إبراهيم رئيسي: من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحداد خمسة أيام في كافة أنحاء البلاد، بعد الإعلان رسمياً عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المرافقين لهم، إثر سقوط مروحية كانت تقلهم في أذربيجان الشرقية.
وأعلن مساعد رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية محسن منصوري، تعطيل الدوام الرسمي في كافة محافظات إيران ابتداءً من يوم الأربعاء المقبل، وإلغاء كافة امتحانات نهاية السنة الدراسية بداية من اليوم الثلاثاء حتى نهاية الاسبوع الجاري.
وأضاف منصوري أن مراسم التشييع، ستقام بمدن تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية وطهران، وقُم جنوبي العاصمة طهران، وبيرجند ومشهد في محافظة خراسان.
واستمرت عمليات البحث عن مروحية رئيسي قرابة 15 ساعة قبل أن تعثر فرق الإنقاذ صباح الاثنين على حطامها، بالإضافة إلى جثث كلّ من كان على متنها.
ونُقلت جثامين الرئيس الإيراني ومرافقيه إلى مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية حيث سقطت المروحية، و تم عرضها على الطب العدلي قبل بدء تشييعها بحسب وسائل إعلام إيرانية.
من قُم إلى طهران
وقال مدير عام الشؤون السياسية والانتخابات والتقسيمات الوطنية لمحافظة أذربایجان الشرقية حسن حقیقیان للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن مراسم تشييع جثمان إبراهیم رئیسي ومرافقيه ستبدأ صباح اليوم الثلاثاء في مدینة تبريز.
وأشار منصوري إلى أن الجنازة ستمُرّ بمرقد “السيدة المعصومة” في مدينة قُم عند الساعة الرابعة عصر الثلاثاء.
ويُعدّ مرقد “السيدة المعصومة” ذو رمزية دينية كبيرة لدى الإيرانيين والشيعة، وهو قبر فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم، الإمام السابع لدى الشيعة الاثني عشرية.
كما أن مدينة قُم التي تبعد عن العاصمة طهران حوالي 147 كيلومتراً، وتتميز بأنها الحوزة العلمية وإحدى أهم المراكز العلمية الدينية للمسلمين الشيعة، وتضم عدداً من المزارات والمراكز الدينية أهمها مرقد “السيدة المعصومة”، وأربعون كوكب – أضرحة أربعة عشر شخصاً من ذرية علي بن موسى الرضا – ومسجد جمكران.
أوضح منصوري في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية أن اللجنة التي تم تشكيلها لتشييع الجثامين قررت أن تُقام المراسم صباح الأربعاء المقبل في طهران، موضحاً أن الجنازة ستُنقل في الساعات الاخيرة من ذلك اليوم إلى مصلى الإمام الخميني في العاصمة طهران لتوديعها.
ويقع مُصلى الإمام الخميني في منطقة عباس آباد في طهران وتبلغ مساحته قرابة 630 ألف متر مربع، ويعتبر ثاني أكبر مصلى في البلاد من حيث المساحة بعد مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان.
ويتكون المصلى الذي يُعرف أيضا باسم مصلى طهران الكبير، من مجموعة من المباني والمساحات الواسعة التي تتسع لأعداد كبيرة من الناس، وعادة ما تُقام فيه الاحتفالات الدينية والسياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والتعليمية وغيرها، إذ يعتبر مكاناً دائما لمعرض الكتاب السنوي في إيران.
المثوى الآخير
كما أوضح منصوري أن جثامين الرئيس الإيراني ومرافيقيه ستُنقل صباح الخميس المقبل إلى بيرجند في محافظة خراسان الجنوبية، ومنها إلى مدينة مشهد عاصمة المحافظة حيث ستُدفن بجوار مرقد الإمام الرضا ليل الجمعة.
ومرقد الإمام الرضا أو العتبة الرضوية هو ضريح الإمام علي بن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية، ويقع في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان، وهي ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في إيران.
ومن المتوقع أن يشارك عدد كبير من الإيرانيين في تشييع الجثامين، إذ بدأ عدد من الموالين للنظام الإسلامي في إيران بالتجمع في العاصمة طهران لأداء الصلوات والأدعية للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهم.