السقي بمياه عادمة نواحي البيضاء يسائل تدابير الوكالة المستقلة لتوزيع الكهرماء
الأحد 12 ماي 2024 – 02:00
كشفت معطيات جديدة عن فضيحة بيئية بتراب إقليم برشيد، ضواحي الدار البيضاء، تحديدا بمحطة معالجة المياه العادمة الموجود في نفوذ الملحقة الإدارية الثانية بمدينة الدروة، حيث تسارعت عمليات استغلال مياه ملوثة من حفر وبحيرات صغيرة تشكلت بجانب المحطة المذكورة، التي عجزت عن استيعاب منسوب المياه الموجه إلى المعالجة في المنطقة؛ ليجري استخدام المياه المستخرجة بواسطة أنابيب ومضخات، تعمل بأسطوانات غاز البوتان “البوطا غاز”، في سقي أراض مزروعة بأنواع الخضر في نواحي الدروة وأولاد زيان.
وسجلت المعطيات ذاتها مطالبة فاعلين جمعويين في محيط محطة معالجة المياه العادمة بإيفاد لجنة مركزية من وزارة الداخلية، لغاية التحقيق في وضعية استغلال المحطة ومسار تصريف المياه المعالجة وتأثيراتها البيئية والصحية على المواطنين والأنشطة الفلاحية في الدروة وأولاد زيان، حيث تنشط زراعات مختلفة لأنوع الخضر بالنظر إلى القرب الجغرافي منها؛ فيما سجل هؤلاء الفاعلون عجز المحطة المذكورة عن استيعاب الزيادة السكانية والعمرانية في المدينة التي تحولت من جماعة قروية إلى حضرية منذ 2009، ما تسبب في تشكل أحواض مائية فائضة بمحيط هذه المحطة المسيرة من قبل الوكالة المستقلة لتوزيع الكهرباء والماء (RADEEC).
وقال عبد الرزاق قيدي، مدير الوكالة المستقلة لتوزيع الكهرباء والماء بالشاوية، في تصريح لهسبريس، إن المعلومات المتوفرة لديه بشأن محطة معالجة المياه العادمة في الدروة تفيد بتحويل إنتاجها إلى نقط في بوسكورة، نافيا أي علم له بوجود أحواض مائية للمياه العادمة في محيط المحطة المسؤول عنها بشكل مباشر، قبل أن يطلب التواصل بمرؤوسيه في عين المكان، مع امتناعه عن منح أرقام هواتفهم من أجل مزيد من التوضيحات، في الوقت الذي حصلت هسبريس على توثيقات من محيط المحطة تبرز انتشار حفر المياه الملوثة وسحبها بواسطة مضخات من قبل مجهولين، لغاية استعمالها لأغراض السقي بالمناطق القريبة منها.
وتحولت محطة المعالجة والحفر العشوائية الموجودة خلف الغابة الحضرية ومشروع المسيرة، تحديدا بجانب الثكنة العسكرية بمدينة الدروة، وبالمحاذاة من تراب جماعة أولاد زيان، إلى بؤرة خطيرة للتلوث البيئي، أصبحت تسائل المسؤولين المحليين والمركزيين، خصوصا ما يتعلق بمتابعة بنود الاستثمار في التعاقد مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التي تم التعاقد معها في 2004 من أجل تدبير الماء والتطهير السائل في الدروة، التي كانت حينها جماعة قروية، قبل تتحول بعد ذلك بسنوات إلى منطقة حضرية بنمو عمراني وسكاني متصاعد، رفع حجم الطلب على خدمات الشركة المذكورة.