“حصيلة أبريل” ترفع منسوب التفاؤل بين الفاعلين في القطاع السياحي المغربي
على وصف “الاستثنائي” انتهى شهر أبريل 2024 بالنسبة لأداء ومؤشرات السياحة المغربية ببلوغ عدد الوافدين على مختلف المراكز الحدودية رقماً قياسياً تجاوز 1,3 مليون سائح، حسبما أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، واصفة ذلك بـ”نمو ملحوظ بنسبة 17 في المائة مقارنة بأبريل 2023″.
الوزارة نوّهت، في بلاغ توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، بما اعتبرته مؤشرات عاكسة للدينامية “الإيجابية التصاعدية” التي يعرفها القطاع، مبرزة أن هذا النمو جاء شاملا بزيادة 15 في المائة بالنسبة للسياح الأجانب، فيما ارتفع في أوساط المغاربة المقيمين في الخارج بنسبة 20 في المائة.
وباستحضارها أرقام ومؤشرات الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية (من يناير إلى متم أبريل)، أكدت وزارة السياحة تسجيل المغرب “توافد 4.6 ملايين سائح بنمو نسبته 14 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وبزيادة قدرها 567،000 وافد إضافي”.
توافد السياح الأجانب، حسب القطاع الوصي الذي تشرف عليه فاطمة الزهراء عمور، ما زال “مُحركا رئيسيًا لهذا النمو”، مستدلا بارتفاع بنسبة 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023، وهو ما يعادل حوالي 340 ألف سائح أجنبي إضافي، شكلوا 56 في المائة من الوافدين الإجماليين، بزيادة نقطة واحدة عن السنة الماضية.
“هذه النتائج الاستثنائية تفتح الباب أمام آفاق واعدة لصيف 2024، ولباقي شهور السنة كاملة”، ينقل البلاغ عن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في تعليقها على حصيلة أبريل السياحية، مؤكدة “الاستمرار في برامج خارطة طريق السياحة، وتعزيز جهودنا مع جميع الشركاء، بالإضافة إلى تعاوننا مع الفاعلين المهنيين في تحقيق نتائج إيجابية أخرى”.
وأضافت الوزيرة بنبرة تفاؤل “مستمرون في هذه الطريق، ونواصل تنفيذ البرامج الجهوية والوطنية لخارطة الطريق، التي من المتوقع أن تُمكننا من استقبال 15,5 مليون سائح بحلول نهاية سنة 2024”.
شهر فارق
حسن بوشدور، فاعل سياحي بالجنوب الشرقي وتحديدا بإقليم ورزازات، قال إن “الحصيلة التي بصم عليها القطاع السياحي الوطني في شهر أبريل المنقضي تؤكد فعلا توافد أعداد إضافية من السياح أحسَسْنا بها كمهنيين ومستثمرين في المجال، خاصة في أقاليم الجنوب الشرقي التي تعرف ذروة التوافد في شهر أبريل”.
وأكد بوشدور، في إفادات لجريدة هسبريس، المعطيات الرسمية الصادرة عن الوزارة الوصية بقوله إن “توافد الأجانب والسياحة الداخلية بصم حضورا قويا عكس الأشهر الماضية”، مستدلا على ذلك بكون “ليالي المبيت والإيواء السياحي، خاصة في ورزازات ومرزوكة والرشيدية المعروفة بالسياحة الثقافية وذات الطابع الصحراوي، سجلت أرقاماً قياسية جعلت الفاعلين السياحيين ومالكي دور الإيواء يفكرون في توسعة طاقتهم الاستيعابية”. كما لفت إلى أن “مراكش تظل الوجهة السياحية المغربية الأبرز بدون منازع، متبوعة بجهة سوس”.
الفاعل السياحي ذاته فسر هذه الدينامية الإيجابية المتنامية بـ”تزامُن شهر أبريل مع أيام العطلة الربيعية المدرسية، وكذا فترة ما بعد شهر رمضان، واعتدال أجواء الطقس في مناطق الجنوب الشرقي، واحتضانها تظاهرات في رياضات الرمال (الرالي وغيره)”، وهو ما جعل “الفارق يُصنَع بالنسبة لنا كفاعلين مهنيين”.
وبالنظر إلى أن شهر أبريل يعد “ذروة موسم سياحي يَعد بالكثير”، أثار بوشدور انتباه الجهات الوصية إلى أهمية “تشجيع المنعشين السياحيين في زيادة وتسهيل سبل الاستثمار السياحي في جميع الأصناف والعروض السياحية، خاصة ذات الجودة العالية، التي تلقى إقبالا من فئة السياح الأجانب”، لافتا إلى “إيجابية إطلاق رحلات الطيران الداخلي منخفض التكلفة الذي شجّع كثيرا عددا من السياح، الذين يقصدون مراكش أو شمال المغرب، على زيارة الجنوب الشرقي للمملكة”، مما يبشّر، حسبه، بعام واعد وصيف استثنائي من حيث الإقبال.
حصيلة للتفاؤل
بنبرة التفاؤل ذاتها، تحدّث رشيد دحماز، فاعل مهني سياحي بجهة سوس ماسة، معلقاً على أرقام شهر أبريل القياسية. وقال: “في المجمل حصيلة يستقبلها المهنيون بشكل إيجابي يبعث على التفاؤل بما تبقى من شهور سنة 2024، خاصة موسم العطل الصيفية، الذي نتوقع أن يعرف ذروة الإقبال على الوجهات السياحية الساحلية خصوصا”.
وفسّر دحماز، الذي شغل مهمة الرئيس السابق للمجلس الجهوي للسياحة بأكادير سوس ماسة، هذه النتائج بكون “المملكة تجني حالياً ثمار سمعتها الطيبة عالمياً بعدما رسخت ذلك إنجازات “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، وكذا انتعاشة ما بعد أزمة الإغلاق إبان الجائحة”.
وأضاف، في حديث لهسبريس، أن “السمعة القوية للمغرب تستدعي استثمارها جيدا في تسريع وتيرة الاستثمارات السياحية الراهنة أو المبرمجة، وكذا تقوية حركة الطيران الداخلي، والربط بين الوجهات الرئيسية غير التقليدية عالمياً لجذب وافدين جدد”.
وأشار إلى أن “جميع المهن السياحية، من فندقة ومطعمة ونقل سياحي وغيرها، تتطلب تحرُّكاً يوازي حجم الحصيلة المحققة والبناء عليها لبلوغ أرقام قياسية في الصيف وعند متم السنة الحالية”، معتبرا أن “الميزانية المرصودة للقطاع السياحي ودعمه عامل إيجابي آخر مساهم”، فضلا عن مساهمة السياحة في “رفع مداخيل العملة الصعبة ومبيعات الصناعة التقليدية”.
وختم المتحدث ذاته بالدعوة إلى “تعزيز الوِجهة السياحية المتوسطية ما بين الناظور والسعيدية (الشمال الشرقي للبلاد) ذات الإمكانيات الهائلة”، مذكّراً بضرورة “فتح بعض الوحدات الفندقية التي ما زالت مغلقة، سواء بسبب تداعيات جائحة كورونا أو بسبب زلزال الأطلس الكبير”.