إبراهيم رئيسي: ماذا نعرف حتى الآن عن مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه منذ إعلان سقوط مروحيتهم؟
بعد نحو 15 ساعة من البحث والتحقيق عن مروحية رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، عثرت فرق الإنقاذ صباح الأحد على حطام المروحية، وجثث كلّ من كان على متنها.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني وفاة رئيس البلاد إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له إثر سقوط مروحية كانت تقلهم في أذربيجان الشرقية، فيما المرشد الأعلى الإيراني يعلن الحداد لخمسة أيام في البلاد.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأن الرئيس الإيراني قد توفي برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وإمام جمعة تبريز آية الله آل هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، ورئيس وحدة حماية الرئيس، وعنصر من عناصر الحرس الثوري، بعد سقوط مروحية كانت تقلهم في أذربيجان الشرقية.
كيف حصل الحادث؟
وفق وكالة الأنباء الإيرانية، زار رئيسي والوفد المرافق له أذربيجان الشرقية، وافتتح مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سد “قيز قلعة سي”، وهو مشروع مشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان.
و تعرضت المروحية لحادث وهي في طريق العودة إلى مدينة تبريز من أجل تدشين مشروع تحسين جودة مصفاة تبريز، وتحطمت في غابات ديزمار الواقعة بين قريتي اوزي وبير داود بمنطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
من جهته أوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بيرحسين كوليوند بأن قوات إغاثية من مختلف الأجهزة قد تعاونت فيما بينها للعثور على حطام المروحية في عملية استمرت لساعات.
وذكر كوليوند أن منطقة العمليات كانت مساحة واسعة جداً، وفي ظروف جوية صعبة، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 2000 جندي في عملية البحث عن المروحية الرئاسية، دون الاستعانة بقدرات ومعدات أي دولة أجنبية.
من جهته أوضح رئيس منظمة إدارة الأزمات الإيرانية محمد حسن نامي إنه تم التعرف على هويات جميع رفاق إبراهيم رئيسي في المروحية وليس هناك حاجة لاختبار الحمض النووي، وقال “على الرغم من الحروق تم التعرف على جثث هؤلاء الأشخاص وقام رجال الإنقاذ بنقل الجثث إلى تبريز.
وقال نامي لوكالة أنباء تسنيم إن الإمام جمعة التبريزي كان على قيد الحياة وعلى اتصال حتى ساعة واحدة بعد السقوط، وأنه “أجرى محادثة هاتفية مع غلام حسين إسماعيلي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني”.
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأن المروحية التي أقلت الرئيس ووزير الخارجية كانت من طراز بيل 212.
ومع بدء ظهور التفاصيل ببطء، من غير الواضح كم كان عمر المروحية، إلا أن هذا النموذج طوّره الجيش الكندي في الستينيات.
يشار إلى أن عقوداً من العقوبات الأمريكية والدولية بدأت بعد الثورة الإيرانية عام 1979.
وصنّعت المروحيات من قبل شركة بيل هيلوكبتر الأمريكية ويستخدمها المشغلون الحكوميون على نطاق واسع، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون الأمريكية والشرطة الوطنية التايلاندية.
وتعتبر منطقة ديزمار التي وقع فيها حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل والوفد المرافق له منطقة جبلية وغابات تقع في منطقة محمية مقاطعات خودافارين وورزغان وجولفا، شمال محافظة أذربيجان الشرقية.
عاصمة المحافظة هي مدينة تبريز، وتقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غرب مدينة قلعة وأهار على بعد 75 كيلومتراً جنوبه، وفقا لموقع “ره بال آسمان” الإيراني.
تتضمن غابة ديزمارأرسباران، وهي الموقع الدقيق لحادث المروحية، وتقع في المنطقة العامة بين ورزغان وجولفا، بمحافظة أذربيجان الشرقية.
تم إدراجها كمنطقة محمية في عام 2013، وترتبط بمحميات كياماكي في الغرب وأرسباران في الشرق.
وفور إعلان العثور على طاقم المروحية، توجهت حشود شعبية في تبريز غربي أذربيجان الشرقية إلى ميدان معراج الشهداء لاستقبال جثامين رئيسي وعبداللهيان والوفد المرافق لهما.
