دراسة: زبدة الفول السوداني قد تزود الرضع بحماية ضد الحساسية
- Author, جيمس غالاغر
- Role, مراسل الشؤون العلمية والصحية
كشفت دراسة أن تناول الأطفال الرضع زبدة الفول السوداني الملساء خلال مرحلة الطفولة المبكرة، يمكن أن يوفر حماية مدى الحياة ضد حساسية الفول السوداني.
ووفقا للدراسة، فإن المراهقين الذين كانوا قد تناولوا زبدة الفول السوداني قبل أن تصل أعمارهم لسن الخامسة، هم أقل عرضة للإصابة بالحساسية بنسبة 71٪ .
وينصح فريق جامعة كينغز كوليدج في لندن الذي أجرى هذه الدراسة، الآباء والأمهات بتقديم زبدة الفول السوداني الملساء لأطفالهم خلال فترة الفطام، ثم بانتظام وبكميات كبيرة حتى سن الخامسة. ويجب ألا يتناول الأطفال دون سن الخامسة الفول السوداني الكامل أو المفروم بسبب مخاطر الاختناق.
إن فكرة إعطاء زبدة الفول السوداني للرضع والأطفال الصغار قد تثير قلق جيل كامل من الآباء والأمهات الذين حذروا من إعطاء بعض الأطعمة لأطفالهم في عمر مبكر بسبب الخوف من الحساسية. وكانت النصيحة في مرحلة ما هي تجنب الفول السوداني تماما حتى سن الثالثة.
لكن حساسية الفول السوداني أصبحت أكثر شيوعا، حيث تؤثر الآن على طفل واحد من بين كل 50 طفلًا. كما تم حظر هذا المكون الغذائي في العديد من المدارس.
الدراسة أظهرت أن النصيحة الأصلية بتجنب إعطاء الفول السوداني في عمر مبكر كانت خاطئة، لأن السنوات الأولى من عمر الإنسان فترة أساسية ليتعلم فيها الجهاز المناعي كيفية التعرف على الصديق من العدو.
الحساسية الغذائية هي نتيجة لأن جهاز المناعة لدينا يخطئ في اعتبار شيء غير ضار بمثابة تهديد خطير. ولهذا السبب، فإن كمية صغيرة من الفول السوداني يمكن أن تسبب رد فعل كبيرا ومهددا للحياة لدى شخص مصاب بالحساسية.
منذ حوالي 15 عاما، بدأ 640 طفلا ممن هم معرضون للإصابة بحساسية الفول السوداني، بالمشاركة في تجربة سريرية. تجنب نصفهم تناول زبدة الفول السوداني، بينما تناولها النصف الآخر كجزء من نظامه الغذائي بين عمر أربعة أشهر وخمس سنوات.
النتائج الأولية أظهرت أن تناول زبدة الفول السوداني أدى إلى انخفاض كبير في الحساسية بحلول الوقت الذي احتفل فيه الأطفال بعيد ميلادهم الخامس.
ولكن هل ستستمر هذه الحماية، أم أن هؤلاء الأطفال سيحتاجون إلى تناول الفول السوداني باستمرار للبقاء محميين؟
ما كشفته الدراسة في نتائجها النهائية وقد نشرت في NEJM Evidence، أن الحماية تستمر سواء استمر الأطفال في تناول الفول السوداني، أم أزيل تماما من نظامهم الغذائي.
وفي سنوات مراهقة الأطفال المشاركين في الدراسة، ظهرت النتائج التالية:
– حوالي 15 من كل 100 طفل معرضين للخطر بالإصابة بالتحسس، وتجنبوا الفول السوداني عندما كانوا رضيعين، أصيبوا بالحساسية.
– أربعة فقط من بين كل 100 طفل معرضين للخطر بالإصابة بالتحسس، وتناولوا الفول السوداني بانتظام عندما كانوا رضيعين، أصيبوا بالحساسية.
– حقق انخفاضا في الحساسية بنسبة 71%
– لا يهم ما إن كان الأطفال قد استمروا في تناول الفول السوداني بعد الخامسة أم لا.
وقال البروفسور جيديون لاك، من جامعة كينغز كوليدج في لندن، لبي بي سي: “يسعدني أن أرى استمرار هذه الحماية حتى مرحلة المراهقة”. وأضاف: “لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه الحماية ستستمر طوال حياة الفرد، فمن المستبعد جدا أن نرى ظهورا جديدا لحساسية الفول السوداني في سنوات المراهقة… سيحدث هذا التدخل البسيط فرقا ملحوظا في الأجيال القادمة، وسنشهد انخفاضا حادا في حساسية الفول السوداني”.
وينصح الفريق بإدراج زبدة الفول السوداني الملساء في النظام الغذائي للأطفال بمجرد أن يصبحوا جاهزين لتناول المواد الصلبة، ويمكن التحقق من جهوزية الأطفال إذا استطاعوا القيام بما يلي:
– يمكنهم البقاء في وضعية الجلوس مع إبقاء رؤوسهم ثابتة.
– ينسقون بين عيونهم وأيديهم وأفواههم، حتى يتمكنوا من النظر إلى طعامهم والتقاطه ووضعه في أفواههم.
– ابتلاع الطعام، بدلا من بصقه.
عندما يستطيع الطفل القيام بما سبق، يعطى زبدة الفول السوداني من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، ما يصل إلى حوالي ملعقة ونصف أو ملعقتين كبيرتين من زبدة الفول السوداني في الأسبوع، وفقا للدراسة.
وهذا يعني أن أول تجربة للجسم مع الفول السوداني تكون في البطن حيث من المرجح أن يتم التعرف عليه كغذاء، وليس على الجلد حيث من المرجح أن يتم التعامل معه كتهديد. ويقترح الفريق البدء بعمر أربعة أشهر إن أمكن، قبل ظهور الحساسية الغذائية.
ورغم نتائج هذه الدراسة، إلا أن التعليمات المقدمة من خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، هي إعطاء زبدة الفول السوداني الملساء للأطفال من عمر ستة أشهر وليس قبل ذلك. بينما تحث منظمة الصحة العالمية على الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الأطفال بحاجة إلى تناول الفول السوداني لمدة خمس سنوات كاملة للحد من مخاطر الحساسية، أم أن التأثير يقتصر فقط على الفترة المبكرة من نموهم.
وفي هذا الخصوص، يقول البروفسور لاك إن الشيء “الأكثر أمانا وحكمة الذي يمكن القيام به هو إعطاؤه لخمس سنوات كاملة، لأننا نتحدث عن الأطعمة المغذية الطبيعية، وليس الأدوية”.
ويقدر الفريق الذي أعد الدراسة أنه يمكن بهذه الطريقة، الوقاية من 100 ألف حالة من حساسية الفول السوداني على مستوى العالم كل عام.
المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية هو من قام بتمويل هذه الدراسة التي أعدتها جامعة كينغز كوليدج في لندن.
وقالت مديرة المعهد، الدكتورة جين مارازو: “النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، يجب أن تعزز ثقة الآباء والأمهات في أن إطعام أطفالهم الصغار منتجات الفول السوداني ابتداء من مرحلة الطفولة وفقا للمبادئ التوجيهية المعمول بها، يمكن أن يوفر لهم حماية دائمة من حساسية الفولالسوداني”.