حرب غزة: مقتل جندي مصري في إطلاق نار بمنطقة الشريط الحدودي في رفح، وارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي لخيام النازحين إلى 45 شخصا
قُتل جندي مصري وأصيب آخر بجروح نتيجة إطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية على الحدود مع مدينة رفح. وأكد الجيش الإسرائيلي عدم وجود أي إصابات أو قتلى في صفوفه.
وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية فتح تحقيق في حادث إطلاق النار. فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنَّ “حادث إطلاق نار” قيد التحقيق، وإن اتصالات تجري مع الجانب المصري في هذا الشأن، وفقاً للبيان.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت عن ارتفاع عدد قتلى القصف الذي وقع في رفح يوم أمس الأحد على مخيم للنازحين إلى 45 شخصاً، منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، إلى جانب 249 جريحاً.
وقال شهود عيان لبي بي سي، إن طائرات إسرائيلية قصفت بثمانية صواريخ على الأقل، منطقة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتعرف باسم “بركسات الوكالة”.
ويصف الشهود الحدث بـ”المجزرة الكبيرة”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على موقع إكس إن طائرة تابعة للجيش قصفت “مجمعاً لحماس” في رفح كان يعمل فيه “إرهابيون كبيرون” من حماس منذ فترة قصيرة.
وأضاف البيان أنه قد نُفذت الضربة ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر محددة وعلى أساس معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة.
وقال إن الجيش الإسرائيلي على علم بالتقارير التي تشير إلى إصابة عدد من المدنيين في المنطقة نتيجة للضربة والنيران التي أشعلتها وإن الحادث قيد المراجعة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الجيش اغتال رئيس مكتب الضفة في حماس ومسؤول آخر في الحركة.
وأضاف: “أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات وجهاز الشاباك في وقت سابق الليلة”.
القياديان هما: ياسين ربيع، رئيس مكتب الضفة في حماس، وخالد نجار ومسؤول مكتب الضفة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقالت فرق الدفاع المدني في تصريح لبي بي سي إن الجيش الإسرائيلي “تعمّد” قتل النازحين المدنين في المنطقة التي قال إنها منطقة إنسانية آمنة وهو من طلب منهم النزوح لها.
وأضاف المصدر: “انتشلنا العشرات بين قتلى وجرحى من معسكر النازحين التابع لوكالة الأونروا الذي يتكون من خيام وغرف من الصفيح والخشب”.
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان: “ندعو أبناء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط لوقف العدوان وحرب الإبادة”.
“على ضوء المجزرة المروعة غرب رفح، ندعو شعبنا في الضفة والقدس والداخل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة”، وفق البيان.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن العديد من الأشخاص كانوا عالقين داخل الخيام في رفح و”أُحرقوا وهم أحياء”.
كما أبلغت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الوكالة بأن المستشفيات في المنطقة “غير قادرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا نتيجة التدمير المتعمّد الذي تمارسه إسرائيل للنظام الصحي في غزة”.
وقال مفوض السياسة الخارجية الأوربية جوزيب بوريل، معلقاً على القصف الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح: “ما حدث الليلة الماضية يدفعنا إلى المطالبة بضرورة تطبيق قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب بشكل فوري.”
وندد وزير الخارجية الأيرلندي بـ”العنف الإسرائيلي الليلة الماضية والاعتداء على خيام النازحين في رفح”، وقال إنه “يشكل انتهاكاً واضحاً لقرار محكمة العدل الدولية”.
واستنكر الأردن ما وصفها بـ “الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
وقالت الخارجية الكويتية إن “ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال ضد العُزّل من الفلسطينيين يكشف وبشكل جلي ارتكابها، وأمام العالم أجمع، لإبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة”.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في رفح، واعتبرته “انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة”.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن “المجرزة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل هي تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.”