طفل شبرا: ما هو”الدارك ويب” السبب وراء هذه الجريمة؟
- Author, زينب ضبع
- Role, بي بي سي نيوز
آثار مقتل طفل، بطريقة بشعة، في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في مصر بغرض بثها مصورة على “الدارك ويب” التساؤلات عن هذا النوع من الإنترنت.
وبحسب بيان النيابة، طلب أحد الأشخاص وهو مصري مقيم في الكويت من شخص مقيم في مصر تنفيذ هذه الجريمة مقابل خمسة ملايين جنيه، ولا تزال النيابة تحقق في دوافع وأسباب الجريمة.
وأفادت وسائل إعلام مصرية حكومية أن التحقيقات الأولية أن الشخص المُحرض على الجريمة، طلب من المتهم تصويرها عبر تقنية الفيديو كول” لبيعها على “الدارك ويب”.
و ربما تكون قد سمعت عما يسمى بـ”الدارك ويب” كمكان يتم فيه تداول أنشطة غير مشروعة وغير أخلاقية.
لكن الدخول إلى هذا النوع من الإنترنت لا يكون مباشرة عبر مواقع التصفح المألوفة كغوغل ويوتيوب وسفاري وإنترنت أكسبلورر أو ميكروسوفت أدج. إذ يجب على الشخص إنزال تطبيقات لمواقع تصفح معينة حتى يتمكن من الدخول إليها.
ويقول المهندس أيمن مخلوف مستشار الأمن السيبراني لبي بي سي “إنه عادة ما يلجأ الأشخاص لدخول الدارك ويب، حتى لا تتمكن أي جهة أو شخص من تحديد هويتهم”، لممارسة أنشطة غير قانونية.
ما سبب تسمية “الدارك ويب”؟
يشبه الفضاء الإلكتروني أو الإنترنت المحيط، ويقع“الدراك ويب” في القاع المظلم من ذلك المحيط.
ولمزيد من الإيضاح يشرح المهندس أنطونيوس ميخائيل، خبير الأمن المعلوماتي وخبير التحليل الجنائي الرقمي لبي بي سي نيوز عربي الطبقات الثلاث للإنترنت.
- الإنترنت السطحي: يشكل 4 في المئة من الإنترنت وهي المواقع التي نعرفها جميعاً أونتصفحها لمشاهدة مقاطع فيديو أو للبحث عن أي معلومة والتسوق عبر محركات البحث كغوغول على سبيل المثال لا الحصر .
- “الديب ويب”: يشكل حوالي 90 في المئة من الإنترنت وهي المواقع التي تقع في عُمق شبكة الإنترنت، وتحمي حسابات المستخدمين الخاصة، على سبيل المثال لا الحصر فيسبوك والبريد الإلكتروني، من الظهور في محركات البحث على الإنترنت السطحي.
- “الدارك ويب”: يشكل 6 في المئة من شبكة الإنترنت وهو الجانب المظلم من الشبكة، الذي عادة يستخدمه محترفو الإجرام والقراصنة عبر تشفير البيانات ويكون الدخول إليه بشكل غير مباشر غير رسمي.
سوق سوداء للسلاح وتجارة الأعضاء والإتجار بالبشر
يتحدث المهندس ميخائيل أنطونيس، خبير التحليل الجنائي الرقمي في حديثه لبي بي سي نيوز عربي عن أبرز الأنشطة الإجرامية وغير المشروعة التي يتم عرضها على “الدلرك ويب” :
- عرض بيانات حسابات البنوك والكروت الائتمانية والدول والشركات التي تمت قرصنتها للبيع.
- بيع الأسلحة بشكل غير مشروع لأفراد وكيانات غير رسمية.
- تجارة الأعضاء البشرية .
- يلجأ بعض الأشخاص إلى التواصل مع قراصنة على “الدارك ويب” لاستئجارأشخاص للانتقام من أشخاص وقرصنة هواتفهم المحمولة وتسجيل المكالمات، للبدء في ابتزاز الضحايا بمقابل مادي.
- بيع مواد إباحية لأشخاص يعيشون في بلدان تجرم قوانيها نشر تلك المواد.
- يصور أشخاص أفلاماً إباحية لهم وينشرونها على هذه المنصة مقابل أموال باهظة.
- تأجير أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية.
- تداول وبيع العملات المشفرة“البيتكوين”، التي لا تخضع قيمتها لأي بنك مركزي.
- ممارسة أفعال سادية : تبث أحد الألعاب على الهواء مباشرة على“الدرك ويب” تديرها عصابات اختطفوا أشخاصاً، ويبدأ مزاد بدفع أموال طائلة تصل إلى آلاف الدولارات، لمن يدفع أكثر لاختيار الطرق التي سيموت بها الضحية المختطف.
كيف يُستدرج الأطفال إلى “الدارك ويب”؟
ويقول المهندس أيمن مخلوف أنه كانت هناك حوادث كثيرة، اٌستدرج خلالها الأطفال إلى “الدارك ويب”، من خلال ألعاب يلعبونها ،على الإنترنت العادي أو ما يعرف “بالإنترنت السطحي”.
