أولياء التلاميذ يستنكرون لجوء أساتذة إلى توفير “دعم الباكالوريا” بمقابل مالي
مع قرب امتحانات الباكالوريا، رصد بعض أولياء أمور التلاميذ ممارسات من قبل بعض الأساتذة وصفوها بأنها “ابتزاز”، إذ يرفضون تخصيص حصص إضافية للدعم في المواد الأساسية داخل الثانويات و”يعرضون خارجها خدماتهم بمقابل مادي”.
واشتكت بعض الأسر من “الصعوبات الاقتصادية” التي تمنعها من تمويل حصص من الدعم لأبنائها التلاميذ في مستوى الباكالوريا على بعد شهر من انطلاق الامتحانات.
في المقابل، أكد بعض أولياء التلاميذ أن حصص الدعم الإضافية التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تسير في ” ظروف عادية ومستحسنة”.
وفي يناير المنصرم، أعلنت الوزارة عن تأجيل مواعيد الامتحانات الإشهادية، ومواعيد الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، محددة تاريخ 10 يونيو، عوض الثالث منه، لإنطلاقها.
ممارسات ابتزازية
نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، قال إن “ما تم رصده في هاته الفترة هو بعض السلوك الابتزازي من طرف فئة من الأساتذة في سلك الباكالوريا الذين يرفضون تقديم حصص الدعم الإضافية داخل الثانويات ويعرضون في المقابل تقديمها بمقابل مادي”.
وأضاف عكوري، في تصريح لهسبريس، أن “الأسر حاولت في هذه الفترة أن تستدرك الزمن، وقامت بتأدية الثمن خلال فترة الإضرابات”، مؤكدا أن نسب التعلم التي يتم تقديمها في الحجرات التعليمية ضعيفة، و”الأسر تتكلف بغالبيتها خارج المؤسسات التعليمية”.
وبين المتحدث أن “الوزارة قدمت تعويضات عن الساعات الإضافية داخل المؤسسات. وفي المقابل، يعرض بعض من الأساتذة خدماتهم بمقابل مادي على التلاميذ المقبلين على الباكالوريا والأسر تلجأ إليهم مضطرة بحثا عن توفير الدعم لأبنائها”.
وشدد عكوري على أن “هذه الممارسات غير مقبولة، وتعتبر ابتزازا للأسر”، متسائلا في الوقت عينه: “لماذا سيقدم الأستاذ حصصا إضافية في المؤسسة ويتلقى مقابلا ماديا من الوزارة وبعدها يعرض خدمات إضافية بمقابل مادي خارج المؤسسة للحصول على عوائد مادية إضافية بأسعار تفوق 600 درهم للمادة؟”.
وكشف رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب أن “هذه الممارسات أصبحت معروفة لدى الأسر والتلاميذ في الآونة الأخيرة، حيث أصبح الأستاذ يبيع خدماته لتوفير الدعم في مواد صعبة التحصيل، على غرار الفيزياء والرياضيات والكيمياء”، موضحا أن “قلة منهم من تلتزم بتقديمها بشكل مجاني داخل الحجرات الدراسية”، وفق تعبيره.
حالات خاصة
علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء تلاميذ المغرب، شدد على أن “هنالك أساتذة أكفاء لهم حس إنساني يقومون بمساعدة التلاميذ في استدراك الزمن التعلمي الضائع”، مقرا بـ “وجود حالات خاصة تستغل الظرفية والتلاميذ من أجل تقديم شروحات للدروس بمقابل مادي”.
وأضاف فناش أن “هذه الحالات تبقى استثنائية، وظاهرة دائمة الوجود تظهر مع مرور السنوات”، موردا أن “الجميع يتمنى أن تمر الأجواء المتبقية قبل الامتحانات بعيدا عن الابتزاز واستغلال الظرفية التي مرت بها المدرسة المغربية، وأن يتحلى الجميع بالوطنية”.
وأكد نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء تلاميذ المغرب أنه مع “تأجيل الامتحانات من خلال المذكرة الوزارية تبين أن الأمور حاليا تسير في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف المتحدث أن “تكييف الأطر المرجعية كذلك ساهم في أن تسير ظروف استعداد التلاميذ لامتحانات الباكالوريا دون أن تشكل متاعب كبيرة لدى الأسر”.
وختم فناش بأن “ظروف دعم التلاميذ في الحصص الإضافية التي أعلنتها الوزارة تمر بشكل جيد، حيث إن هنالك العديد من المؤسسات التي تقيم هذه الساعات خلال العطلة البينية الحالية”.