اشتباكات السودان: قوات الدعم السريع تؤكد استعدادها فتح مسارات آمنة لخروج المواطنين من مدينة الفاشر المحاصرة
أكدت قوات الدعم السريع في السودان أنها مستعدة لفتح مسارات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفاشرالمحاصرة الواقعة في ولاية شمال دارفور غربي السودان إلى مناطق آمنة وتوفير الحماية لهم.
وقالت في بيان لها نُشر على منصة إكس الجمعة: “نؤكد استعداد وجاهزية قواتنا لمساعدة المواطنين بفتح مسارات آمنة لخروجهم إلى أماكن أخرى أكثر أمناً يختارونها طوعاً وتوفير الحماية لهم”.
وأكدت في البيان على عدم وجود عداء بين القوات والمواطنين في المدينة. وطلبت من السكان تجنب المناطق المستهدفة بالطيران والابتعاد عن مناطق الاشتباكات وعدم الالتفات إلى الشائعات.
وقال البيان إن “الأكاذيب وعمليات التضليل الممنهج لنشر الخوف والذعر وسط المواطنين لن تنطلي على إنسان دارفور وشعبها الذي خبر ألاعيب ومكر عصابة السلطة وأذيالها من حركات الارتزاق ويتطلع إلى الانعتاق من براثن الفلول وأعوانهم”.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، فرض عقوبات على اثنين من قادة قوات الدعم السريع في السودان، لدورهما في قيادة عمليات عسكرية في مدينة الفاشر.
وجاء في بيان وزارة الخزانة الأمريكية أن “العملية العسكرية للدعم السريع لتطويق ومحاصرة الفاشر عرضت حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر”.
وتشهد مدينة الفاشر، التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، منذ العاشر من مايو/أيار الجاري اشتباكات متفرقة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني المدعوم من جماعات مسلحة متحالفة معه في دارفور.
ورفضت قوات الدعم السريع الاتهامات المتكررة لها باستهداف المدنيين في حالة استيلائها على المدينة، قائلة إن “هذه الشائعات تسعى إلى إشاعة الذعر في أوساط المدنيين..وقواتنا ليس لديها عداء مع أي مواطن”.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو ميناوي قد دعا المدنيين، الخميس، إلى حمل السلاح للدفاع عن مدينة الفاشر بعد أن اتهم قوات الدعم السريع “بحشد المزيد من المقاتلين من غرب أفريقيا لاجتياج المدينة”.
وفي هذه الأثناء، استمرت الاشتباكات في المدينة مع قيام كل طرف بإلقاء اللوم على الطرف الآخر في القصف العشوائي للمناطق المدنية.
وأفاد موقع “دارفور 24” الإخباري المستقل، الجمعة، أن الجيش السوداني والجماعات المسلحة المتحالفة معه في دارفور نفذوا ما وصفه بـ “حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين” في مدينة الفاشر بعد اتهام المعتقلين بالتعامل مع قوات الدعم السريع.
وأضاف الموقع أن مصدراً في الجيش السوداني أفاد بتنفيذ حملة اعتقالات طالت 12 شخصاً اعترفوا بأنهم تبادلوا رسائل مع قوات الدعم السريع وقدموا معلومات لها عن مواقع قوات الجيش والقوات المتحالفة معه.
تحذير الأمم المتحدة
وعلى صعيد متصل، حذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أنها لم تتلق إلا 12 في المئة من تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار طلبته لمساعدة حوالى 15 مليون شخص في السودان الذي يشهد حربا أهلية.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص ونزح الملايين في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لاركه للصحافيين “هذا ليس مجرد نداء يواجه نقصا في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصا كارثيا في التمويل”.
وأضاف “إذا لم يصل مزيد من الموارد بسرعة، لن تتمكن المنظمات الإنسانية من تكثيف جهودها في الوقت المناسب لدرء المجاعة ومنع المزيد من الحرمان” من الأساسيات.
وأضاف “في السودان، يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية. المجاعة تقترب. الأمراض تقترب. القتال يقترب من المدنيين خصوصا في دارفور”.
وتابع “حان الوقت الآن لكي يفي المانحون بالتعهدات التي قطعوها ويكثفوا جهودهم ويساهموا في مساعدة السودان وأن يكونوا جزءا من تغيير المسار الحالي الذي يودي إلى الهاوية”.
ويشهد السودان منذ أكثر من عام حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد في الأيام الأخيرة إزاء تقارير عن قتال عنيف في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة فيما تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور في غرب البلاد لا تخضع لسيطرتها.
وإذا ما سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر فسيكون ذلك بمثابة تعزيز قوي لمكاسب تلك القوات في الوقت الذي تحاول قوى إقليمية ودولية دفع الطرفين إلى التفاوض من أجل وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ 13 شهراً.
وحثّ المفوض الأعلى لحقوق الانسان في الأمم المتحدة فولكر تورك على “التحرك فورا لنزع فتيل الفتنة”، في اتصال هاتفي مع الجنرالين، حسبما أعلنت المتحدثة باسمه رافينا شمدساني.
وأعرب تورك عن “حزنه العميق” طالبا احترام القانون الدولي ووقف إطلاق النار.
ووعد البرهان بتخصيص مزيد من التأشيرات للمتعاونين الدوليين مع المفوضية العليا، وهو أمر “إيجابي”، وفقا لشمدساني.
وكان تورك قد التقى الجنرالين شخصيًا آخر مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، قبل بدء الحرب.
واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتور شبل صهباني، أن “السوادن يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بعد 13 شهراً من الحرب ونزوح 9 ملايين شخص يمثلون حوالى 17 في المائة من السكان”.
وقال إن “الصراع أدى إلى الجوع وتسبب بانعدام الأمن وكاد يُدمر النظام الصحي”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأوبئة، من بينها الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا، تنتشر في ثلث ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية.
وأوضح صهباني أن “المشكلة المطروحة اليوم ستتضاعف مع حلول موسم الأمطار”، نظرا لصعوبة الوصول إلى السكان وانتشار الأمراض المرتبطة بكثرة البعوض ونوعية المياه.
وكان قد فر أكثر من 1.4 مليون شخص من السودان بحثا عن ملجأ في الدول المجاورة، وفقا للأمم المتحدة.