أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- Author, ميتشل لابياك
- Role, محرر شؤون المال والأعمال
وصلت لاي في الموعد، لإجراء مقابلة توظيف، في مكتب محاماة في بريستول.
ولكن بعد 20 دقيقة، ألغيت المقابلة، وطلب منها أن تعود في اليوم التالي.
غادرت المكتب مستاءة مما حصل، ولكنها تلقت رسالة نصية مفادها أن “الإلغاء” كان في الواقع امتحانا، وأنها رسبت في الامتحان، ولم تحصل بالتالي على الوظيفة.
تقول إن هذه التجربة “الغريبة” حفزتها على إنشاء مؤسستها الخاصة، وإنها تحرص على أن تكون إجراءات التوظيف فيها أكثر صراحة.
ليست لاي الوحيدة، التي مرت بمثل هذه التجربة. فحسب شركة التوظيف هيز، أكثر من نصف المتقدمين إلى الوظائف، مروا بتجارب سلبية أثناء المقابلات.
استمعت بي بي سي سي إلى العشرات من هؤلاء، الذين يروون قصصا غريبة حصلت لهم في مقابلات التوظيف، وما فيها من تنفير للناس وإساءة لهم.
كانوا قد تواصلوا معاً بعد سماع أخبار عن تغيير مجموعة متاجر جون لويس لإجراءات التوظيف، وتمكين المتقدمين للوظائف من الاطلاع على أسئلة المقابلة مسبقا، في محاولة لجعل العملية أكثر إنصافا.
فما الذي يمكن أن نتعلمه من مقابلات التوظيف؟ وما الذي يمكن للمتقدم للوظيفة ومن يمتحنه أن يفعلا لتصبح العملية أقل ريبة؟
على غرار لاي، مرت أكسين فو أيضا بتجربة غريبة، عندما تقدمت لوظيفة، طالبة سفيرة، بالجامعة، بالحد الأدنى من الأجر.
ففي مقابلة جماعية، “طلب منا أن نحبو ونخور مثل البقرة”. وتقول: “فعلنا ذلك لمدة ثلاث إلى أربع دقائق”.
“كنت مستاءة وقتها. فالأمر لم يكن لائقا على الإطلاق. ولكن فعلناه بسبب الضغط الجماعي، لأن الجميع قبلوا بالأمر”.
وقال المسؤول عن المقابلة إنه أراد أن يتأكد من أن المتقدمين يتمتعون بروح “الدعابة”، ولكن فو تعتقد أنها وسيلة “للاستمتاع بالسيطرة على الآخرين”.
“كم سنة تعتقدين أنك ستستمرين في العمل؟”
وتقول جولي، من ميزوري في الولايات المتحدة، إنه تبين لها من التجربة أن المسؤولين عن المقابلات، أحيانا “ينسون تماما” معنى أن تكون متقدما لوظيفة.
وهذا ما توصلت إليه بعد مقابلة أجرتها بالفيديو في 2022 للحصول على وظيفة محررة.
اعتقدت جولي في البداية أن أداءها كان مقنعا، ولكن الممتحن سألها في النهاية: “كم سنة تعتقدين أنك ستستمرين في العمل؟”.
فردت عليه: “أنا في مطلع الستينات من العمر. ولا أفكر في التقاعد قريبا”.
والتقدم في السن ليس هو الإجحاف الوحيد، الذي يواجهه المتقدمون إلى الوظائف.
تقول بيرل كاسيري، مديرة تسويق على الإنترنت، إن المسؤول عن المقابلة سألها عن أصولها للحصول على وظيفة عن بعد، في مجال الأزياء في ميلان.
تعيش كاسيري في لندن، وغادرت أوغندا، وهي طفلة، للدراسة والعيش في أوروبا.
وتقول إن المسؤول عن الوظيفة أصر على أن يدفع لها أجر الموظفين في أوغندا، بدل أجر لندن، بسبب أصولها، ففضلت سحب طلبها.
وتقول كاسيري إنك لست مسؤولا عن أصولك. ثم أردفت أنها أجرت هي نفسها مقابلات توظيف، وكانت حريصة فيها على هذه المسائل.
وقد يكون الإجحاف عارضا أحيانا، ولكنه يلحق الضرر نفسه بالمتقدم للوظيفة.
أما المهندس في تكنولوجيا الإعلام توم، (ليس اسمه الحقيقي)، فقد طُلب منه تسجيل الأجوبة على الأسئلة للحصول على وظيفة في مخزن، بدل الحديث مع شخص في مقابلة توظيف عادية.
ويعرف توم نفسه بأنه مصاب بالتوحد، وإن كان لا يريد أن يخبر جميع الناس بذلك.
يقول إنه بحاجة إلى تعليمات واضحة خلال المقابلة، ويفضل الحديث وجها لوجه. فتسجيل الأجوبة بالنسبة له مثل الحديث مع الحاسوب.
“عبء اقتصادي”
اشتكى الكثيرون ممن تحدثت إليهم بي بي سي من التمييز ضدهم بسبب النوع الاجتماعي.
فبحسب بيانات منصة التوظيف أبلايد فإن واحدة من خمس نساء تقريبا يطرح عليهن سؤال ما إذا كان لديهن أطفال، أو إذا كانت لديهن رغبة في الإنجاب، في مقابلات التوظيف.
ومن بين هؤلاء مديرة منصة أبلايد، خياتي ساندارام، التي تقول إنها لا تستطيع “إحصاء المرات التي طرح فيها هذا السؤال عليها”.
فمن حق صاحب العمل قانونا أن يسأل المتقدم للوظيفة عن حالته المدنية، وإذا كان لديه أطفال، أو كانت لديه رغبة في الإنجاب.
وتجد منصة أبلايد أن هذه المشكلة تتفاقم مع النساء، اللائي يتقدمن للمناصب العليا. فالسؤال نفسه يطرح على 2 من 5 منهن.
ومن أسباب هذه المشكلة ما يراه أصحاب العمل من “عبء اقتصادي” في الحمل. فكلما كان الأجر أعلى، ازدادت تكلفة استبدال الموظفة الحامل. ولا يريدون تحمل هذه الأعباء.
فمقابلة الوظيفة تكون سيئة أحيانا، ليس بسبب الإجحاف، وإنما بسبب عدم وجود “معايير ثابتة” عند المسؤول عن المقابلة.
وتنصح ساندارام القائمين على مقابلات التوظيف بأن يطرحوا السؤال نفسه على جميع المترشحين، وأن يصيغوا السؤال، بطريقة لا تغفل “ألمجموعات المهمشة”.
أما أكسين فو فتقول إن التجربة علمتها أن تثق في نفسها أكثر مستقبلا، خاصة إذا طلب منها أن تفعل أشياء “غريبة”، وغير عقلانية، كأن تخور مثل البقرة.