مهنيون يتوقعون استمرار غلاء “الهندية” في الصيف بسبب تراجع الإنتاج
على بُعد أسابيع من بداية فصل الصيف، تتجه الأنظار إلى المناطق التي لا تزال تحتفظ بسلاسل الإنتاج الخاصة بالصبار بعد السنوات الماضية التي عرفت انتشار وباء الحشرة القرمزية الذي أتى على كميات مهمة من هذه الفاكهة الصيفية؛ ما دفع الجهات الوصية وقتها إلى التدخل لدعم الفلاحين من أجل تجديد سلاسل الإنتاج عبر برامج ومخططات.
وبعد أن كان التين الشوكي في متناول مختلف الفئات الاجتماعية باتت اليوم أسعاره متأثرة سلبا بواقع هذه الزراعة التي بقيت مقتصرة على مناطق معينة وعلى الضيعات الفلاحية على وجه الخصوص؛ ما جعل المعروض من هذه الفاكهة لا يوازي حجم الطلب عليها.
وجرى بيع فاكهة التين الشوكي خلال الصيف الماضي بالتسقيط بما يتراوح بين 3 و5 دراهم للحبة الواحدة، بعد أن كانت الحبة الواحدة تباع بدرهم أو أقل، مما حرم فئات موسعة منها كفاكهة موسمية؛ الأمر الذي تتوقع فعاليات مهنية استمراره خلال صيف السنة الجارية موازاة مع محدودية الإنتاج.
بخصوص مستوى الأثمنة والإنتاج، اعتبرت الفعاليات المهنية التي تحدثت لهسبريس حول واقع هذه الزراعة وتوقعاتها أن “سلسلة الإنتاج الخاصة بالتين الشوكي تضررت على المستوى الوطني بفعل الحشرة القرمزية؛ وهو ما حاولت الوزارة الوصية دعمه عبر تشجيع المهنيين على تجاوز هذه الأسباب”، موردة أن “الأثمنة ستبقى على حالها أو سترتفع ما دام أن نفس شروط الإنتاج مستمرة”.
حسن حليد، فاعل مهني صاحب “التعاونية التشاركية للصبار” بصخور الرحامنة، قال إن “الأثمنة المرتقب تسجيلها فيما يخص منتوج التين الشوكي تُعزى إلى تراجع العرض بشكل كبير والذي لم يعد يوازي الطلب، حيث تراجعت هذه السلسلة بشدة بعدد من المناطق، حتى بات وجودها مقتصرا على بعض المناطق التي شهدت مبادرات خاصة، عززها تدخل الدولة لإعادة الروح لها”.
وأضاف حليد، في تصريح لهسبريٍس، أن “الدولة تدخلت بعدد من المناطق من خلال إحداثها لمشاتل لتربية هذه السلسلة في بدايتها ومن تم توزيعها على الفلاحين، بما فيها المشاتل التي جرى إحداثها بكل من الزمامرة وبركان؛ الأمر الذي لم يكن لينجح دون المبادرات التي قام بها الفلاحون بأنفسهم من خلال مداومتهم على مداواة السلاسل الموبوءة”.
وأوضح المتحدث عينه أن “إنتاجية هذه السنة يمكن أن تكون كما هي خلال السنة الماضية، وقد بدأت الوحدات الإنتاجية في الإزهار في انتظار أن يتم جني الغلة خلال أوساط فصل الصيف؛ فإلى حدود الساعة، يتضح أن الإنتاجية ستكون متوسطة، وهو أمر تبرره الظروف سالفة الذكر”، موضحا أنه “على الرغم من هذه الظروف فإن مستثمرين فلاحيين حاولوا تعويض ضيعاتهم الفلاحية الخاصة بالبرتقال بسلسلة التين الشوكي، إذ إن هذه السلسلة أصبحت مطلوبة على مستوى الأسواق”.
وبخصوص الأثمنة المرتقبة، أوضح صاحب “التعاونية التشاركية للصبار” أن “الحبة الواحدة من التين الشوكي كانت، خلال السنوات الماضية، تباع بما يصل إلى 5 دراهم؛ فيما يمكن هذه السنة أن يتجاوز الثمن هذا الرقم، وهو ثمن خاضع دائما لمعادلة العرض والطلب”.
عبد الرحيم المعنكر، فلاح صاحب ضيعة بآيت ملول، أفاد بأن “منتوج الصبار تراجع بعدد من المناطق على المستوى الوطني، إلى درجة أن وجوده بات محدودا، خلافا لما كان عليه عندما كانت مناطق سوس وآيت باعمران توفر الحاجيات الوطنية وحاجيات التصدير كذلك”.
وأضاف المعنكر: “فيما يخص مواجهة الوباء الحشرة القرمزية، اعتمدنا على تقنيات ذاتية تمكنّا من خلالها من إعادة إحياء هذه السلسة، بعد أن كانت في طريق الانقراض النهائي. واليوم، نحن نقوم ببيع وحدات من هذه السلسلة موجهة لإعادة الغرس بثمن 25 درهما للكيلوغرام الواحد”، لافتا إلى أن “إعادة إنبات هذه السلسلة تنجح أساسا بالمناطق ذات المناخ الجاف”.
وأبرز المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن “الإنتاج وعلى الرغم من محدوديته فإنه متواصل، حيث من المرتقب جني المحاصيل خلال شهر غشت تحديدا، في وقت من المرتقب أن يبقى الكيلوغرام الواحد متجاوزا 40 درهما فما فوق، في ظل اتجاه بعض المستثمرين نحو التصدير”.