ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة؟
عاد الحديث عن عملية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل إلى الواجهة في خضم تطورات متسارعة بحثا عن صيغة هدنة في قطاع غزة يقبل بها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس.
جهود التطبيع مستمرة
ففي جلسة نقاشية ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض بداية الأسبوع الجاري بحضور عدد من وزراء الخارجية، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أن “جهود العمل الثنائي السعودي الأميركي المرتبط بتطبيع علاقات الرياض مع إسرائيل بات قريبا جدا من الاكتمال”.
وفيما لم يشر الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي إلى احتمال تطبيع علاقات بلاده مع اسرائيل قريبا، توقع المسؤول السعودي أن يتم ” إبرام اتفاقيات ثنائية بين الرياض وواشنطن في القريب العاجل” في إشارة الى المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق أمني.
قضية فلسطين عالقة
وأضاف الأمير فيصل في معرض حديثه أن “معظم العمل تم إنجازه بالفعل… لدينا الخطوط العريضة لما نعتقد أنه يجب أن يحدث على الجبهة الفلسطينية…” وفي إشارة واضحة إلى أحد شروط الرياض، التي تتردد على لسان المسؤولين السعوديين منذ فترة، قال الأمير فيصل “نحتاج إلى مسار ذي مصداقية ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية”. وأكد أن اتفاقا أمنيا بين المملكة وواشنطن سيتم إبرامه قريبا بشأن إقامة دولة فلسطينية.
هجوم حماس يعلق التطبيع
وظلت القيادة السعودية تبعث رسائل،على مدى العام الماضي، تشير فيها إلى عدم رفضها للتطبيع مع اسرائيل من حيث المبدأ، ولكن بشروط واضحة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد صرح في مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية في سبتمبر/ أيلول الماضي أن السعودية “تقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل وأن المفاوضات تجري بشكل جيد حتى الآن” مشيرا إلى أنها قد تثمر إطار عاما لاتفاق سيجري الإعلان عنه في مارس 2024. وشدد ولي العهد السعودي في الوقت نفسه على أن “القضية الفلسطينية مهمة للغاية وعلينا حلها”.
غير أن هجوم مقاتلي حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول والحرب الذي أعقبته، ولا تزال متواصلة حتى اليوم، وضع حدا لأي حديث عن مسار مفاوضات تطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل. ومنذ ذلك التاريخ لم تبد الرياض أي رغبة في المضي في مساره وسط أجواء عربية ودولية مشحونة بمشاعر شعبية معادية لإسرائيل جراء الحرب في قطاع غزّة وما خلفته من ضحايا بين المدنيين ودمار شامل في القطاع.
لا محيد عن التطبيع
وفي خضم تلك الحرب عاد سفير المملكة العربية السعودية في لندن، الأمير خالد بن بندر، ليشير، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى اهتمام بلاده بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرد أن تضع حرب غزة أوزارها. ومن جديد شدد السفير السعودي على أن أي اتفاق للتطبيع “لابد أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية”.
وكشف الأمير خالد بن بندر عن أن الاتفاق كان “وشيكا” عندما علقت السعودية المحادثات بوساطة أمريكية، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين. وأوضح أن بلاده لا تزال تؤمن بإقامة علاقات مع إسرائيل، على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح في غزة، لكنه استدرك قائلا لا ينبغي أن تقوم تلك العلاقات “على حساب الشعب الفلسطيني”.
بحثا عن إنجاز ديبلوماسي
وتشير التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي في الرياض إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعجل توقيت التطبيع السعودي مع إسرائيل، قصد تحقيق إنجاز دبلوماسي كبير يشكل العنوان الرئيسي لحملة بايدن الانتخابية، ويحسب في رصيده السياسي ويوظف لمنافسة غريمه الجمهوري دونالد ترامب في استحقاقات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ولربما كانت تصريحات الوزير الأمريكي بليكن في الرياض تصب في هذا الاتجاه عندما قال إن “الحل يكمن في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين في قطاع غزة… آمل أن تتخذ حماس القرار الصحيح…على حماس أن تقرر وبسرعة على اتفاق هدنة” وصفه بأنه “سخي جدا”.
وأضاف بلينكن “إذا استطعنا خفض التصعيد فسيكون ذلك أمرا إيجابيا”. لكنه اعترف بصعوبة المهمة في إشارة الى الرفض الاسرائيلي قائلا: “في ظل عدم وجود أفق واضح للفلسطينيين فسيكون الأمر صعبا”.
السعودية لا تستعجل التطبيع
ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تجد نفسها في ظروف في غاية الصعوبة قد تعصف بما تبقى من فرص، على قلتها، لإعادة انتخاب الرئيس بايدن لولاية ثانية. فمن جهة تدرك واشنطن بالشروط السعودية وبأن الرياض ليست على عجلة من عملية التطبيع، بل أن التطبيع غير وارد ما لم يتوقف القتال في غزة وتوضع معالم، وإن كانت عامة، لحل سياسي مقبول للقضية الفلسطينية على المدى المتوسط.
من جهة أخرى لا يبدو أن بلينكن أو الرئيس بايدن نفسه باتا قادرين على ممارسة ضغوط كافية على الحكومة اليمينية الإسرائيلية للتخلي عن منطق الحرب في غزة ووقف القتال والقضاء نهائيا على حماس قبل فوات أوان الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
سياسة نتنياهو تقوض كل شيء
تشكل مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حجر عثرة في وجه التطبيع مع السعودية وربما إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن. فقد أثبت نتنياهو أنه لا يأخذ مخاوف البيت الأبيض من خسارة الانتخابات الرئاسية على محمل الجد. كما أنه لا يأبه لتأخير عملية التطبيع مع السعودية لأنه يعتبرها حتمية، وسيأتي وقتها إن عاجلا أم آجلا. فنتنياهو يعي أن قطار التطبيع العربي مع اسرائيل انطلق قبل أكثر من ثلاث سنوات وأنه ماض في سكته، قد يتوقف في بعض المحطات لبعض الوقت، لكنه سيواصل مساره لاحقا.
•برأيكم هل ثمة فرص لتطبيع إسرائيلي سعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة؟
•هل تظل الرياض على تشبثها بشروط التطبيع؟
•هل يمكن أن تتراجع عن أي منها أمام الضغط الأمريكي؟
•هل تقنع الإغراءات الأمريكية بتطبيع سعودي إسرائيلي نتنياهو بوقف الحرب؟
•هل يشكل التطبيع مع السعودية أولوية بالنسبة لنتنياهو في الوقت الحاضر؟
•من الطرف الذي سيتكبد الخسارة السياسية الأكبر إذا لم تتم عملية التطبيع قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 1 مايو/ أيار
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب