أخبار العالم

لقاء يجرد حصيلة المبادرة بالفقيه بنصالح


احتفاءً بالذكرى الثامنة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعلنها الملك محمد السادس في 18 مايو 2005، نظمت عمالة إقليم الفقيه بن صالح، الجمعة، لقاءً تواصليًا موسوما بـ”حصيلة إنجازات برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة (المرحلة الثالثة)” تحت شعار “1000 اليوم الأولى من الحياة أساس مستقبل أطفالنا”.

وبالمناسبة أكد عامل إقليم الفقيه بن صالح محمد قرناشي، في كلمة افتتاحية، أن “حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلة الثالثة مشرفة للغاية، وتعكس أثرًا إيجابيًا على سكان الإقليم”، مؤكدا أهمية تضافر الجهود وتحقيق التناغم القوي بين جميع الجهات المعنية بهدف تحقيق الأهداف المستقبلية، التي تهمُّ دعم الطفولة والتعليم ومكافحة الفقر وتعزيز الاندماج الاقتصادي.

واعتبر قرناشي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أمرًا مقدسًا، وورشا ملكيا يجب استنباط مضامينه، مضيفا أنه يتطلب من الجميع التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات والمعيقات التي تواجه التنمية البشرية، ولمواكبة ودعم تنفيذ برامجه، التي تهدف إلى تعزيز الرأسمال البشري وتحقيق الرفاهية للأفراد.

وفي السياق ذاته، أبرز العربي بوعابيدي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الفقيه بن صالح، أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023) تتضمن برنامجًا طموحًا يهدف إلى الاستثمار في الرأسمال البشري للأجيال المقبلة من خلال مبادرات تركز على الصحة، التغذية والتعليم.

وأشار بوعابيدي إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تحسين صحة وتغذية الأم والطفل، عبر تحسين النظام الصحي والغذائي للنساء في سن الإنجاب، وكذا الحوامل، والمرضعات، وحديثي الولادة، لافتا إلى أنه على مستوى إقليم الفقيه بن صالح تم تنظيم 48 قافلة طبية لفائدة النساء والأطفال دون الخمس سنوات، واقتناء ثلاث سيارات إسعاف طبية مجهزة، بالإضافة إلى بناء وتهيئة وتجهيز دور الولادة بالمعدات الطبية الضرورية، بما في ذلك اقتناء حاضنات جديدة.

وأضاف أن هذا البرنامج يدعم التعليم الأولي في المناطق القروية بهدف تنمية القدرات القرائية والمعرفية للأطفال، مما يسهم في تحسين مسارهم التعليمي على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه تم في هذا الإطار تهيئة وبناء وتجهيز 118 وحدة للتعليم الأولي بالإقليم، ودعم منحة التسيير لثمانية من دور الطالب والطالبة سنويًا، فضلاً عن اقتناء 28 حافلة للنقل المدرسي.

وفي محور دعم التمدرس وتعزيز الانفتاح لدى الأطفال والشباب، أبرز بوعابيدي أن البرنامج ركز على محاربة الهدر المدرسي من خلال توفير البنيات التحتية الأساسية، حيث تم بناء أربعة مراكز لانفتاح الأطفال والشباب في جماعات الفقيه بن صالح، سوق السبت، أولاد عياد، وخلفية، كما تم تنظيم برامج تنشيط ثقافية ورياضية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، وتفعيل المبادرة الملكية “مليون محفظة” لفائدة 406.101 تلميذة وتلميذ.

كما كشف أن سلطات الفقيه بن صالح خصصت لبرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة غلافًا ماليًا قدره 134.69 مليون درهم، مما أسفر عن إنجاز 301 مشروع بنسبة تنفيذ بلغت 92 بالمائة. وأضاف أنه استفاد من هذه المبادرات 473.843 فردًا من مختلف الفئات.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن “برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة يعكس رؤية طموحة للاستثمار في مستقبل الأجيال القادمة، من خلال تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير بيئة محفزة للنمو والتعلم. وأكد أن الجهود المبذولة من قبل مختلف الشركاء والنتائج المحققة تبرز حتى الآن الأهمية الكبيرة لهذا البرنامج في بناء مجتمع متماسك، حيث يشكل الرأسمال البشري حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة.

من جانبه أوضح المندوب الإقليمي بالنيابة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم الفقيه بن صالح، عبد الرحيم العمري، أن وزارة الصحة أطلقت، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الحملة التواصلية للتغيير الاجتماعي والسلوكي، التي تركز على الألف يوم الأولى في حياة الطفل.

وأوضح أن الحملة تهدف إلى تشجيع السلوكيات الغذائية الصحية للأمهات والرضع، بدءاً بفترة الحمل وحتى عمر السنتين. وأضاف أن هذه الحملة تروم نشر الوعي وتعزيز فهم الأمهات لأهمية الألف يوم الأولى في حياة الطفل، وأيضا تشجيع الأمهات على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خلال فترة الحمل وبعد الولادة لضمان صحة الطفل، مع تشجيع الرضاعة الطبيعية .

ومن ضمن آليات التنفيذ، ذكر العمري “الحملات التوعوية متعددة الوسائط، وورشات عمل لتقديم النصائح والإرشادات للأمهات والمجتمع المحلي حول التغذية الصحية، وتوزيع كتيبات ومطويات حول التغذية الصحية والسلوكيات المثلى للأمهات، والتعاون مع المراكز الصحية والمدارس والجمعيات المحلية لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد ممكن من الأمهات والعائلات”.

وأوضح أن الحملة، التي ستنطلق من 22 مايو إلى 22 يونيو، تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي ومستدام في سلوكيات وممارسات التغذية لدى الأمهات والأطفال، مما يسهم في تحسين صحة الأطفال ونموهم وتطورهم، وبالتالي تحسين جودة الحياة في المجتمع بشكل عام. كما اعتبرها خطوة حاسمة نحو بناء مجتمع صحي وواعٍ بأهمية الرعاية الغذائية الصحيحة خلال المراحل الحرجة من حياة الطفل.

وشهد اللقاء تلاوة برقية ولاء وإخلاص موجهة إلى الملك محمد السادس من قبل رئيس قسم العمل الاجتماعي، نيابة عن عامل الإقليم، بالإضافة إلى تسليم سيارتي إسعاف مجهزتين إلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وزيارة دار الولادة بجماعة حد بوموسى التابعة للإقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى