دراسة: حقن إنقاص الوزن “قد تقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية”
كشفت دراسة جديدة في بريطانيا، تم تمويلها من قبل شركة إنتاج أدوية لمكافحة السمنة، أن الحقن المثبطة للشهية يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، حتى لو لم تنجح في تقليل الوزن.
ودأب الباحثون خلال الدراسة على مراقبة تأثير المادة الدوائية التي تعرف بـ سيماغلوتايد المثبطة للشهية، والتي تباع تحت أسماء تجارية كـ Wegovy و Ozempic.
ويقول الباحثون إن الحقنة التي يتم استخدامها بشكل أسبوعي يمكن أيضا أن تعود بالفائدة الصحية على القلوب والأوعية الدموية للملايين من مستخدميها من البالغين.
ولم يتم بعد الإعلان عن نتائج الدراسة في الدوريات العلمية لكن تم الكشف عنها خلال مؤتمر طبي.
وأوضح البروفيسور جون دينفيلد، الذي قاد الفريق البحثي، أن التركيبة الفعالة (سيماغلوتايد) يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على التحكم في نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم أو الالتهاب، فضلا عن استجابة عضلة القلب والأوعية الدموية المباشرة لها.
واستندت الدراسة التي جرت على مدار خمس سنوات في معامل جامعة لندن كوليدج (UCL) إلى فحص حالات 17604 أشخاص ممن تتجاوز أعمارهم 44 عاما من 41 دولة، لتظهر منافع صحية متعلقة بالقلب، بحسب القائمين عليها.
كذلك أظهرت بيانات الدراسة ذاتها، التي مولتها شركة نوفو نورديسك، أن تلك المنافع الصحية لا ترتبط بخسارة الوزن.
“اكتشاف ثوري”
وفي حديثه قبل عرض نتائج الدراسة خلال المؤتمر الأوروبي لدراسات السمنة (ECO) في فينيسيا بإيطاليا خلال الشهر الجاري، قال البروفيسور دينفيلد إن الدراسة أظهرت “نتائج سريرية مهمة”.
ووصف الأمر بـ”الاكتشاف الثوري”، الذي لا يقل في أهميته عن طرح عقاقير الستاتينات لخفض الكوليسترول الضار في تسعينيات القرن الماضي.
“لقد اكتشفنا أخيرًا أن هناك فئة من الأدوية من شأنها علاج تلك الأمراض بيولوجياً ومساعدة الكثير من الناس على التخلص منها. لقد كان ذلك اختراقا وتحولاً بالنسبة لمجالات أمراض القلب”.
وقال أيضا البروفيسور دينفيلد “لدينا الآن هذه الفئة من الأدوية التي يمكنها أيضاً تصحيح العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بمرحلة الشيخوخة”.
لكن جدير بالذكر أن عددا من الخبراء حذر في الماضي من أن حقن تثبيط الشهية لا تؤدي إلى نتائج سريعة وليست بديلا عن النظام الغذائي الصحي وممارسة التدريبات الصحية، مشددين على ضرورة أن لا يتم استخدامها إلا تحت الرقابة الطبية.
كما تشمل الأعراض الجانبية لحقن تقليص الوزن الغثيان واضطراب المعدة والانتفاخ وخروج الغازات.
كذلك يمكن أن تعود أوزان من تلقوا الحقن إلى الزيادة بمجرد توقفهم عن تلقيها، بحسب ما أظهرت الدراسة.
وتعمل المادة الفعالة على تحفيز هرمون يؤدي إلى الشعور بالشبع.
ولا يمكن تلقي ذلك النوع من الحقن، التي يتم حقنها أسبوعيا، إلا بناء على توصية من الأطباء.
الحد من المخاطر
وعكف الباحثون على دراسة الوقت الذي يمضى قبل أن يعاني المرضى من أزمات كبرى في الأوعية الدموية مثل الأزمة القلبية والجلطات.
وبعد 20 أسبوعا من تناول المادة العقارية فقد 62 بالمئة من المرضى أكثر من 5 في المئة من أوزانهم مقارنة بـ 10% لدى المجموعة التي خضعت للعلاج بالوهم (أي تناول مادة تبدو كدواء لكنها لا تحتوي مواد فعالة لها تأثير على صحة متعاطيها).
وفي نفس الوقت، انخفضت على نحو سواء عوامل حدوث نوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب لدى كلا المعسكرين، من فقدوا أكثر من 5% من وزنهم وأولئك الذين فقدوا أقل من 5% أو اكتسبوا الوزن.
وقال البروفيسور دينفيلد: “نحو نصف المرضى الذين أراهم خلال ممارستي الطبية لتخصص القلب والأوعية الدموية لديهم مستويات من الوزن تعادل تلك الخاصة بمن خضعوا للدراسة، ومن المرجح أن يستفيدوا من تناول سيماغلوتيد مع الالتزام باتباع النصائح الصحية الأخرى المرتبطة بالحالة وتشخيصها”.
وفي حديثه لبرنامج اليوم على راديو بي بي سي 4، صرح البروفيسور دينفيلد بأن تلك الأدوية لها “نجاعة مهمة ممكنة” على مستوى علاج البدانة. وتابع : “هناك الكثيرون الذين يعانون من الوزن المفرط ويكافحون من أجل تحسين أوزانهم، وهذه الأدوية، لهذه الغاية فحسب تمثل فرصة علاجية مهمة”.
لكن البروفسير رامين شاكور، المختص بطب الأوعية الدموية بجامعة برايتون والذي لم يشارك في الدراسة، قال إن الحذر مطلوب في التعامل مع نتائج تلك الدراسة.
” لسنا متأكدين من طبيعة العمليات البيولوجية التي يمكن أن تقلل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية”.
“كذلك لا أظن أنه من الواقعي من الناحية التجارية إخضاع قطاع كبير من البشر لعلاج طبي قبل التأكد من طبيعة عمله من الناحية البيولوجية”.
من المهم أيضا دراسة مخاطر الإصابة بالتهاب البنكرياس وأنواع نادرة من السرطان خلال التجارب على حقن تقليص الوزن”.
مع ذلك، فقد حذر الخبراء سابقًا من أنه ليس حلًا سريعًا أو بديلاً عن تناول الطعام بشكل معتدل وممارسة الرياضة، مشددين على ضرورة الاستعمال فقط تحت إشراف طبي.