المنح تغضب الطلبة الغانيين بالمغرب

نظم مجموعة من الطلبة الغانيين الذي يتابعون دراستهم بالمغرب، الحاصلين على المنح الدراسية التي تمنحها الوكالة المغربية للتعاون الدولي، احتجاجا أمام سفارة بلادهم بالعاصمة الرباط، بحر هذا الأسبوع، تنديدا بتأخر وزارة المالية الغانية في صرف المنح التي تخص بها الحكومة في غانا طلبتها في الخارج، مؤكدين أنهم لم يتوصلوا بهذه المنح منذ أزيد من 10 أشهر، وهو ما جعلهم يواجهون صعوبات مالية تهدد مسارهم الأكاديمي وتؤثر على وضعيتهم النفسية والعقلية، بحسب إفاداتهم.

وكانت جمعية الطلبة الغانيين بالمغرب (GHASAM) قد أصدرت، أواسط الشهر الجاري، بيانا، تتوفر هسبريس على نسخة منه، أشارت من خلال إلى “الوضع المزري” الذي يعيشه الطلبة الذين كان يفترض أن يحصلوا من الحكومة في أكرا على منحتهم الشهرية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، غير أنهم تُركوا في وضع حرج، مسجلة أن “هذا التأخير المطول تسبب في حدوث فوضى كبيرة بين أوساط الطلبة، إذ يعانون من صعوبات مالية وتحديات أمنية مرتبطة بالمخاوف من عدم تمكنهم من تجديد بطاقات الإقامة التي تتطلب مبالغ مالية مهمة”.

وذكر البيان أن “العديد من الطلبة جرى طردهم من الشقق التي كانوا يكترونها إثر عجزهم عن أداء سومة الكراء، ومنهم من أصيب بمرض ووجد نفسه غير قادر على تدبر مصاريف التداوي والعلاج، ومنهم من أصبح يفكر في الانتحار أو مهددا باضطرابات عقلية نتيجة الإجهاد العقلي المترتب عن هذه الوضعية المالية”، مسجلا في الوقت ذاته أن الحكومة المغربية أوفت بكامل التزاماتها تجاه الطلبة الغانيين في إطار اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين، فيما لم تفعل حكومة غانا ذلك، داعيا هذه الأخيرة إلى تسريع صرف المنح واتخاذ إجراءات فورية من أجل تخفيف معاناة الطلبة وضمان استمرار تحصليهم الأكاديمي.

في هذا الصدد، قال إيمانويل أريتي، رئيس جمعية الطلبة الغانيين بالمغرب (GHASAM)، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “مشكلة الطلبة الغانيين ليست أبدا مع حكومة المغرب التي صرفت منحها لفائدتنا وأوفت بكل التزاماتها في هذا الصدد، لكن المشكل الأساسي مع حكومة بلادنا التي تركت الطلبة في وضع اقتصادي صعب منذ عدة أشهر”، مضيفا أن “الطلبة المعنيين نظموا وقفة احتجاجية أمام سفارة البلاد في الرباط وراسلوا الحكومة في أكرا عن طريق السفارة في هذا الشأن، وينتظرون الجواب الذي سيحددون على إثره طبيعة الخطوات النضالية المقبلة”.

وأوضح أريتي أن “الطلبة الغانيين الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات والمعاهد المغربية يقدرون بـ 290 طالبا، أغلبهم يعيشون وضعا مزريا نتيجة هذا التأخير غير المفهوم في صرف المنح، بل إن منهم من توقف عن التوجه إلى الجامعات أو أوقف إكمال بحث التخرج نتيجة غياب الإمكانيات المادية التي يتطلبها ذلك”، داعيا سلطات بلاده الوصية على المالية والمنح إلى التسريع في صرف هذه هذه الأخيرة لإنقاذ المسار الدراسي لمواطنيها من الطلبة.