موريتانيا وليبيا تتجاهلان “التكتل الجزائري” في مباحثات إحياء الاتحاد المغاربي
بعد فشل محاولات جزائرية وتونسية عدة لإقناع الرئاسة الموريتانية بالانضمام لما سُمي بـ”التكتل المغاربي”، تجاهل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزاوي، الموضوع خلال لقاء ثنائي جمعهما بانجامينا على هامش حفل تنصيب محمد إدريس ديبي رئيسا لجمهورية تشاد.
عوضاً عن التكتل الذي لم يحظ بالإقبال في ليبيا وموريتانيا، خصص رئيسا البلدين لقاءهما لمتابعة أوضاع اتحاد المغرب العربي والعمل على تفعيل دوره الإقليمي والدولي، والتعاون بين البلدين والتنسيق لعقد اللجنة العليا الليبية الموريتانية.
في هذا السياق، قال أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية، إن لقاء رئيس حكومة الوحدة الليبية مع ولد الغزواني “لن يغير من واقع تبرؤ ليبيا من محاولة إقصاء المغرب مما يُسمّى التكتل المغاربي، بحيث أوفدت مبعوثاً خاصاً إلى المغرب لشرح موقفها”.
من جانب آخر، يضيف نور الدين ضمن تصريح لهسبريس، “على المغرب أن يُركّز على الأهم، وهو الاستثمار في فشل المحاولة الجزائرية لإقصائه مغاربياً، من أجل الدفع بالعلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع موريتانيا إلى مستويات أعلى، ومن أجل مساعدة نواكشوط على تصحيح الخطأ التاريخي وإزالة الإهانة الجزائرية في حق موريتانيا التي أُرغمت تحت التهديد على الاعتراف بجمهورية تندوف”، الأمر الذي يتطلب، حسبه، “تحركا مكثفا للخارجية والحكومة المغربية اليوم وليس غدا”.
وذكّر الخبير ذاته بما وصفه بـ”الموقف الشجاع للرئيس ولد الغزواني برفضه الانضمام لهذا التكتل، ما كان بمثابة صفعة للنظام العسكري الجزائر، لا سيما وأنه كان متواجداً في الجزائر لحضور اجتماع الدول المصدرة للغاز في مارس 2024، وتوقع جنرالات النفط والغاز الجزائريون أنه سيُجاملهم ولن يجرؤ على رفض الدعوة الجزائرية”.
واعتبر نور الدين أن “الرفض الموريتاني أظهر للعسكر الجزائري أن كل محاولاته لابتزاز موريتانيا باءت بالفشل، سواء محاولة شراء ذمتها بمعبر [شوم تندوف] الذي كاد أن يُودي بحياة الرئيس ولد الغزواني الذي تعرض موكبه لهجوم إرهابي راح ضحيته أقرب حراسه الشخصيين قرب تندوف، أو بمساعدات البترودولار البئيسة، تارة بشحنة البصل، وتارة بالوعود البنفسجية، وتارة أخرى بفتح دكّان سمّوه بنكاً قاطعه الموريتانيون لعلمهم بأن النظام البنكي الجزائري مفلس”.
من جانبه، قال عبد الفتاح الفاتيحي، رئيس مركز إفريقيا للدراسات والأبحاث، إن المباحثات الثنائية بين عبد الحميد الدبيبة ومحمد ولد الغزاوي تؤكد استمرار “نأي موريتانيا-التي تتأهب لانتخابات رئاسية-بنفسها عن سلوك جزائري ذي نزوع سياسية، خاصة في مسعى ما تعتبره تضييق الخناق على المغرب، وهو ما يتنافى وأخلاق دول كانت تتوق إلى أمد قريب إلى إقامة وحدة مغاربية”.
وأضاف الفاتيحي في حديث لهسبريس: “أعتقد أن المسؤول الليبي بدوره لن يساير الطرح الجزائري، لكن سيعمل على رأب الصدع المغاربي، لا سيما وأن الجزائر استوعبت أن من الصعوبة بمكان تحقيق مآربها السياسية من منظور التوظيف السياسي لهذه الدول بعزل المغرب أو ممارسة الضغط عليه”.