حرب غزة: إسرائيل تقصف مناطق في رفح رغم قرار العدل الدولية، ومقررة أممية تطالب بحظر تزويدها بالأسلحة
واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة ومناطق في مدينة رفح، اليوم السبت، بعد يوم من صدور أمر محكمة العدل الدولية بضرورة وقف إسرائيل هجومها على رفح، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وطالبت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، العالم بفرض “حظر على تزويد إسرائيل بالأسلحة “، وتعليق العلاقات الدبلوماسية معها حتى تنصاع لقرار محكمة العدل الدولية.
وقالت فرانشيسكا في تغريدة على موقع إكس، تويتر سابقا، تعليقا على القصف الإسرائيلي يوم السبت، بأن إسرائيل لن “توقف الجنون” الذي تفعله في رفح ما لم يتدخل المجتمع الدولي.
وأكدت أن الأنباء التي تصلها من الناس المحاصرين في مدينة رفح “مروعة”، قائلة إن إسرائيل كثفت هجماتها على رفح بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية بوقف عملها العسكري.
وفجر السبت أفاد شهود فلسطينيون وفرق وكالة فرانس برس بحصول غارات إسرائيلية على مدينة رفح، جنوب غزة، ودير البلح، وسط القطاع.
وقالت أم محمد وهي فلسطينية من مدينة غزة نزحت بسبب العنف في دير البلح لفرانس برس “نأمل بأن يشكل قرار المحكمة ضغطا على إسرائيل لإنهاء حرب الإبادة هذه لأنه لم يبق شيء هنا”.
بينما قال محمد صالح، من دير البلح أيضا للوكالة الفرنسية، إن “إسرائيل دولة تعتبر نفسها فوق القوانين، لذا لا أعتقد أن إطلاق النار أو الحرب يمكن أن يتوقفا بشكل آخر غير القوة”.
وكثف الجيش الإسرائيلي السبت هجومه على قطاع غزة بما في ذلك رفح، بعد يوم واحد من أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في رفح “فورا”، في حين تبذل جهود في باريس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وجاء قرار العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، بطلب من جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، وتعد قرارات المحكمة ملزمة قانونا لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها.
وأمرت إسرائيل أيضا بالإبقاء على معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحا، وهو مغلق منذ إطلاق عمليتها البرية في هذه المحافظة في أوائل مايو/أيار.
وقالت إسرائيل إنها “لم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح من شأنها أن تؤدي إلى ظروف حياة يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين كليا أو جزئيا”.
من جهتها رحبت حماس بقرار المحكمة لكنها قالت إنها كانت تنتظر أن يشمل “كامل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط”.
اعتقالات في الضفة
وفي الضفة الغربية اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة الماضية خمسة فلسطينيين في مدينة قلقيلية شمال الضفة.
وقالت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة قلقيلية وداهمت عدة منازل لعائلة داود واعتقلت خمسة أشخاص للضغط على الشاب طارق داود بتسليم نفسه للجيش الإسرائيلي.
وبحسب المصادر فإن الجيش الإسرائيلي اعتقل والد طارق وشقيقه وثلاثة من أعمامه، بحجة أنه مطلوب لقوى الأمن الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه في مدينة البيرة تعاملت مع إصابة طفل، 15 عاما، في الخاصرة بالرصاص الحي، وجرى نقله إلى المستشفى.
التزام مصري أمريكي
رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالتزام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم على أساس مؤقت لتوزيعها في جميع أنحاء غزة.
وجرى اتصال هاتفي بين الرئيسين، يوم الجمعة، بعد صدور أوامر محكمة العدل الدولية، التي شددت أيضا على ضرورة سماح إسرائيل بفتح معبر رفح للسماح بتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، من دون عوائق وبكميات كبيرة.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي وافق على إرسال المساعدات الإنسانية موقتا من خلال معبر كرم أبو سالم “لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرية، أن السيسي أبلغ بايدن أيضاً أن مصر تواصل رفض التنسيق مع إسرائيل في شأن معبر رفح، وأنه جرى بحث إدارة الحدود بعد الحرب.
وأعرب الرئيس بايدن عن التزامه الكامل بدعم الجهود الرامية إلى إعادة فتح معبر رفح بترتيبات مقبولة لكل من مصر وإسرائيل، ووافق على إرسال فريق رفيع المستوى إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المناقشات.