الجماعات الترابية المتضررة من “زلزال الحوز” تسرع عمليات إعادة البناء
تواصل المجالس الجماعية إلى جانب السلطات الإقليمية بالمناطق التي مسها زلزال 8 شتنبر الماضي مجهوداتها بهدف تسريع وتيرة الأشغال لغاية إسكان المتضررين في أقرب الآجال، في ظل بداية هذه العملية ببعض الجماعات؛ بما فيها جماعة “تالكجونت” بإقليم تارودانت، التي أصدرت اول رخصة للإسكان على الصعيد الوطني قبل أيام.
وعلى هذا النحو، ظهرت، خلال الأسابيع الماضية، دينامية في تسريع هذه الأوراش بعد اقتراب مرور 9 أشهر على الزلزال الأليم. وقد اتضح وجود رهان على تجاوز نسبة 50 في المائة من الأشغال بنهاية فصل الصيف، وبداية الإسكان قبل فصلي الخريف والشتاء؛ وهو ما استنفر عددا من الجماعات التي اتخذت الأمر من زاوية تنافسية.
وأكد عدد من رؤساء الجماعات المحلية الذين تحدثت إليهم هسبريس “وجود سرعة في وتيرة الأشغال خلال هذه الفترة، حيث من المرتقب أن تستمر هذه الأشغال في منحاها الإيجابي خلال فترة الصيف بما يعزز فرص بداية إسكان المتضررين في أقرب الأوقات، خصوصا مع استمرار استفادتهم من الدعم الحكومي”.
عبد الرحيم مجرى، رئيس جماعة إداوكماض بإقليم تارودانت، قال إن “هنالك رهانا في الفترة الحالية على تسريع وتيرة الأشغال، بعدما تم التغلب على الإكراهات التي كانت مطروحة في البداية وخصوصا المتعلقة بالرخص”.
وأفاد مجرى، في حديثه لهسبريس، بأن “الجماعة، التي تضم ما يصل إلى 53 دوارا وبها أزيد من 400 معني بالاستفادة، تهم إعادةُ البناء بها اليوم 88 منزلا؛ ما يوازيه التوجه نحو إصدار تراخيصَ بناء جديدة بهدف تمكين المواطنين من مباشرة أشغال بناء أو إعادة ترميم منازلهم”، لافتا إلى أن “استمرار الوتيرة نفسها سيمكننا من تجاوز 50 في المائة من تقدم الأشغال بنهاية فصل الصيف”.
وأكد المتحدث أن “المنازل التي يتم تشييدها في الوقت الراهن تتراوح ما بين 50 و70 مترا على حسب طبيعة الهدم في وقت لا يزال مشكل اليد العامل مطروحا، حيث إن الطلب المسجل على اليد العاملة جعل بعض الأشغال لم تنطلق بعد”، مطمئنا بكون “الأشغال اليوم في باقي المناطق تعرف دينامية، خصوصا مع رهان المجلس الجماعي والسلطة الإقليمية على الرفع من نسب المنازل المسلمة خلال فصل الصيف”.
من جهته، قال عبد المارك بازي، رئيس جماعة تالكجونت التابعة لنفوذ إقليم تارودانت، إن “الأشغال لا تزال مستمرة وتعرف دينامية ملحوظة خلال الفترة الحالية، حيث وصلنا على سبيل المثال بتراب الجماعة إلى ما يصل إلى 230 منزلا في طور البناء؛ وهو رقم مهم، بالنظر إلى مستوى الأشغال على الصعيد الوطني ككل، بما يمثل ربع المستفيدين المحتملين بتراب الجماعة”.
وأقرّ بازي، في تصريح لهسبريس، بـ”وجود منافسة ملحوظة بين رؤساء الجماعات في الوقت الراهن من أجل تحقيق نتائج مهمة في الأشغال خلال فترة الصيف المقبلة، على اعتبار أن انتهاء الأشغال ببعض الجماعات يحفز نظيراتها على الرفع من وتيرة إعادة البناء في إطار التنافس الشريف”.
وأوضح المتحدث أن “دعم السكن بدوره لا يزال مستمرا، حيث يوجد مواطنون ممن تسلموا الدفعة الثالثة من هذا الدعم، في انتظار أن يستفيدوا من الدفعة الأخيرة، خصوصا أصحاب الهدم الجزئي”، موضحا أن “هدف الجماعة هو الوصول بنهاية فصل الصيف إلى 300 منزل مبنيٍ، مع إطلاق الأشغال بمنازل أخرى، حيث تعزز وتيرة الأشغال الحالية هذه الطموحات”.
ومن جماعة تالكجونت إلى جماعة أغواطيم الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم الحوز، قال إبراهيم كوشك، رئيس الجماعة، إن “هنالك اجتهادات ملحوظة في الوقت الراهن، سواء من المواطنين أو من المجالس المنتخبة أو السلطات الإقليمية، بهدف تسريع الوتيرة. ومن المنتظر أن يتم الرفع من الوتيرة أكثر مما عليها خلال الأشهر المقبلة”.
وبيّن كوشك أن “نسبة الهدم بالجماعة وصلت إلى 100 في المائة؛ في حين أن 70 في المائة من عدد المنازل يجري العمل عليها حاليا، إذ تم الإفراج عن جميع الرخص التي تهم إطلاق الأوراش، حيث وصلنا تقريبا إلى 900 رخصة، على أن نتمكن من تسريع الأشغال بهذه المنازل في أفق إتمامها وبداية عملية الإسكان”.
بدوره، قال محمد العسري، رئيس جماعة أداسيل، إن “الأمور تسير في الوقت الراهن بطريقة سلسلة بعد أن ارتفعت وتيرة أشغال إعادة البناء، حيث نستمر في مواكبة المستفيدين إلى جانب السلطات الوصية على العملية، في وقت تظل نسبة عدد المستفيدين إلى حدود هذه الساعة قليلة”.
وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أنه “جرى الإفراج عما يصل إلى 1200 ترخيص موجه للأسر المتضررة من الزلزال بهدف الانخراط في عملية إعادة البناء وتجاوز تداعيات الفاجعة الأليمة”، مؤكدا “الرهان على الثلاثة أشهر المقبلة للحسم مع نسبة مهمة من المنازل المبنية”.
بدورها، كشفت رئاسة جماعة سيدي واعزيز بإقليم تارودانت لهسبريس أن “نسبة تنزيل مقتضيات إعادة البناء إيجابية إلى حدود الساعة، حيث إن الوتيرة تسير في اتجاه الارتفاع، إذ بلغت نسبة الهدم 85 في المائة؛ في حين أن تسليم الرخص وصل إلى نسبة 90 في المائة، بينما تصل نسبة المنازل في طور البناء إلى 60 في المائة من إجمالي المنازل المعنية بالورش”.