سرطان الجلد: تجربة أول لقاح “شخصي” في العالم تجدد أمل المرضى
- Author, مايكل روبرتس
- Role, محرر الشؤون الصحية- بي بي سي
تجري تجربة مهمة في المملكة المتحدة، لأول لقاح “شخصي” في العالم من الحمض النووي الريبي mRNA، ضد أكثر أشكال سرطان الجلد فتكا- ميلانوما.
ستيف يونغ، 52 عاماً، من مدينة ستيفنيج في المملكة المتحدة، والذي أصيب بسرطان الجلد في فروة رأسه في أغسطس/آب الماضي، كان من أوائل المرضى الذين جربوا اللقاح.
وهو مصمم لمساعدة جهازه المناعي على التعرف على أيّ خلايا سرطانية متبقية والقضاء عليها، ويؤمل أن يعني ذلك أن السرطان لن يعود.
يستخدم اللقاح mRNA4157 ( V940)، التكنولوجيا نفسها المستخدمة في لقاحات فيروس كوفيد الحالية، ويخضع الآن للاختبارات النهائية في المرحلة الثالثة.
يقوم أطباء مستشفيات جامعة كوليدج لندن بإعطائه جنبا إلى جنب مع دواء آخر، بيمبروليزوماب أو كيترودا، والذي يساعد أيضا الجهاز المناعي على قتل الخلايا السرطانية.
الهوية الجينية
العلاج المكون من جزئين، والذي صممته موديرنا و ميرك شارب اند دوم (MSD)، ليس متاحا بعد في المستشفيات خارج التجارب السريرية.
كما يحاول الخبراء في بعض البلدان الأخرى، بما في ذلك أستراليا، جمع المزيد من الأدلة ومعرفة ما إذا كان ينبغي نشره على نطاق أوسع.
ويتم “تخصيص اللقاح”، أي تغيير تكوينه ليناسب كل مريض على حدة.
ويُصمم ليتناسب مع الهوية الجينية الفريدة لورم المريض المحدد، ويعمل عن طريق توجيه الجسم لتشكيل البروتينات أو الأجسام المضادة التي تهاجم علامات أو جينات مضادة موجودة فقط على تلك الخلايا السرطانية.
“مصمم بمزايا خاصة”
قالت الدكتورة هيذر شو، الباحثة في مستشفى يونيفيرسيتي كلوليدج لندن، إن اللقاح لديه القدرة على علاج الأشخاص المصابين بسرطان الجلد ويجري اختباره على سرطانات أخرى مثل أورام الرئة والمثانة والكلى.
وأضافت: “هذه إحدى أكثر الأشياء المدهشة التي رأيناها منذ وقت طويل”.
“إنه مخصص لمريض محدد، لا يمكنك إعطاء هذا اللقاح لمريض آخر لأنك لا تتوقع أن يعمل”.
“إنه شخصي حقا… هذه الأشياء عالية التقنية وتُصممُ بدقة للمريض”.
“متحمس حقا”
يهدف الجزء البريطاني من التجربة الدولية إلى استقطاب ما لا يقل عن 60-70 مريضا في ثمانية مراكز، بما في ذلك لندن ومانشستر وإدنبرة وليدز.
ويجب أن يكون المرضى الذين يخضعون للتجربة قد تخلصوا من سرطان الجلد عالي الخطورة -الميلانوما- جراحيا في الأسابيع الـ 12 الماضية لضمان أفضل نتيجة، وسيحصل بعضهم على جرعة وهمية أو دواء وهمي بدلا من اللقاح، ولا أحد منهم يعرف ما سوف يتلقاه.
يونغ الذي يتلقى علاجه في لندن، تحدث إلى برنامج راديو بي بي سي 4 اليوم، قال: “التجربة أعطتني فرصة لأشعر أنني كنت أفعل شيئا لمحاربة عدو محتمل وغير مرئي”.
“أظهر المسح أنني كنت خاليا من الخلايا السرطانية، ومن الواضح أنه لا تزال هناك فرصة لوجود خلايا سرطانية دون أن يتم اكتشافها”.
“لذا بدلا من مجرد الجلوس والانتظار آملا ألا يعود المرض أبدا، أتيحت لي الفرصة للمشاركة الفعلية في هذه المنازلة”.
أعراض سرطان الجلد
وكان يونغ يعاني من ورم في فروة رأسه لسنوات عديدة قبل أن يدرك أنّه كان سرطانا. وقال إنّ تشخيصه كان “صدمة كبيرة”.
وأضاف “أمضيت أسبوعين حرفيا في التفكير في أن النهاية قد حانت… توفي والدي بسبب تضخم الرئة عندما كان عمره 57 عاما وفكرت أنني في الواقع سأموت أصغر من والدي”.
وهناك علامات شائعة لسرطان الجلد يجب التحقق منها، وتشمل ما يلي:
- ظهور شامة جديدة غير طبيعية
- شامة موجودة سابقا لكنها تبدأ بالنمو أو التغير
- تغيرات طارئة على شكل الجلد
كيف يبدو الميلانوما ؟
هذه القائمة المرجعية يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان التغير غير طبيعي:
أ- غير متماثل (هل الشامة لها شكل غير متساو؟)
ب- الحدود (هل الحواف باهتة أو خشنة ؟)
ج- اللون (هل للّون درجات متفاوتة؟)
د-القُطر (هل البقعة أكبر من بقع أخرى شبيهة على جلدك ؟)
ه- التطورات (هل تتغير، مثلاً هل بدأت بالحك أو النزيف أو ظهور قشور؟)
لا تكون هذه التغيُرات دائما مرتبطة بالسرطان، ولكن من المهم فحصها.
كلما كان تشخيص سرطان الجلد مبكرا، كلما كان العلاج أسهل وأنجح.
ووجدت بيانات المرحلة الثانية من التجارب، والتي نشرت في ديسمبر/كانون أول، أن الأشخاص الذين يعانون من الأورام الميلانينية عالية الخطورة والذين تلقوا اللقاح إلى جانب العلاج المناعي كيترودا قلّت فرص موتهم أو عودة سرطانهم إلى النصف تقريبا (49٪) بعد ثلاث سنوات، مقارنة مع أولئك الذين أُعطيوا الدواء فقط.
وقالت الدكتورة شو إنّ هناك أملا حقيقيا في أن يكون العلاج “تغييرا في اللعبة”، خاصة أنه يبدو أن له “آثارا جانبية مقبولة نسبيا”.
وتشمل هذه الآثار الجانبية التعب والتهاب الذراع عند إعطاء اللقاح، كما قالت، مضيفة أنه بالنسبة لغالبية المرضى لم يبد الأمر أسوأ من الحصول على لقاح الأنفلونزا أو لقاح كوفيد.