المعرض الدولي للفلاحة في مكناس يعرف بآليات مبتكرة للسقي وضخ المياه
دينامية ملحوظة سُجلت خلال دورة هذه السنة بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس فيما يتعلق بالتقنيات الفلاحية المعروضة، خصوصا على مستوى القطب الرقمي (Pole Digital)، الذي تم إحداثه من قبل الجهة المنظمة لمواكبة أحدث التقنيات التي وصلت إليها الفلاحة العالمية.
وضم هذا القطب عددا من التقنيات، التي تساهم في رفع المردودية والإنتاج وخفض التكاليف، فضلا عن الاقتصاد في الموارد الموظّفَة، خصوصا المائية منها، بما فيها طائرات مصغرة مسيرة (درون) تُمكن من تسهيل مداواة الزرع ومراقبة الإنتاج.
وجديد هذه السنة فيما يخص هذه التقنيات، صلة بعنوان الدورة الرابط بين الفلاحة والمناخ وضمان الإنتاج الفلاحي المستدام، تمثل في الإتيان بأبرز التقنيات الخاصة بالسقي، بما فيها الألواح الشمسية والمضخات الطاقية، التي تتجاوز اعتماد الغاز أو البنزين إلى اعتماد الطاقة الكهربائية النظيفة.
وتحدثت هسبريس إلى بعض العارضين لهذه التقنيات، قبل اختتام الملتقى أمس الأحد، فأوضحوا أنها “من أبرز ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية الموجهة للمجال الزراعي، إذ تُمكن من خفض تكاليف الإنتاج والرفع من المردودية، فضلا عن تقليص المواد الخام المستعملة، خصوصا المياه”، مضيفين أن “الفلاحين المغاربة على وعي تام بأهمية هذه التقنيات”.
من جهتهم، لم يُخفِ زوار مهتمون بالمجال الفلاحي إعجابهم بهذه التقنيات، “التي تتماشى ورهان العصرنة والمكننة بهدف الوصول إلى نتائج مهمة، إذ تظل آلياتٍ للمستقبل ستمكن من تحقيق الاستدامة بالقطاع الفلاحي”، لافتين إلى وجود تقدم في هذا الصدد بالمغرب.
عماد الزادي، مدير عام شركة متخصصة في المعدات الزراعية والصناعية وإنجاز مشاريع الطاقة الشمسية، قال إن “اختصاصنا كشركات هو كل ما يتعلق بالتقنيات المعتمدة في القطاع الفلاحي، خصوصا ما يتصل بالمضخات الطاقية (Pompes Energétiques) وألواح الطاقة الشمسية المساعدة على ضح المياه الموجهة للسقي”.
وأضاف الزادي، في تصريح لهسبريس، أنه “يتم تقديم خدمات التركيب والمواكبة ومد المساعدة والاستشارة للفلاحين والمهنيين، الذين يقبلون على اقتناء هذه التكنولوجيات المتطورة بغرض الرفع من مردودية أنشطتهم الفلاحية والحد من الخسائر، خصوصا فيما يخص استهلاك المياه السقوية”.
وأبرز المتحدث أن “المعرض الدولي للفلاحة يبقى فرصة للاقتراب من هؤلاء المهنيين وإيصال التكنولوجيا الفلاحية المتطورة إليهم، والتي بات يعرفها العالم، في وقت يتضح اهتمام الفلاح المغربي باستخدام هذه التكنولوجيات واستغلالها كما يجب عبر الانخراط في اقتنائها”.
وفي سياق قيامه بمقارنة بين الحاضر والماضي، لفت الزادي الانتباه إلى أن “الفلاحين في السابق كانوا يشتغلون بالمضخات المائية المعتمدة على الغاز، في حين صار هناك اليوم انفتاحٌ على الجيل الجديد من المضخات ذات المردودية العالية”.
وبيّن أن “هذه المضخات تساعد أساسا في التقليل من استهلاك المياه والرفع من إنتاجيات الضيعات، حيث إن الإشكال المطروح يكون فقط في البداية عندما يكون الاستثمار صعبا، ليتضح فيما بعد للفلاح الفرقُ، إذ ستمكنه هذه التقنيات المتطورة من الربح من ناحية المردودية وتفادي الأعطاب التقنية المتكررة التي تكون مكلفة”.
وفي خضم اشتغالها على هذا الموضوع، التقت هسبريس ببعض الزوار الناشطين في القطاع الفلاحي، فأكدوا اهتمامهم “بهذا النوع من التكنولوجيات الجديدة الفلاحية، خصوصا فيما يتصل بضخ المياه والسقي والطاقات الشمسية المولدة للطاقة الضرورية للاشتغال في الضيعات والأوراش الفلاحية”.
وأضاف الزوار، في تصريحات متطابقة، أن “التقنيات الجديدة للسقي تمكن من خفض الاحتياجات من الموارد المائية، فعلى سيبل المثال بات بالإمكان اعتماد تقنية التنقيط لسقي خمسة هكتارات تقريبا بالحجم المائي الذي كان يكفي لسقي هكتار واحد”، لافتين إلى وجود “تطور مهم في فلسفة السقي بين الماضي والحاضر بشكل ملحوظ”.
وأشاروا إلى أن “اعتماد هذه التكنولوجيات الدقيقة يمكن من تخفيض تكاليف سقي المزروعات، فضلا عن الحفاظ على الغلال، خصوصا في مرحلة الجني”، لافتين إلى “وجود تطور في السوق المغربية نتيجة مجهودات الجهات الوصية على القطاع”.
جدير بالذكر أن الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي الفلاحة بمكناس أسدلت ستارها أمس الأحد، بعد أن شهدت مشاركة حوالي 1500 عارض يمثلون 70 دولة بالعالم. وقد لامس العدد الإجمالي للزوار مليون زائر، بزيادة مشهودة عن السنة الماضية.