حرب غزة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد يستغرق 14 عاماً – الأمم المتحدة
قال مسؤول بالأمم المتحدة إن الكمية الهائلة من الأنقاض التي خلفتها الحرب في غزة، والتي تشمل الذخائر غير المنفجرة، قد تستغرق أربعة عشر عاماً لإزالتها.
وأوضح بير لودهامار، مسؤول الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، أن الحرب خلفت ما يقدر بنحو 37 مليون طن من الحطام، في القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، “أي ما يقرب من 300 كيلوغرام من الحطام لكل متر مربع”.
وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف، أنه على الرغم من استحالة تحديد العدد الدقيق للذخائر غير المنفجرة التي عُثر عليها في غزة، إلا أنه يتوقع أن يستغرق الأمر 14 عاماً في ظل ظروف معينة، لإزالة الأنقاض والمباني المدمرة.
وقال: “نحن نعلم أنه عادة ما يكون هناك معدل فشل يصل إلى 10 في المئة على الأقل من الذخائر البرية التي تُطلق وتفشل في أداء وظيفتها”.
كانت الأمم المتحدة قد صرحت بأن العمليات الإسرائيلية حولت غزة إلى “جحيم إنساني” وسط مخاوف من مجاعة تلوح في الأفق.
مساعدات أوروبية إضافية
يأتي التصريح الأممي في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي الجمعة أنه سيقدم مبلغاً إضافياً قدره 68 مليون يورو (أي ما يعادل 73 مليون دولار) لتقديم المساعدات الضرورية إلى غزة.
وقال التكتل الأوروبي إن المساعدات الجديدة ستركز على توصيل الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي والملاجئ، وسيتولى توجيهها شركاء محليون.
وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي أنه “في ضوء التدهور المستمر للأزمة الإنسانية الحادة في غزة، والزيادة المطردة في الاحتياجات على أرض الواقع، تزيد المفوضية [الأوروبية] تمويلها لدعم الفلسطينيين المتضررين من الحرب المستمرة”.
وأضاف البيان أن “هذا الدعم يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى 193 مليون يورو للفلسطينيين المحتاجين داخل غزة وفي جميع أنحاء المنطقة في عام 2024”.
ميناء أمريكي مؤقت لنقل المساعدات
كان الجيش الأمريكي قد أعلن الخميس عن بدء بناء ميناء يهدف إلى تعزيز توصيل المساعدات إلى غزة التي تعاني من نقص الإمدادات الإنسانية.
وكانت المنطقة الساحلية الصغيرة قد تعرضت للدمار منذ أكثر من ستة أشهر، بسبب القصف الإسرائيلي والعمليات البرية التي تقول السلطات الإسرائيلية إنها تستهدف مقاتلي حماس، ما ترك المدنيين في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر للصحفيين “أستطيع أن أؤكد أن السفن العسكرية الأمريكية بدأت في المراحل الأولية لبناء الرصيف المؤقت والجسر في البحر”.
وسيتألف الميناء من منصة بحرية لنقل المساعدات من السفن الأكبر حجماً إلى السفن الصغيرة، ورصيفاً لنقلها إلى الشاطئ.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن هذه الخطط لأول مرة في أوائل مارس/آذار، حين أوقفت إسرائيل تسليم المساعدات البرية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الجهود لن تتضمن “نشر قوات برية” في غزة، لكن القوات الأمريكية ستقترب من المنطقة المحاصرة، بينما تقوم ببناء الرصيف، وستعمل القوات الإسرائيلية على تأمين القوات على الشاطئ.
بدايات صيف شديد الحرارة في غزة
“الناس تكاد تموت داخل الخيم من شدة الحرارة”
هكذا قال عبد الله أبو حجر الذي توجه مع كثيرين من أهل غزة الذين توجهوا إلى البحر هرباً من درجة المرتفعة”.
وأضاف لبي بي سي. “نحن في غزة مكبوتون من كل النواحي، والبحر هو المتنفس الوحيد. درجة الحرارة مرتفعة للغاية وكذلك درجة الرطوبة”
وأوضح أبو حجر أن جميع الناس – باستثناء أهل رفح – يعيشون في خيم مصنوعة من البلاستيك والنايلون، ما يزيد من درجة الحرارة بشكل كبير.
هذا ما دفع إسلام، وهي أم لـ 5 أطفال، إلى اصطحاب أبنائها إلى البحر لتعويضهم عن قسوة الحر داخل الخيمة، قائلة إن “الوضع مخيف للأطفال والحياة لا تطاق في الخيم، في ظل الحرارة الشديدة وأصوات الزنانة [الطائرات المسيرة] والطيران والقصف”.
ويشهد قطاع غزة استمرار الحرب منذ نحو سبعة أشهر، بعد هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أدى إلى مقتل نحو 1139 إسرائيليا، بحسب الأرقام الرسمية.
وتقول إسرائيل إن نحو 133 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة بعد أن أفرجت حماس عن مجموعة منهم في صفقة تبادل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما يُعتقد أن نحو 30 من الرهائن على الأقل لقوا مصرعهم.
وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 34356 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 77 ألف مصاب، وذلك وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.