روسيا وأوكرانيا: زيلنسكي يلغي زياراته الخارجية وبوتين يؤكد أن التقدم الروسي يسير كما هو مخطط له
قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن الوضع في منطقة خاركيف “استقر جزئياً”، موضحاً استمرار العمليات الدفاعية في مدينة فوفشانسك القريبة من حدود المدينة.
جاء ذلك خلال كلمة نشرها موقعه الرسمي، الأربعاء، قائلاً: “يُجرى تدمير المحتل الذي دخل منطقة خاركيف بكل الوسائل المتاحة. وتعمل المدفعية والطائرات المُسيرة وقوات المشاة لدينا بدقة تامة”.
وأضاف زيلنسكي في كلمته أن خيرسون، التي تقع على حدود شبه جزيرة القرم، شهدت الأربعاء هجوماً “وحشياً” بالقنابل الجوية الروسية، كما شهدت دنيبرو، ثالث أكبر مدن أوكرانيا، هجوماً صاروخياً، وكذلك ميكولايف الجنوبية، وسومي شمال شرق البلاد.
وقالت روسيا إنها استولت على قرية روبوتاين، وهي قرية في منطقة زابوريجيا استعادتها كييف الصيف الماضي، لكن المتحدث باسم الجيش الأوكراني نفى ذلك مؤكداً أن “هذه المعلومات غير صحيحة”.
وقال زيلنسكي إن العالم لديه القوة والأسلحة والقدرة على إجبار روسيا على السلام العادل، داعياً إلى بذل كل ما هو ممكن “لضمان فشل الهجوم الروسي والمحاولة الروسية لتوسيع الحرب”.
وكان مكتب الرئيس الأوكراني قد قال على تطبيق تلغرام، إن زيلينسكي ألغى جميع زياراته الخارجية “التي كان من المقرر القيام بها في الأيام المقبلة”.
وكان من المقرر أن يزور زيلينسكي إسبانيا، ثمّ البرتغال، في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأوعزت التقارير ذلك إلى أن أوكرانيا تواجه صعوبة في صد الهجوم الروسي الأخير.
“وفق المخطط”
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قوات بلاده تعمل على تحسين مواقعها كل يوم على طول الجبهة في أوكرانيا في جميع الاتجاهات، وإن التقدم الروسي يسير كما هو مخطط له.
وقال بوتين، خلال اجتماع في الكرملين مع وزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف ووزير الدفاع السابق وأمين مجلس الأمن حالياً، سيرغي شويغو وكبار القادة، إن عمل الجيش “يسير وفقاً للخطة” التي وافقت عليها هيئة الأركان العامة.
وأضاف الأربعاء، في اجتماع مخصص لتطوير الصناعة العسكرية الروسية، أنه لا يزال أمام القوات الروسية الكثير لتفعله “لكن الاستجابة السريعة للمتغيرات تعطي الثقة في أن جميع المهام ستُنجز”.
وتقدم بوتين بالشكر لشويغو على عمله السابق كوزير للدفاع، قائلاً إن “العديد من الأمور لم تكن واضحة قبل اندلاع الأعمال العدائية”، ومضيفاً أن شويغو سيساعده في إدارة القطاعات العسكرية والأمنية للدولة.
ونجحت روسيا في الأشهر الأخيرة، في دفع القوات الأوكرانية إلى التراجع في مناطق مختلفة، وفتحت هذا الشهر جبهة جديدة في منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدينة بعد كييف، ما أجبر أوكرانيا على سحب جنود من مناطق أخرى من خط المواجهة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إنها سيطرت على منطقتين سكنيتين أخريين في خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وواحدة في منطقة زابوريجيا جنوبي البلاد.
زيادة الإنفاق العسكري
أشاد بوتين ببيلوسوف لخبرته الاقتصادية ولعمله على تطوير الطائرات المُسيّرة “بدون طيار” وغيرها من المركبات غير المأهولة.
وخلال اجتماعه بقادة المناطق العسكرية الروسية، قال بوتين إن تعيين بيلوسوف وزيراً جديداً للدفاع، يأتي في إطار زيادة الإنفاق العسكري على قطاعي الدفاع والأمن، الذي يتوقع أن يصل إلى 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر قليلاً.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة لا تزال بعيدة عن الإنفاق العسكري في الحقبة السوفييتية والتي بلغت 13% في منتصف الثمانينيات، إلا أن بوتن أكد على ضرورة إدارة الموارد “بحذر شديد وكفاءة”.
وأعرب بوتن عن ثقته في بيلاوسوف الذي “يدرك جيداً كيفية دمج إنفاق أجهزة أمن الدولة ووزارة الدفاع بصفتها الحلقة الرئيسية في أمن البلاد، ضمن المنظومة الاقتصادية لروسيا”.
دمار فوفشانسك بنسبة 80%
قال رئيس دورية شرطة في فوفشانسك إن القوات الروسية دخلت مدينة فولشانسك من الشمال، وما زالت معارك الشوارع مستمرة في المدينة.
وقال أليكسي خاركوفسكي لقناة تلفزيونية أوكرانية إن ما يقرب من 80 في المئة من المدينة قد دمر، بما يشمل المباني السكنية والشوارع والطرق.
وأضاف أن السلطات أجلت سكان فوفشانسك منذ بدء الهجوم الروسي، الجمعة بمساعدة الشرطة الأوكرانية، وقد غادر المدينة أكثر من 7000 أوكراني حتى الآن، موضحاً أن المدينة تعرضت طوال هذه الفترة لقصف عنيف.
في حين قالت خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا إنها أجلت 8000 شخص من منطقة خاركيف منذ الجمعة.
وفي المناطق الحدودية يتعرض نحو مئتي شخص لإطلاق نار من الجانب الروسي.
إصابة 17 أوكرانياً على الأقل في الجنوب
أدت الغارات الجوية الروسية المستمرة على مدينتي ميكولايف وخيرسون جنوبي أوكرانيا إلى إصابة ما لا يقل عن 17 شخصاً، بحسب تصريح مسؤولين محليين.
وقال الحاكم الإقليمي إن 11 شخصاً، من بينهم مراهق واحد على الأقل، أصيبوا في خيرسون، كما لحقت أضرارٌ بالمباني السكنية ومنشأة تعليمية.
وفي منطقة ميكولايف الجنوبية، تسبب هجوم صاروخي روسي منفصل في نشوب حريق كثيف في ورشة لتصليح السيارات، وإصابة ستة على الأقل، بحسب خدمة الطوارئ.
ولا يوجد تأكيد حتى الآن من الجانب الروسي.
قادة عسكريون جدد
أكد الزعيم الروسي عدم وجود أي تغييرات في هيئة الأركان العامة للجيش، في الاجتماع الذي حضره رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
وقال بوتين: “أريد أن يكون الأمر واضحاً للجميع. لقد تطورت وحدة العمل القتالي هذه، وهي تعمل بشكل إيقاعي، وتعمل بنجاح، ومن غير المتوقع حدوث أي تغييرات هنا”.
وأكدت وكالة الأنباء الحكومية الروسية “تاس” أسماء رؤساء المناطق العسكرية الجديدة في روسيا.
وقالت تاس إن العقيد الجنرال ألكسندر لابين عُيّن رئيساً لمنطقة لينينغراد العسكرية، في حين تولى العقيد الجنرال سيرغي كوزوفليف رئاسة منطقة موسكو العسكرية.
وأوضحت تاس أن لابين كان في السابق رئيساً لأركان القوات البرية، أما كوزوفليف فكان رئيساً للمنطقة العسكرية الجنوبية، والتي تولاها بالإنابة الجنرال جينادي أناشكين، الذي كان في السابق قائداً لجيش الحرس الثامن للأسلحة المشتركة.
أما المقدم ألكسندر سانشيك فصار قائداً لقوات المنطقة العسكرية الشرقية بعد أن كان النائب الأول للمنطقة.
صندوق أمريكي لمساعدة أوكرانيا
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء عن صندوق بقيمة 2 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في بناء قاعدتها الصناعية العسكرية.
جاء ذلك في ختام زيارة لكييف استمرت يومين، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل على إيصال المزيد من الذخيرة والأسلحة بسرعة إلى الخطوط الأمامية، لمساعدة القوات الأوكرانية على محاربة التوغل البري الروسي الجديد في منطقة خاركيف.
وقال بلينكن إن التمويل الجديد سيكون على هيئة “صندوق مؤسسة الدفاع الأول من نوعه”، والذي يأتي في “وقت حاسم”، حيث سيساعد كييف في الحصول على الأسلحة التي تحتاجها الآن.
وأضاف أن ذلك “سيعزز أيضاً قدرة [أوكرانيا] على إنتاج ما تحتاجه لنفسها”، مضيفاً أن كييف يمكنها أيضاً استخدام التمويل لشراء أسلحة من دول أخرى.
وهذه هي الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأمريكي إلى كييف، منذ الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير/شباط 2022.