الكتاب الفلسطيني يكسر “الحصار الثقافي” في المعرض الدولي للنشر بالرباط
رغم غياب الناشرين الفلسطينيين عن المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تدور فعاليات نسخته الحالية في العاصمة الرباط، بسبب الحرب في الشرق الأوسط، إلا أن وزارة الثقافة الفلسطينية حرصت على تسجيل حضورها في هذا الحدث الثقافي إيمانا منها بأهمية القلم في مواجهة الحصار المفروض على فلسطين، وتكريس المقاومة الثقافية، إضافة إلى نقل صفحات من تاريخ صمود الشعب الفلسطيني إلى زوار هذه التظاهرة الثقافية الأضخم من نوعها في المملكة.
في جناح يتوسط بوابته العلم الفلسطيني ويُزين واجهته الخلفية ملصق يعرف بأبرز المؤسسات الثقافية التي تعرضت للقصف، وأبرز “شهداء الحركة الثقافية الفلسطينية” الذين قضوا منذ حرب السابع من أكتوبر؛ تعرض الوزارة ذاتها مجموعة من الإنتاجات والمؤلفات التي تعود لكتاب فلسطينيين كبار، وتلقى إقبالا من طرف زوار المعرض الذين يحرص بعضهم على التقاط صور تذكارية بالعلم والكوفية الفلسطينيين، والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في محنته، على هامش الدردشات التي يجرونها مع القائمين على الجناح.
أكثم البرغوثي، مدير دائرة المعارض الخارجية بوزارة الثقافة الفلسطينية، قال إن “العديد من دور النشر والناشرين الفلسطينيين تعذر عليهم الحضور إلى فعاليات الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر والكتاب بسبب الحرب والحصار الإسرائيلي، وبسبب صعوبة الشحن وارتفاع تكلفته، غير أن وزارة الثقافة الفلسطينية وبتنسيق مع نظيرتها المغربية مشكورة، عملت على عرض ما تيسر من الكتب والمؤلفات وإنتاجات الناشرين في جناحها بالمعرض، على أمل أن يتمكن الناشر الفلسطيني من الحضور في الأعوام المقبلة”.
وأضاف البرغوثي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “أول مشاركة لنا في معرض الكتاب بالمغرب تعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، إذ إن الوزارة حريصة على التواجد في كل التظاهرات الثقافية بهدف كسر الحصار المفروض على الكتاب الفلسطيني وعلى المؤسسة الفلسطينية والناشرين، وعلى كل الحقول الثقافية التي تواجه محاولات إسرائيلية لفصلها عن العالم الخارجي”.
في هذا السياق أشار البرغوثي إلى “إبادة مكتبات ودور نشر فلسطينية عريقة بسبب العدوان الإسرائيلي، على غرار مكتبة ‘سمير منصور’ التاريخية في غزة، نتيجة قصفها من طرف الطيران الحربي للاحتلال، وكذلك مكتبة ‘الشرق’ و’دار الكلمة’، والعديد من الدور في الضفة الغربية”، مشددا على أن “ما تتعرض له المؤسسات والحركة الثقافية الفلسطينية التي سقط العديد من روادها منذ السابع من أكتوبر هو جزء من حرب الإبادة التي تقودها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني”.
وبخصوص نوعية الكتب التي تلقى إقبالا من طرف زوار المعرض، سجل المصرح لهسبريس أن “أعمال رواد الحركة الثقافية الفلسطينية، كمحمود شاكر ومحمود درويش وغسان كنفاني وغيرهم، تلقى إقبالا من طرف القراء، إضافة إلى إنتاجات الجيل الشاب من الكتاب، ثم المؤلفات التي تندرج في إطار أدب السجون التي كتبها العديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كالكاتب عصمت منصور وبرهان السعدي وغيرهما، دون أن ننسى الكتب التي تتناول الذاكرة الفلسطينية”.
في سياق آخر شدد المتحدث ذاته على أن “حرب الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل هي حرب وجودية في مواجهة دولة طارئة واستعمارية تريد السيطرة على العقل العربي من خلال زرع الفكر الصهيوني في أوساطه، غير أن الشعوب العربية واعية بهذا المعطى”، موردا في الوقت ذاته “اعتزاز وفخر الشعب الفلسطيني بامتداده العربي وبأهله في كل البلاد العربية، على رأسها المغرب والمغاربة الذين خرجوا في مسيرات تعبيرا عن تضامنهم ورفضهم القاطع للحرب ضد فلسطين”.
ودعا مدير دائرة المعارض الخارجية بوزارة الثقافة الفلسطينية كل الكتاب و”أحرار العالم” إلى دعم الكاتب والناشر والكتاب الفلسطينيين، من أجل “نشر وفضح كل ما يتعلق بحرب الإبادة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”.