ويوضح مخلوف: “في بعض الأحيان، يتحدث أشخاص إلى أطفال ويتعرفون عليهم عبرغرف التشات(المحادثة) الخاصة باللعبة، ويبدأون في إرسال هدايا للأطفال. كما يرسلوا إليهم روابط تصفح لدخول مواقع “الدارك ويب”.
وفي بعض الأحيان يستدرج القراصنة الأطفال، عبر طلبهم مقابلتهم في مكان ما واختطافهم .
“قد تمر على الدارك ويب دون أن تعلم”
ويقول المهندس أيمن مخلوف مستشار الأمن السيبراني لبي بي سي إن “الدارك ويب قد تمر على أي متصفح للإنترنت يومياً دون أن يعلم”.
ويوضح أنه عندما يقوم بعض الأشخاص بإنزال أفلام أو مسلسلات سينمائية بشكل غير قانوني، من الممكن أن يتم تنزيل، بجانب الأفلام، روابط يسرق القراصنة من خلالها بيانات الشخص ويخترقون موبايله.
وبعدها، يستطيعون اختراق الكاميرا وتصويره في أي وقت حتى لو كان غير متصل بالإنترنت، ليبتزوه لاحقاً مستخدمين الصور الخاصة به.
أما في حال دخل بعض الأشخاص “الدارك ويب” لمعرفة محتواها من باب الفضول، فالأمر ليس بسيطاً على الإطلاق، إذا سيكون الشخص فريسة سهلة للقراصنة والمحتالين، وستُعرض بياناته للخطر.
كما أنه يصعُب ملاحقة المحتالين أو تحديد هويتهم عبر تلك الشبكة الخفية.
إذ إن مواقعها والبيانات التي يتم تداولها عبرها “مٌشفرة”، كما أن أنواع التشفير المستخدمه في تطويرها متطورة للغاية ، و”يكاد من المستحيل ملاحقتها أو تتبعها”، بحسب المهندس أنطونيوس ميخائيل خبير الأمن المعلوماتي.
استخدام “الدارك ويب” بغرض الحماية
طُورت “الدارك ويب” لأول مرة في منتصف التسعينيات من قبل باحثين عسكريين أمريكيين بغرض حماية البيانات الحكومية والأمن القومي الأمريكي وفصلها بعيداً عن الفضاء الإليكتروني المتاح للجميع.
كما أن بعض الدول والوزارات تختفظ وتخزن بيانتها عبرها.
وعن ذلك يقول خبير الأمن السيبراني أيمن مخلوف ” إن الغرض من الأساس من تطوير الدارك ويب كان لحماية البيانات، لكنه أسُىء استخدامه بعد ذلك بشكل غير مشروع”.
كما توصي منظمة ” مراسلون بلا حدود” الصحفيين باستخدام “الدارك ويب”عند التعامل مع مصادر للكشف عن وقائع فساد في الأنظمة التي تصنفها بال”قمعية”.
وقد استخدمت، خلال الربيع العربي للتهرب من الرقابة لإرسال مواد تغطية الاحتجاجات وأعمال الشغب إلى الصحافة الدولية.
ويقول المهندس أنطونيوس ميخائيل إنه في بعض الأحيان يكون الصحفي “غير أمن” ويخشى من حفظ بيانته على شبكة الإنترنت، لأنه يسهل متابعتها والوصول إليها، لكن استخدامه “الدارك ويب” أمر “خطأً للغاية”، لأنه مجال مفتوح لأعمال غير قانونية.
كيف تحمي أطفالك من الدخول على “الدارك ويب”؟
عدم معرفة الأهل بشكل جيد بالإنترنت، يجعلهم غير واعيين بالمخاطر المحيطة بأطفالهم في هذا الفضاء الإليكتروني الواسع.
لذا ينصح المهندس أنطونيوس خبير التحليل الجنائي بأن يكون لدى الأهل ثقافة ومعرفة تامة بالإنترنت من خلال الحصول على دورات في الأمن السيبراني .
ويضيف أنطونيوس:” بدلا من أن يصبح هدف ابني وهو في سن الـ18 هدفه الدخول إلى الدارك ويب ،….. من الممكن أن أسجل له في دورة في أنظمة حماية الموبايلات والكمبيوتر”، ليحمي نفسه من أي مخاطر على شبكة الإنترنت.
كما يعطي المهندس أيمن مخلوف مستشار الأمن السيبراني بعض النصائح للأهل كالتالي:
- معرفة الأهل بأضرار الإنترنت على الأطفال من خلال الانخراط في دورات مختلفة.
- تنزيل برامج تمنع دخول الأطفال على مواقع تبث محتوى غير لائق مقابل اشتراك سنوي أو شهري مثل Family Link وQustudio و Kaspersky Safe Kids و Norton Family.