حرب غزة: “المطبخ المركزي” العالمي تستأنف عملها في غزة بعد شهر من مقتل عدد من عمالها
- Author, أندريه رودين بول
- Role, بي بي سي نيوز
من المقرر أن تستأنف منظمة المطبخ المركزي العالمي توزيع المواد الغذائية في غزة بعد توقف استمر لحوالي شهر بسبب مقتل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لها في غارة جوية إسرائيلية.
وقالت منظمة الإغاثة إن لديها 276 شاحنة محملة بثمانية ملايين وجبة جاهزة للدخول عبر معبر رفح.
وذكرت المؤسسة الخيرية الأحد أنه “في النهاية، قررنا أنه يجب علينا مواصلة إطعام الناس في غزة”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت المؤسسة الخيرية إن قافلة تعرضت لهجوم من قبل إسرائيل بعد مغادرتها أحد المستودعات مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وأثار غضباً على المستوى الدولي.
واعترف الجيش الإسرائيلي بارتكاب “أخطاء جسيمة” أدت إلى الضربة القاتلة ضد عمال الإغاثة، وفصل ضابطين كبيرين من منصبيهما بسبب الحادث.
وفي بيان صدر الأحد قالت الرئيس التنفيذية للمنظمة إيرين غور: “الوضع الإنساني في غزة لا يزال سيئاً”.
وأضافت: “نستأنف عملياتنا بنفس الطاقة والتركيز على إطعام أكبر عدد ممكن من الناس”.
وقالت المؤسسة إنها سوف ترسل أيضاً شاحنات من الأردن وسوف تستخدم ميناء أشدود، أحد موانئ الشحن الرئيسية الثلاثة في إسرائيل، بالإضافة إلى إنشاء مطبخ ثالث عالي الإنتاج في غزة.
وفي حديثها عن الغارة الجوية القاتلة، قالت المنظمة إنها تستمر في المطالبة بإجراء تحقيق محايد ودولي في مقتل عمال الإغاثة السبعة؛ وهم ثلاثة بريطانيين وفلسطيني وأسترالي وبولندي ومواطن كندي أمريكي.
وقالت غور: “على الرغم من عدم وجود ضمانات ملموسة لدينا، إلا أننا نواصل البحث عن إجابات والمطالبة بالتغيير بهدف توفير حماية أفضل لمنظمة المطبخ المركزي العالمي وجميع العاملين في المنظمات غير الحكومية الذين يعملون بإخلاص في أسوأ الظروف الإنسانية”.
وتعد هذه المنظمة واحدة من أهم الموردين الرئيسيين للمساعدات التي يحتاجها قطاع غزة، وتقول إنها قدمت أكثر من 43 مليون وجبة في غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي حديثها عن قرار استئناف العمل في القطاع، قالت غور: “قررنا أنه يجب علينا الاستمرار في الإطعام، ومواصلة مهمتنا المتمثلة في أن نكون موجودين لتوفير الغذاء للناس في أصعب الأوقات”.
وقُتل عمال الإغاثة السبعة التابعين للمنظمة عندما دمرت ثلاثة صواريخ سياراتهم واحدة تلو الأخرى أثناء قيامهم بعمل إنساني، خلال أربع دقائق فقط في الأول من إبريل/ نيسان الجاري.
وكان الجيش الإسرائيلي قد سمح لفريق المؤسسة الخيرية بالمشاركة في نقل إمدادات المساعدات من الساحل إلى أحد المستودعات. وقال الجيش الإسرائيلي إن سلسلة من الأخطاء وسوء الفهم أدت إلى الخلط بينهم وبين مقاتلي حماس واستهدافهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “عدداً من المسلحين” كانوا على مقربة من القافلة، لكن طائرات مسيرة تتبعت بشكل خاطئ السيارات التي تقل عمال الإغاثة.
واعتذر الجيش الإسرائيلي بعد أن اعترف بأن جنوده لم يتّبعوا البروتوكولات ولم يحصلوا على معلومات حول مهمة المساعدة التي تمت الموافقة عليها مسبقاً.
ويأتي إعلان منظمة المطبخ المركزي العالمي في الوقت الذي أعلن فيه الجانب الإسرائيلي عزمه السماح بزيادة كمية المساعدات التي تدخل غزة في الأيام المقبلة من أجل المساعدة في التخفيف من وطأة الأزمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في بيان صدر في هذا الشأن: “يدخل المزيد من الغذاء والماء والإمدادات الطبية ومعدات الإيواء وغيرها من المساعدات إلى غزة أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف أن إسرائيل تعمل أيضاً مع القيادة المركزية الأمريكية لبناء “رصيف بحري مؤقت” يسمح بإدخال المساعدات عبر البحر.
وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة في قطاع غزة “تكاد تكون حتمية” وأن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.
وبدأت إسرائيل حرباً في قطاع غزة رداً على هجوم عناصر من حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز حوالي 250 رهينة بحسب السلطات الإسرائيلية.
بينما قتل ما لا يقل عن 34454 شخصًا، معظمهم من المدنيين خلال القصف الجوي والعمليات البرية الإسرائيلية في غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع.