس لها من الصحة”. وأضاف ” لقد قدمنا 500 ألف طن من الغذاء والدواء لهؤلاء السكان. لقد أدخلنا 20 ألف شاحنة ومهدنا من أجل إدخالها الطرق، وفتحنا المعابر الحدودية التي أغلقتها حماس. لقد قمت بعمليات إنزال جوي وإمدادات عبر الطرق البحرية” ومضى قائلا “أعني أن الأمر برمته سخيف. يجب أن تعلموا هذا، أعني أن أسعار المواد الغذائية في غزة انخفضت بنسبة 80 في المئة. الأسواق لا تكذب”.
أما رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، فقد نفى أيضا من جانبه، وجود مجاعة في غزة واصفا في واحد من تصريحاته ما يقال بهذا الشأن بأنه “هراء”، زاعما أن هناك “أسواقًا مزدحمة” لبيع الفواكه والخضراوات في القطاع المحاصر.
- إلى أين وصل الجوع بأطفال غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب؟
- كيف ترون المعلومات الأخيرة حول مواجهة آلاف الأطفال بغزة لخطر الموت جوعا؟
- هل باتت المنظمات الدولية عاجزة عن مد العون لأطفال غزة؟
- لماذا تتوالى التحذيرات من منظمات دولية بشأن أطفال غزة ويغيب الفعل؟
- كيف ترون الإصرار الإسرائيلي على نفي تجويعهم لسكان القطاع؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 05 حزيران/ يونيو.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic