رفح: معارك شرق المدينة مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات
- Author, ديفيد جريتن
- Role, بي بي سي نيوز
اندلع قتال وقصف على مشارف مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينما أعلنت إسرائيل عن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت مقاتلين من حماس شرق رفح في إطار عملية “دقيقة لمكافحة الإرهاب”. كما أعلنت حماس عن وقوع معارك.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن الشاحنات وصلت إلى معبر كرم أبو سالم، وهو طريق مساعدات رئيسي تم إغلاقه بعد هجوم صاروخي يوم الأحد.
لكن وكالة تابعة للأمم المتحدة قالت إنه لم تدخل أي مساعدات عبر المعبر حتى الآن.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت يوم الثلاثاء عن قلقها إزاء ما وصفته بـ”التضييق” الإسرائيلي على شريانين رئيسيين للمساعدات في غزة، بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية بشكل كامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح القريب مع مصر.
في هذه الأثناء، استؤنفت في القاهرة المفاوضات بشأن وقف جديد لإطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، حيث قالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن اقتراح حماس المعدل يمكن أن يؤدي إلى انفراجة.
وقلل الجيش الإسرائيلي من أهمية قرار الحكومة الأمريكية بوقف شحنة من القنابل القوية بسبب مخاوف من أن إسرائيل على وشك شن هجوم كبير على مدينة رفح.
وبعد مرور سبعة أشهر على حربها مع حماس في غزة، قالت إسرائيل إن “النصر مستحيل دون الاستيلاء على رفح”.
لكن مع لجوء أكثر من مليون فلسطيني نازح إلى هناك هرباً من القتال في أماكن أخرى، حذرت الأمم المتحدة والقوى الغربية من أن أي هجوم شامل قد يكون له عواقب إنسانية مدمرة.
وشوهدت أعمدة من الدخان الناجم عن الغارات الجوية الإسرائيلية فوق رفح، وسُمع دوي إطلاق نار كثيف يوم الأربعاء، في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إن القوات تواصل هجوماً محدوداً في المناطق الشرقية.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه “قضى على الإرهابيين واكتشف البنية التحتية الإرهابية، بالإضافة إلى ممرات تحت الأرض في عدة مواقع” خلال عدة مواجهات اندلعت اليوم الماضي. وأضاف أن تلك القوات تشن أيضاً غارات على الجانب المحاذي لغزة من معبر رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إن الطائرات قصفت أكثر من 100 “هدف إرهابي” في أنحاء غزة خلال اليوم الماضي.
وأفاد سكان رفح بوقوع قصف مكثف خلال الليل، وأظهرت لقطات فيديو صباح الأربعاء أشخاصاً يبحثون بين أنقاض مبنى دُمر في إحدى الغارات.
وقال رضا النجيلي لوكالة رويترز: “نحن في منطقة آمنة بحسب خريطة الجيش، منطقة لا يُفترض أن تقع فيها عمليات عسكرية”.
وأضاف: “كنا جالسين عندما وقع الانفجار فجأة، وكان منزل جارنا قد اختفى، وتعرض منزلنا لأضرار داخلية. ماتت النساء، وكان جميع المصابين من الأطفال. لا يوجد في المنزل سوى مدنيين”.
وقال مسعفون فلسطينيون أيضاً إن سبعة أفراد من عائلة واحدة، بينهم خمسة أطفال، قتلوا في غارة ليلية على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة شمال القطاع.
وأمر الجيش الإسرائيلي بإجلاء ما يقدر بنحو 100 ألف من السكان والنازحين في عدد من الأحياء الشرقية، وأخبرهم أنهم سيجدون مستشفيات ميدانية وخيام ومساعدات في “منطقة إنسانية موسعة” تمتد شمالاً من المواصي إلى مدينة خان يونس ووسط مدينة دير البلح.
في غضون ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن أحد المستشفيات الثلاثة في رفح، مستشفى النجار، “لم يعد يعمل بسبب الأعمال العدائية المستمرة في محيطه والعملية العسكرية في رفح”.
كما حذر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن المستشفيات الكويتية والإماراتية العاملة جزئياً سوف ينفد فيها الوقود قريباً. وأضاف أن “المستشفيات في جنوب غزة لم يتبق لديها سوى ثلاثة أيام من الوقود، مما يعني أن الخدمات قد تتوقف قريباً”.
وقالت منظمة الصحة العالمية أيضاً إن مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، حيث تتم إحالة المرضى ذوي الحالات الحرجة من رفح، قد يصبح أيضاً غير ممكن الوصول إليه.
وقال رجل نازح يعيش في المستشفى لبرنامج غزة اليوم على بي بي سي عربي إن الحياة كانت صعبة للغاية بالنسبة له.
وقال: “أعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل العظمي، وهو ما يعني أن النزوح يسبب لي معاناة كبيرة. نأمل أن نعود إلى أرضنا في غزة وأن يعود كل واحد منا إلى منزله ويستقر هناك”.
وفي صباح الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن “الشاحنات القادمة من مصر تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية التي تبرع بها المجتمع الدولي، وبدأت تصل بالفعل إلى المعبر”.
وأضاف “بعد تفتيش أمني شامل من قبل أفراد الأمن، سيتم نقل المعدات إلى الجانب الغزي من المعبر”.
وقال الجيش أيضاً إن معبر إيريز الذي أعيد فتحه مؤخراً مع شمال غزة مستمر في العمل.
ومع ذلك، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، الأونروا – وهي أكبر منظمة إنسانية في غزة – أنها لم تتلق أي مساعدات لغزة عبر معبر كرم أبو سالم أو معبر رفح، اللذين لا يزالان مغلقين.
وقال سكوت أندرسون، النائب الأول لمدير شؤون الأونروا في غزة: “نحن لا نتلقى أي مساعدات إلى قطاع غزة، وتشهد منطقة معبر رفح عمليات عسكرية مستمرة، وكان هناك قصف متواصل في هذه المنطقة طوال اليوم”.
وأضاف: “لم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة وهذا أمر كارثي”.
وشكك متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في تصريحات الأونروا، وأصر على أن المساعدات تمر عبر معبر كرم أبو سالم.
وقال آفي هيمان في مؤتمر صحفي “المعبر مفتوح، وأود أن أسأل الأمم المتحدة لماذا لا يتم توزيع هذا القدر الكبير من الفائض على جانب كرم أبو سالم في غزة يوماً بعد يوم؟”
ويعتبر معبر كرم أبو سالم نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى غزة، لكن إسرائيل أغلقته يوم الأحد بعد مقتل أربعة جنود إسرائيليين بصواريخ أطلقتها حماس من منطقة معبر رفح، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتم إطلاق ست قذائف أخرى على معبر كرم أبو سالم من منطقة رفح يوم الثلاثاء، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. ووقع الهجوم الثاني بعد ساعات من توغل الدبابات الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “منزعج” من النشاط العسكري الإسرائيلي في رفح.
وحذر أيضاً من أن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم “يلحق ضرراً خاصاً بالوضع الإنساني المتردي أصلاً” وطالب بإعادة فتحهما على الفور.
وحث غوتيريش إسرائيل وحماس على “بذل قصارى جهدهما” للاتفاق على وقف إطلاق النار، محذراً من أن مصير المنطقة بأكملها يواجه “لحظة حاسمة”.
وأعلنت إسرائيل يوم الإثنين أن الاقتراح المكون من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي وافقت عليه حماس غير مقبول.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن النص المعدل الذي طرحته حماس منذ ذلك الحين يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن “سدها تماماً”.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة لـ “تدمير حماس” رداً على الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز 252 آخرين كرهائن.
وقتل أكثر من 34,840 شخصاً في غزة منذ ذلك الحين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وشهد اتفاق تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني إطلاق حماس سراح 105 رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع ونحو 240 سجيناً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن 128 رهينة في عداد المفقودين، ويفترض أن 36 منهم ماتوا.