ماذا بعد؟
وفور إعلان خبر وفاة رئيسي رسمياً، أعلن المرشد الإيراني تعيين محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الراحل، ليتولى مهام الرئاسة، وفقاً للبند 131 من الدستور الإيراني.
وبحسب توضيح نشرته وكالة إرنا الرسمية للأنباء، فإن الدستور الإيراني يتعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، وفق نص المادة 131، ويتولى بموجبها النائب الأول لرئيس الجمهورية “أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الاسلامية”.
وتوضح المادة 131 من دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية طريقة التعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، إذ تنص هذه المادة على أنه “في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولّى النائب الأول للرئيس أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتّع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الإسلامية”.
وكان رئيسي قد عين نائبه الأول مخبر، في هذا المنصب منذ توليه منصب الرئاسة عام 2021.
وبحسب المادة 131 أيضاً فإنه يتوجب على هيئة مؤلّفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية أن يعملوا على اتخاذ الترتيبات اللازمة ليتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال فترة 50 يومياً بأقصى تقدير.
من جهته أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية تعيين علي باقري وزيرا للخارجية خلفاً لعبد اللهيان.
من يمسك زمام الأمور في إيران؟
أبرز ردود الفعل
فور الإعلان عن وفاة رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي وطاقمه المرافق في حادثة تحطم مروحية كانت تقلهم أمس الأحد، توالت ردود فعل زعماء ورؤساء حول العالم.
إذ أعرب الرئيس الأذري إلهام علييف عن تعازيه بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له.
وكان علييف آخر من التقى رئيسي قبيل تحطم المروحية، خلاف افتتاح السدّ المشترك بين البلدين. وقال في رسالته: “لقد تأثرنا بشدة بالنبأ المفجع لوفاة السيد إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحسين أميرعبد اللهيان، وزير الخارجية، ومرافقين آخرين في حادث طائرة هليكوبتر، هي خسارة فادحة لشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
من جهتها أعلن كل من لبنان وباكستان وسوريا الحداد على الرئيس الإيراني ورفاقه لثلاثة أيام.
قدمت فرنسا تعازيها في بيان مقتضب لوزارة الخارجية، وجاء في البيان أن “فرنسا تقدم تعازيها للجمهورية الإسلامية الإيرانية في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمرافقين لهما”.
قدم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تعازيه في وفاة رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين في حادث تحطم مروحية، بعد ساعات قليلة من رد فعل تشارلز ميشيل.
ووقف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، دقيقة صمت بعد نبأ وفاة رئيسي، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر دولي حول الأمن النووي في فيينا.
كما كتب المتحدث باسم الناتو إلى موقع إكس وقدم تعازيه للشعب الإيراني بعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان، في منشور مكتوب باللغة الفارسية
من جهته قدّم المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني يقدم تعازيه إلى الشعب والحكومة الإيرانيين في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما بحادثة تحطم الطائرة
وتقدم كل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والعاهل السعودي وولي العهد والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير قطر ورئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيهم لإيران والشعب الإيراني.
كذلك تقدمت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس بالتعازي الحارة للشعب الإيراني بوفاة رئيسي وفريقه.
اتهامات حول الحادثة
نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حكومته “ليست متورطة” في تحطم المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، وقال المسؤول لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته “هذا ليس من شأننا”.
وهذا هو أول رد فعل من إسرائيل على هذا الحدث، دون أي تعليق رسمي.
من جهته اتهم وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بأنها المسؤولة عن الحادث، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا قوله “إن الولايات المتحدة هي سبب استشهاد رئيس الجمهورية ورفاقة بسبب حظر بيع الطائرات للجمهورية الإسلامية”.
مراسم التشييع
نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن حسن حقيقي جيان المدير السياسي العام لمحافظة أذربيجان الشرقية، قوله إن مراسم تشييع إبراهيم رئيسي ورفاقه ستقام في تبريز غداً الثلاثاء.
وقال إنه يتم نقل الجثث إلى تبريز وسيتم تحويلها إلى الطب الشرعي أولاً.