الخوف يتسرب إلى الفلاحين بعد تزامن التساقطات المطرية مع موسم الحصاد
أثارت الحالة الجوية التي شهدتها مناطق عدة شمال ووسط المملكة، اليوم الثلاثاء، وأدت إلى بعض التساقطات المطرية وانخفاض مهم في درجات الحرارة، جملة من المخاوف في صفوف الفلاحين الذين يستعدون لبدء موسم الحصاد.
ووضع الفلاحون بأقاليم الشمال ومنطقة الغرب أيديهم على قلوبهم خوفا من التساقطات المطرية التي باتت شبحا يقض مضجعهم، بسبب الكميات التي تتساقط بها خلال هذه الفترة من السنة، وذلك نتيجة التغيرات المناخية.
وتأتي هذه التغيرات بعدما شهدت هذه المناطق ارتفاعا مهما في درجات الحرارة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفسرها الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، التابعة لوزارة التجهيز والماء، بأنها ناتجة عن مرور منخفض جوي شمال شبه الجزيرة الإيبيرية وامتداد تأثيره إلى شمال غرب المغرب، ما ينتج عنه بعض الانخفاض في درجات الحرارة في المناطق الشمالية.
وفي هذا السياق، قال عبد السلام بنشقرة، وهو واحد من فلاحي منطقة اللوكوس شمال المغرب، إن الحالة الجوية الراهنة تثير “المخاوف لدى الفلاحين بسبب الخسائر التي تتهددهم في حال كانت الأمطار بكميات كبيرة”.
وأضاف بنشقرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عددا من الفلاحين بدؤوا يتسابقون من أجل حصد المحصول وجمع التبن خوفا من تكرار سيناريو السنة الماضية الذي أفسد عليهم الفرحة بالمحصول الذي كان مبشرا”.
وأكد الفلاح ذاته أن “الجميع يتضرع إلى الله من أجل أن يلطف بنا ويجنبنا ما حدث السنة الماضية”، معتبرا أن الأمطار بات “ضررها أكبر من نفعها في الوقت الراهن”، مشددا على أهمية الإسراع في جمع المحصول قبل أن تفسده التساقطات لا قدر الله.
من جهته، قال رياض أوحتيتا، خبير في المجال الفلاحي، إن التساقطات المطرية ستكون لها تأثيرات وخيمة على فلاحي منطقة الغرب والشمال، وأوضح: “سترفع التساقطات من نسبة الرطوبة، خاصة إذا جاءت بكميات كبيرة، وستفسد المحصول”.
وأكد أوحتيتا، ضمن تصريح لهسبريس، أن التغيرات التي يعرفها الطقس توحي بأن هناك “تساقطات مطرية قادمة، وهو ما دفع البعض إلى حصد المحصول ليلا، لأنه في السنة الماضية أفسدت التساقطات التبن، ويحاولون هذه السنة الاستفادة من أخطاء الموسم الماضي”.
وأشار الخبير في المجال الفلاحي إلى أن التغيرات المناخية تجعل الفلاحين في حيرة من أمرهم، قائلا: “لم نعد نعرف متى ستكون التساقطات والحبوب ستسقط لأننا في مرحلة الإثمار ونسبة الرطوبة ستؤدي إلى ظهور أمراض فطرية خاصة في السنبلة، ما سيؤدي إلى تراجع جودة الحبوب”، مبرزا أن “هذا الجو سيفرض على الفلاحين تجفيف التبن بطريقة دقيقة قبل تخزينه، وأي خطأ يمكن أن يفسد كل شيء”، وفق تعبيره.