حرب غزة: وفد مصري في إسرائيل لمناقشة “طرح جديد” للهدنة
وصل وفد مصري أمني إلى إسرائيل اليوم الجمعة في مسعى لدفع المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار، ولتجنب عملية برية إسرائيلية في رفح.
وبدأ أعضاء الوفد اجتماعات مع كبار أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لبحث سبل إحداث تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وكانت مصادر أمنية مصرية قالت لبي بي سي في وقت سابق إنه من المتوقع أن يناقش الوفد “طرحا مصريا جديدا” للهدنة.
وتكثّف مصر من جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة واحتواء الأزمة، في محاولة لتجنب عملية برية إسرائيلية في رفح، التي تقع جنوبي القطاع على الحدود مع مصر.
تفاصيل أولية عن المقترح المصري
ونقلت بي بي سي عن مصدر مصري قوله إن هذا الطرح يضم ثلاث مراحل، وتتضمن المرحلة الأولى وقف كل الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية في رفح. وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح “كل الرهائن الإسرائيليين” في قطاع غزة على مدار عشرة أسابيع في مقابل إطلاق إسرائيل سراح المئات من السجناء الفلسطينيين.
أما المرحلة الثالثة فتتضمن وقف إطلاق النار لمدة عام، ويكون ذلك أساسا لبدء محادثات سياسية لإقامة دولة فلسطينية.
ولا تزال هذه النقاط قيد المناقشة والتفاوض، ولم يعلن عن أي منها بشكل رسمي من أي طرف حتى الآن.
ومن المتوقع أن تجرى اجتماعات مع قيادات من حماس في القاهرة لاحقا بناء على نتائج مباحثات الوفد المصري في إسرائيل.
وقال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس للأنباء إن أي توغل في رفح حيث يعيش معظم سكان غزة سيهدد تلك المفاوضات.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن هناك احتمالا لصفقة بوساطة مصرية مقابل إلغاء العملية العسكرية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوضحت للوفد المصري في مباحثات اليوم أنها مستعدة لإعطاء “فرصة أخيرة” للتوصل إلى صفقة.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مُطلع على المفاوضات بأن المباحثات مع المصريين إيجابية في اتجاه التوصل لاتفاق تبادل.
وأضافت أن تل أبيب أعطت الضوء الأخضر تقريبا لكل ما عرضه الوفد المصري.
زيارة سابقة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي
وقالت المصادر المصرية إن الطرح المصري تم عرضه على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، ورئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار، أثناء زيارتهما للقاهرة هذا الأسبوع.
ولم تعلن مصر رسميا عن الزيارة، ونفت مؤخرا أنها تجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين بشأن عملية رفح، بينما ذكرت تقارير إسرائيلية أن بار و هاليفي التقيا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الأركان المصري الفريق أسامة عسكر في القاهرة في 24 أبريل/ نيسان.
وقالت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، يوم الجمعة، إن مجلس الوزراء الحربي ناقش خطة جديدة لهدنة وإطلاق سراح الرهائن، قبل زيارة الوفد المصري.
وأفاد موقع “واي نت” الإسرائيلي على الإنترنت أن وزراء حكومة الحرب “أعطوا الضوء الأخضر لفريق التفاوض لمناقشة المزيد من الشروط مع وفد مصري من المقرر أن يصل إلى إسرائيل لإطلاق سراح عشرات الرهائن”.
وقال الموقع إن “مصر كانت تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بسبب مخاوفها من غزو رفح”.
بلينكن يزور إسرائيل
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيزور إسرائيل الثلاثاء المقبل في ظل محادثات صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
وتعدّ هذه الجولة السابعة التي يقوم بها بلينكن للمنطقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقد وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتيرتش العرض المصري عبر حسابه على منصة إكس بأنه “استسلام تام لإسرائيل ونصر كامل لحماس”، وأضاف بأنه “لن يحدث”.
وتوسطت قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل التوصل لهدنة، وإنجاح محادثات إطلاق سراح الرهائن، لكن دون جدوى حتى الآن منذ توقف القتال لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني. وشهدت تلك الهدنة تبادل 80 أسيراً إسرائيلياً مقابل 240 فلسطينياً محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأسبوع الماضي إن قطر تعيد تقييم دورها في هذا الشأن.