الانتخابات العامة البريطانية: الأحزاب السياسية في البلاد تخوض حملاتها الدعائية بوعود التغيير
دخلت الحملات الدعائية للأحزاب المتنافسة في الانتخابات العامة البريطانية التي ستجرى في الرابع من يوليو/ تموز المقبل يومها الثالث على التوالي، مع حرص قادة تلك الأحزاب على زيارة مناطق مختلفة من البلاد في محاولة لكسب الأصوات لصالحهم.
فقد بدأ رئيس الوزراء ريشي سوناك عطلة نهاية الأسبوع بزيارة دائرته الانتخابية في ريتشموند بمقاطعة “نورث يوركشاير”، حيث التقى بقدامى المحاربين على مائدة الإفطار.
وكان سوناك، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2022، قد أعلن في بحر الأسبوع الماضي عن موعد إجراء الانتخابات العامة في الرابع من يوليو/ تموز المقبل عقب الهزيمة التي مني بها حزبه، حزب المحافظين، في الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في مايو/ أيار الجاري.
ويركز سوناك في حملته على الاقتصاد، حيث يشير المحافظون إلى إمكانية منح إعفاءات ضريبية لأصحاب الدخول المرتفعة. وقال وزير الخزانة في الحكومة جيريمي هنت في مقابلة مع صحيفة ديلي تليغراف إن حزب المحافظين سيسعى إلى إنهاء التشوهات في النظام الضريبي في حال فوزه في تشكيل الحكومة لخمس سنوات قادمة.
وتواجه حملة حزب المحافظين مصاعب مع إعلان 78 عضواً من الحزب في البرلمان عن عدم نيتهم الترشح في الانتخابات المقبلة.
كما يواجه تحدياً يتعلق بسياسته الخاصة بالهجرة وبوعده بتخفيض أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون البلاد من خلال خطة الترحيل إلى رواندا التي حصلت على مصادقة البرلمان مؤخراً.
فقد سبق للأمم المتحدة أن انتقدت هذه الخطة التي ترفضها أيضاً منظمات حقوقية بارزة تعني بحقوق اللاجئين.
وتفيد استطلاعات الرأي بأن حزب المحافظين يأتي في مرتبة متأخرة بحوالي 20 نقطة عن حزب العمال وذلك بعد فترة سيطر فيها الحزب على المشهد السياسي في البلاد واتسمت بارتفاع في التضخم وتباطؤ في النمو الاقتصادي وبسلسلة من الفضائح السياسية.
حملة حزب العمال
في هذه الأثناء، توجه زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى مدينة ستافورد في مقاطعة “ويست ميدلاندز”، حيث التقى بالناخبين في استاد رياضي مركزاً في حديثه هناك على أزمة تكاليف المعيشة التي باتت تُثقل كاهل المواطن البريطاني.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين حول خططه لمعالجة الاقتصاد وهل تعني تلك الخطط زيادة العبء الضريبي على المواطنين، قال ستارمر إن الانتخابات المقبلة تتمحور حول الاقتصاد وذلك “لأن الجميع يتحدث عنه”.
وأضاف بأن أزمة تكاليف المعيشة هي الموضوع الذي يحظى بالأولوية في تفكير الناس الذين تحدث معهم خلال تجوله اليوم من منزل لآخر.
وقال ستارمر: “لهذا السبب قال حزب العمال إن المهمة رقم واحد بالنسبة له هي التركيز على الاقتصاد والنمو الاقتصادي”، مضيفاً بأن الخطوة الأولى للقيام بذلك ستكون من خلال “ترسيخ الاستقرار الاقتصادي”.
وتحدث ستارمر أيضاً عن رغبته في تخفيض السن القانوني للتصويت من 18 إلى 16 أو 17 عاماً. وقال لدى سؤاله عن الموضوع: “نعم، أريد أن أرى من هم في عمر 16 و 17 عاماً يدلون بأصواتهم”.
ويقول محللون إن حزب العمال لا يخفي خططه المتعلقة بكيفية كسب الانتخابات القادمة من خلال التركيز على المناطق الخاضعة لسيطرة حزب المحافظين والمناطق الأخرى والتي عادة ما تصوت لعضو البرلمان من الحزب الذي يفوز بالانتخابات مثل ستافورد التي زارها ستارمر.
وشرح موقفه بقوله إنه إذا كان هؤلاء الشباب قادرين على الخروج للعمل فإنه ينبغي أن يكون بمقدورهم أيضاً المشاركة في التصويت.
وكان ستارمر قد زار الجمعة اسكتلندا إذ ألقى خطاباً في مدينة غلاسكو ركز فيه على خطط حزبه السياسية ورسالته للتغيير.
ويحتاج حزب العمال إلى استعادة السيطرة على عشرات المقاعد التي خسرها منذ 2010 في معقله السابق شمال حدود انجلترا من أجل تعزيز فرصه بتشكيل الحكومة القادمة في ويستمنستر.
ويعاني الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي حل محله كقوة مهيمنة في اسكتلندا، من أزمة حيث عين في وقت سابق من هذا الشهر ثاني زعيم له في غضون ما يزيد قليلاً عن العام.
وقال ستارمر البالغ من العمر 61 عاماً مخاطباً الحشد الانتخابي في غلاسكو إن “هذه الانتخابات تتعلق بالتغيير”. وأضاف أن “الصوت الاسكتلندي هو صوت مهم بالتأكيد وينبغي أن يكون صوتاً رائداً”.
الديمقراطيون الأحرار
ركز حزب الديمقراطيون الأحرار، وهو الحزب الثالث في البلاد بعد حزبي المحافظين والعمال، في حملته الانتخابية على الجنوب، حيث زار زعيم الحزب سير إد ديفي مدينة تشيستر، وهي واحدة من المدن الساحلية في مقاطعة “ويست ساسيكس” التي يأمل الحزب بأن يفوز بالمقعد الخاص بها.
وخلال زيارته، سُئل عن أهمية تنحي عضو حزب المحافظين البارز مايكل غوف عن خوض الانتخابات القادمة، فقال إن ذلك مؤشر على أن “المحافظين يستسلمون” وأنهم “في حالة من الفوضى”.
واتهم الديمقراطيون الأحرار غوف، الذي يستهدفون الفوز بمقعده في الانتخابات العامة، بأنه “فر مذعوراً” بإعلان عدم نيته الترشح.
وأضاف بأن ” المحافظين حكموا البلاد بصورة سيئة للغاية. نحن أكثر طموحاً من بعض الأحزاب الأخرى” وقال إن السياسة في هذه البلاد “معطّلة” و “ينبغي تغييرها”.
حملة حزب إصلاح المملكة المتحدة (ريفورم يو كي)
بدأ زعيم حزب إصلاح المملكة المتحدة، ريتشارد تايس، حملته الانتخابية في بوسطن و”سكيغنيس”، حيث قرر الحزب أن يتنافس على مقعد المنطقة في الانتخابات بعد أن قال سابقاً إنه سيتنافس على مقعد “هارتلبول”.
وقال تايس إن حزبه لم يتفاجأ بالإعلان غير المتوقع عن موعد الانتخابات وإنه قد فاز ببعض الرهانات على أن الانتخابات ستكون في الصيف.
وأضاف بأن ريشي سوناك “خضع للضغط” من خلال الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة لأن المحافظين “يغرقون” في استطلاعات الرأي بينما يزداد الدعم لحزب إصلاح المملكة المتحدة.
وقال تايس إنه حزبه سيضع الهجرة والقانون والنظام وقوائم الانتظار في خدمة الصحة الوطنية والرواتب في مركز حملته الانتخابية.
وختم حديثه قائلاً إن حزب إصلاح المملكة المتحدة “سيبقى على المدى الطويل” و “سيجعل بريطانيا عظيمة مرة أخرى”.