أخبار العالم

ابن عزيزة يوقع رواية “المسافر الدائم”



صدرت عن دار إفريقيا الشرق رواية باللغة الإنجليزية من نوع ما بعد الكولونيالية، بعنوان “الحياة الرائعة لمسافر دائم”، للكاتب المغربي الدكتور لحسن ابن عزيزة، أستاذ الأدب الإنجليزي السابق بجامعة ابن زهر بأكادير.

وحسب معطيات حول الإصدار الجديد فإن أحداث الرواية تدور حول حياة أيوب بن عيسى، أستاذ سابق للأدب الإنجليزي، يعيش منعزلاً وفقيراً في بلدة مغربية عادية، يعاني من عرج شديد، أصيب به قبل بضع سنوات في حادث مأساوي، وأبقاه الراوي بضمير الغائب محاطًا بالكثير من الغموض حتى الجزء الأخير من الرواية.

ويشرح الكتاب أنه رغم إمكانياته المالية المحدودة إلا أن أيوب بن عيسى “مسافر دائم”، مدفوع بحاجته القهرية إلى “السفر” كل يوم سبت، وبسبب عرجه الواضح يتعرض لسلسلة من الحوادث المهينة خلال رحلاته المضطربة إلى المطار.

وفي الوقت نفسه، ورغم كل منغصات الحاضر، يجد بطل الرواية الوقت الكافي للهروب إلى الماضي، مستدعياً من خلال ذاكرته النشطة بشكل مفرط، وبالتقنية الأدبية المسماة تيار الوعي، محطات مهمة في حياته؛ ورغم تضاؤل وعيه إلا أن هذا الوعي يبقى وعي المثقف القادر على الإدلاء بتعليقات مدركة عن نفسه وعن الآخرين، وعن بلده وبقية العالم؛ في عمل الذاكرة التي يتحكم فيها منطقها الخاص، وفق المؤلف ذاته.

وتبدأ الرواية بشكل مفاجئ في منتصفها باستعادة أيوب علاقته السابقة مع شيريل، التي مازال تسكن عقله رغم موتها؛ ففي هذا الفصل الأول يتذكر السنوات التي قضاها معها في هاليفاكس، نوفا سكوشا، بلحظاتها الرائعة، ولكن أيضًا بصراعاتهما المتعلقة بالهوية.

وتروي القصة أحداثا مزعجة تجعل بطلها يفكر في صراعات أجداده مع المستعمر الفرنسي وأزلامه المغاربة؛ ومع توالي الأحداث يجد أيوب نفسه يركز على حدث بارز في تاريخ عائلته، المرتبط بهجرة والديه من البادية إلى المدينة عندما كان طفلاً، بحيث يضفي الراوي بضمير الغائب على هذه الرحلة المروعة على عربة متهالكة يجرها حصان مرهق في موسم الأمطار بعدًا ملحميًا، قبل أن يدرك أيوب في النهاية وبمشاعر مؤلمة أنهم سيعيشون ليس في المنازل الفخمة في المدينة التي يمرون بها، بل في مدينة كلها دور صفيح.

وفي الفصل الثاني من الرواية فإن القارئ يسخر من العنوان حين يدرك أخيرًا أن البطل ليس مسافراً دائما، لأن أيوب عندما يصل إلى المطار كل يوم سبت يجلس في منطقة المغادرة، وفي خضم مد وجزر المسافرين يطلق العنان لذكرياته عن حياته الماضية، التي تثيرها بشكل رئيسي المسافرات اللاتي يذكره عطرهن بشيريل.

ومن وقت لآخر يستخرج البطل من حقيبته الرثة دفتر كتابة سميكا ويدوّن بعنف ما يبدو وكأنه خربشات لا معنى لها، ستنكشف طبيعتها الحقيقية بعد موته.

وفي ختام القصة يعثر على أيوب الذي كان يعاني من سوء التغذية والتهاب الشعب الهوائية ميتًا في الصباح، وأصابعه مشدودة على دفتر الكتابة الملطخة بالدماء، على مقعده البارد المعتاد، ليتضح في النهاية أن دفتر الكتابة مفاجأة كبيرة من وجهة نظر سردية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى