اليمين الأمريكي يستخدم نظرية “الاستبدال العظيم” لمهاجمة خصومه -ميدل إيست مونيتور
نبدأ جولة الصحافة من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، الذي نشر تعليقا لرئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، والباحث في المعهد، تامير هايمان، حول سيناريوهات إدارة المشهد الإسرائيلي في ظلّ الوضع الحالي وحرب غزّة.
ونشر هايمان قراءته تحت عنوان: “إسرائيل على مفترق طرق: بين رفح والرياض ورام الله”.
وقال إن الترتيب الإقليمي في الشرق الأوسط، والذي يتضمن إنهاء الحرب في غزة وإنجاز التطبيع مع السعودية، يتكون من ثلاث مراحل.
ويعرض هايمان الفُرص والمحاذير من كلّ مرحلة، ويبدأ بالصفقة المحتملة بين إسرائيل وحماس، ويقول: “يبدو أن الاقتراح المطروح على الطاولة يتماشى مع شروط حماس المسبقة، وفي حال قبول الاقتراح، فإنه سيمهّد الطريق لتوقف طويل للقتال”.
كما يمكن، وفق الكاتب، “استخدام هذه المهلة للتفاوض على وقف إطلاق النار مع حزب الله وإجبار وحدة الرضوان (التابعة لحزب الله) على الانسحاب من الحدود من خلال تفاهم مؤقت يسمح لسكان الشمال (في إسرائيل) بالعودة إلى منازلهم”.
أمّا بخصوص المحاذير من هذه الصفقة، فيرى هايمان أنّ “حماس إذا ما نجحت في الظهور منتصرة، فإنَّ يحيى السنوار قد يتشدد في مواقفه، إلى درجة منع أو تأجيل الصفقة، وفي مثل هذه الحالة فإن الأداة الوحيدة المتاحة للحكومة الإسرائيلية هي الضغط العسكري والقيام بعملية عسكرية في رفح”.
أما المرحلة الثانية، فيبين هايمان أنّها متعلقة بموافقة السلطة الفلسطينية وإسرائيل على السماح لقوة دولية بأن تكون مسؤولة عن الإدارة المدنية في غزة، ويشير إلى أن ذلك سيخلق فرصة تتمثل بمنح “التحالف العربي الغربي، الذي يعمل بالتنسيق مع إسرائيل، فرصة لتولي مسؤولية الإدارة المدنية في غزة والمساعدة في إعادة تأهيلها”.
ويقول الباحث، إن هذه مجرد رؤية وليست خطة فعلية، وتفتقر إلى الدعم من الحكومة الإسرائيلية الحالية، لافتاً إلى أنّ غياب البديل، يعني عودة حماس إلى قطاع غزة، وإدارة المساعدات كوسيلة لاستعادة حكمها وقوّتها العسكرية، وفق قوله.
وأما المرحلة الثالثة التي يراها هايمان فهي مسألة التطبيع مع السعودية، مشيراً إلى أنه إذا ما تحقق فإنه سيُمثّل تحولاً استراتيجياً كبيراً بالنسبة لإسرائيل، وخاصة ضد إيران.
بينما يحذر من أنّ السعودية لا تعتبر التطبيع مع إسرائيل مصلحة حيوية، ولذلك، فإن السعوديين سيصرون على وجود مكون سياسي فلسطيني كجزء من العملية، ويشكك الكاتب في أن تكون الحكومة الإسرائيلية الحالية، نظراً لتركيبتها، قادرة على الموافقة على ذلك.
وأشار تامير هايمان، إلى أنّ هذه القرارات الصعبة تحمل في طياتها “القدرة على تحسين موقف إسرائيل الاستراتيجي في الشرق الأوسط، ولكنها لا تضمن هزيمة حماس، ومن المؤكد أنها لا تلبي تعريف مصطلح النصر الكامل”.
“نظرية الاستبدال العظيم”
إلى منصّة “ميدل إيست مونيتور”، ومقال كتبه نسيم أحمد، حول “إثارة المدافعين عن إسرائيل الجدل حول مسألة سُقوط الغرب”.
يقول أحمد في مقاله، إنَّ هناك أنصارا – من المنتمين بالكامل تقريبا لتيّار اليمين- يؤمنون بنظرية تسمى “الاستبدال العظيم أو الإبادة البيضاء الجماعية”، ويرون أن هناك مؤامرة متعمّدة للاستعاضة عن السكان البيض في الدول الغربيّة بمهاجرين غير بيض، وخاصّة من المناطق ذات الأغلبية المسلمة.
ويقول نسيم أحمد إنّ صعود وسقوط الإمبراطوريات والقوى السياسية هو أحد القوانين الثابتة في التاريخ والسياسة، ومع ذلك، فإنَّ التنبؤ بموعد حدوث مثل هذا التحول هو أمر أكثر صعوبة بكثير.
ويشير إلى أنَّ “اليمين” استخدم المخاوف المشتركة من انهيار الحضارة الغربية كسلاح لاستهداف خصومهم في حين تجاهل الدور المهم الذي لعبته مؤسسات السلطة الرسمية في التعجيل بانحدار الغرب.
ويقول أحمد إنه “ينبغي علينا الإدراك بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد الحضارة الغربية يكمن في أولئك الذين يعملون بنشاط على تقويض الحريات وتآكل مبادئ مثل حرية التعبير، والمساواة أمام القانون، واحترام الحقوق الفردية، وغالبا باسم مفاهيم مضللة حول الأمن أو الاستقرار، هو أكبر تهديد للحضارة الغربية، وليس المحتجين الذين يتظاهرون بروح الحرية والحقوق المتساوية”.
ويختتم مقاله، بالقول إن “الغرب يخاطر بخسارة سلطته الأخلاقية من خلال الانحياز دون انتقاد لتصرفات أي دولة منفردة، حتى لو كانت حليفة وثيقة مثل إسرائيل، على حساب قيمه الأساسية، أنه لن يتسنى للغرب أن يضمن وجود حضارة غربية تستحق الحماية إلا من خلال إعادة تأكيد التزامه بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون”.
“مرحاض واحد لكل 850 شخصاً في رفح”
وإلى الغارديان، إذ كتب المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”، جيمس إلدر، مقالا وصف فيه الوضع الإنساني في قطاع غزة، وروى قصصاً عن حال الأطفال هناك.
يبدأ إلدر مقاله بقصّة الطفل محمد، إذ يقول بأنَّ الحرب ضدّ أطفال غزة أجبرت الكثيرين على أن يغمضوا أعينهم، وكذا أُغلقت عينا محمد ذي التسع سنوات، بسبب الضمّادات التي غطّت ثقبا كبيرا في مؤخرة رأسه، والغيبوبة التي أفقدته الوعي إثر الانفجار الذي ضرب منزل عائلته.
يعتذر إلدر قبل أن يُخبِر القرّاء بأنَّ محمداً الذي كان في التاسعة من عمره، مات.
قام المتحدث باسم اليونسيف، بثلاث زيارات إلى وحدة العناية المركزة التابعة للمستشفى الأوروبي في رفح جنوب غزة، وفق قوله، ويضيف: “لقد رأيتُ العديد من الأطفال على ذات السرير، يتلقون العلاج بعد أن وصلوا فرادى نتيجة قصف منازلهم، يبذل الأطباء جهوداً هائلة لإنقاذ حياتهم لكنهم يموتون واحدا تلو الآخر”.
ويشير في مقاله، إلى أنَّ آخر المخاوف هو الهجوم على رفح، متسائلاً “هل يمكن أن يسوء الوضع أكثر من ذلك؟ يبدو أنه دائما ما يسوء أكثر” .
يقول إدر إنَّ الاستهداف العسكري لرفح سيؤدي لانهيارها وسيكون كارثيا – المدينة التي تؤوي نحو 1.4 مليون مدني (بينهم نحو 600 ألف طفل) يعانون بالفعل من ظروف مزرية، ولم يعد هناك مكان بعده، يمكن الذهاب إليه في غزة، وفق قوله.
ويضيف: “هناك نقص شديد في إمدادات المياه، ليس فقط لأغراض الشرب ولكن أيضاً للصرف الصحي”، مشيراً إلى أن هناك مرحاضاً واحداً متوفر لكل 850 شخصاً تقريباً، ومرش ماء واحدا للاستحمام لكل 3,500 شخص.
ويعرّج في مقاله إلى المستشفى الأوروبي، والذي يقول إنَّه أكبر مستشفى تبقى في غزَّة، مشيراً إلى أنّ النظام الصحي في القطاع تمّ تدميره بشكل ممنهج، واليوم، تعمل 10 مستشفيات من أصل 36 في غزة، وكلّ واحدة منها تعمل جزئياً فقط، بالرغم من الحاجة الماسّة للرعاية الطبية بشكل لم يسبق له مثيل.
ويتابع إدر وصف الوضع في قطاع غزة، ويقول “خلال الأعوام العشرين التي أمضيتُها في الأمم المتحدة ، لم يسبق لي أن رأيت دماراً شبيهاً بالذي رأيته في مدينتي خان يونس ومدينة غزة”.
ويختم مقاله بالقول: “لقد تم تحذير العالم مِراراً بشأن رفح، وعلينا أن ننتظر لرؤية تلك العيون التي ستبقى مفتوحة (حيّة)، أو سنضطر لإغلاقها إلى الأبد”.