حرب غزة: حرائق كبيرة في إسرائيل إثر هجمات من حزب الله والجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربع رهائن في قطاع غزة
شبت حرائق في شمال إسرائيل نتيجة للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من لبنان اليوم.
وأفادت أنباء عن اشتعال النيران في عدد من المنازل في كريات شمونة، وانتشرت فرق الإطفاء في جميع أنحاء المدينة التي تم إخلاؤها في معظمها للسيطرة على النيران.
وفي كيبوتس كفار جلعادي، شمال المدينة، يظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي فريقًا أمنيًا يكافح ألسنة اللهب.
كما تم الإبلاغ عن حرائق في منطقتي جبل أدير وأميعاد، مما أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية في منطقة الجليل. ويتم إرسال فرق احتياطية من مناطق أخرى لتقديم المساعدة.
وتقول الشرطة إن القوات “تقوم بإخلاء المنازل، وتوجيه حركة المرور، وإجراء عمليات مسح لمناطق مختلفة بينما يساعد رجال الإطفاء بمساعدة آخرين في إخماد النيران”.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 6 إسرائيليين أصيبوا خلال جهود مكافحة الحرائق الهائلة التي التهمت عدة منازل في كريات شمونة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن فرق الإطفاء الإسرائيلية طلبت دعما من مناطق أخرى للسيطرة على “الحرائق الكبيرة” في كريات شمونة.
كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي حرائق في غابات متفرقة شمال إسرائيل.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الأخير اطلع على جهود إخماد الحرائق شمالي إسرائيل التي يقوم بها جهاز الإطفاء، فيما نقلت صحيفة يسرائيل هيوم أن نتنياهو أجرى تقييماً للأوضاع في الشمال مع قادة الأجهزة الأمنية.
وقال زير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير “حان الوقت ليحترق لبنان”.
وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد دعا في وقت سابق الاثنين، إلى إقامة منطقة عازلة من جديد والشروع في حرب في لبنان، قائلاً إن “الوضع في الشمال يتدهور، ويجب أن ننقل المنطقة العازلة من داخل إسرائيل في الجليل إلى جنوب لبنان، بما في ذلك الدخول البري واحتلال الأراضي وإبعاد إرهابيي حزب الله ومئات آلاف اللبنانيين الذين يختبئ حزب الله بينهم إلى ما بعد نهر الليطاني، بالتزامن مع هجوم مدمر على كل البنى التحتية في لبنان، وتدمير مراكز ثقل حزب الله، وإلحاق أضرار جسيمة بعاصمة الإرهاب بيروت”.
وأضاف سموتريتش “علينا أن نخلق وضعاً يكون فيه لبنان منشغلاً في السنوات العشرين المقبلة بجهود إعادة بناء ما يتبقى منه بعد الضربة التي نوجهها إليه، وليس بقيادة الإرهاب ضد دولة إسرائيل”.
تصعيد متبادل بين حزب الله وإسرائيل
ونعى حزب الله الاثنين، اثنين من مقاتليه قتلا في هجوم إسرائيلي استهدفت سيارة ودراجة نارية في جنوب لبنان، فيما تشهد الحدود في الأيام الأخيرة ارتفاعاً في منسوب التصعيد عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، وفق الوكالة اللبنانية الإعلامية الرسمية.
وأفادت الوكالة بأن شخصين قتلا بقصف مسيَّرتين اسرائيليتين لسيارة ودراجة نارية قرب بلدة الزرارية وبلدة الناقورة في جنوب لبنان.
وكشف الإعلام الإسرائيلي أن ألف صاروخ تم إطلاقها من لبنان نحو بلدات الشمال، خلال شهر مايو/أيار، مؤكداً أنه رقم قياسي عند الحدود الشمالية.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنه وفقاً لبيانات لشاباك، التي نشرت الاثنين “قفز الرقم من 334 في يناير/ كانون الثاني إلى 746 في مارس/آذار ، والآن ألف”، مشيرةإلى أن “حزب الله يزيد بشكل واضح وتيرة إطلاق النار”.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن “هذا الارتفاع لا نراه فقط في عدد الصواريخ، بل في عدد إطلاق الطائرات من دون طيار. هناك 90 حادثاً كهذا خلال شهر مايو/أيار، وهذا الرقم هو أيضاً قياسي منذ بداية الحرب”، مضيفة: “نحن نرى هذا النوع من الإطلاق عميقاً أكثر داخل إسرائيل”.
يأتي ذلك في وقت أنهى فيه الجيش الإسرائيلي تدريبات استمرت ليومين في مقرات قيادة تتبع هيئة الأركان العامة، قال إنها لرفع الجاهزية على الجبهة الشمالية.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل 453 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 88 مدنياً و293 مقاتلاً من حزب الله، حسبما قالت وكالة فرانس برس، استنادا إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل 14 عسكرياً.
مقتل أربع رهائن إسرائيليين في قطاع غزة
ومن جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، مقتل 4 محتجزين إسرائيليين “كانوا معاً في خان يونس” جنوبي قطاع غزة قبل عدة أشهر، وجثثهم لا تزال في القطاع، وفق تقدير الجيش الإسرائيلي.
وقال هاغاري في مؤتمر صحفي، إن الجيش لم يتمكن على الفور من تأكيد ظروف وفاة حاييم بيري (79 عاما)، وعميرام كوبر (84 عاما)، ويورام ميتزجر (80 عاما)، ونداف بوبلويل (51 عاما)، لكنه سيحقق في وفاتهم بشكل كامل.
ولم يشر هاغاري إلى إمكانية مقتلهم على يد حماس.
وفي 13 مايو/آيار الماضي، أعلن المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أبو عبيدة عن “انقطاع الاتصال بمقاتلين من القسام يحرسون 4 أسرى محتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة”.
وقال إنه “نتيجة للقصف الصهيوني الهمجي خلال العشرة أيام الماضية، انقطع اتصالنا مع مجموعة من مجاهدينا تحرس 4 من الأسرى الصهاينة”، وسبق هذا الإعلان إعلانات آخرى تحمل ذات المعنى.
تطورات الهدنة
وعلى صعيد آخر، قالت الولايات المتحدة إنها تريد من مجلس الأمن الدولي أن يتبنى مشروع قرار يدعم اقتراحا قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء القتال بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ووُزعت مسودة نص من صفحة واحدة على المجلس المؤلف من 15 عضواً. ويحتاج إقرار المشروع تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام أي من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض.
ويدعو مشروع القرار حماس إلى قبول الاتفاق و”التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط”. كما “يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية”.
ويأتي الاقتراح الأميركي بعد أسبوع من اقتراح الجزائر مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس ويأمر إسرائيل “بالوقف الفوري لهجومها العسكري” في رفح.
وأعلن الديوان الأميري أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي جو بايدن تم خلاله بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وأضاف أن أمير قطر والرئيس الأميركي بحثا جهود البلدين للتوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أجرى اتصالا مع أمير قطر، وبحث معه وقف إطلاق النار في غزة واتفاق المحتجزين.
وقال إن بايدن حث أمير قطر على استخدام كل الوسائل الملائمة لضمان موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الاتفاق، كما أكد لأمير قطر أن “رفض حماس المستمر لإطلاق سراح الرهائن لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع”.
وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن أكد في اتصاله بأمير قطر أن واشنطن لجانب مصر وقطر ستعمل على ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق.