إيران وإسرائيل: تاريخ العلاقات منذ “السر المعلن” في زمن الشاه حتى هجمات أبريل
يمثل مبنى السفارة الفلسطينية في طهران تجسيداً للتغيرات الكبرى التي شهدتها السياسة الخارجية لإيران على مدار عقود.
فالمبنى الذي يقع في قلب العاصمة الإيرانية كان مقراً للبعثة الدبلوماسية الإسرائيلية زمن الشاه محمد رضا بهلوي، قبل أن تتغير سياسة طهران حيال إسرائيل بشكل كبير بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
فكيف تحولت العلاقة بين إسرائيل وإيران على مدار عشرات السنين من تحالف قوي إلى عداء علني يشمل شن هجمات مباشرة؟
الشاه
في البداية كان الموقف الرسمي لإيران معارضاً لإنشاء دولة إسرائيل، إذ صوتت طهران في عام 1947 ضد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية.
كذلك أعلنت إيران عن تأييدها للدول العربية في حرب 1948 لكن من دون أن تشارك في الصراع المسلح.
كما عارضت إيران في عام 1949 انضمام إسرائيل إلى الأمم المتحدة.
لكن الموقف الإيراني من إسرائيل سرعان ما بدأ في التغير، في ظل تبني الشاه محمد رضا بهلوي سياسات خارجية، وداخلية في بعض الأحيان، تميل إلى مواقف الغرب خاصة الولايات المتحدة التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل.
يرى عدد من الباحثين، ومن بينهم الأكاديمي الأمريكي الإيراني الأصل روح الله رمضاني، في دراسة عن إيران والصراع العربي الإسرائيلي نشرت في عام 1978، أن التغير في موقف طهران تجاه إسرائيل يرجع إلى حسابات الحرب الباردة.
فإيران، التي كانت تربطها بالاتحاد السوفيتي حدود تمتدّ لمسافات كبيرة، كانت ترغب في التقرب من حلفاء أقوياء مرتبطين بواشنطن لمواجهة أي تطلعات أو مطامع سوفيتية، خاصة في ظل المعارضة التي أبداها الحزب الشيوعي الإيراني المرتبط بموسكو، لسياسات الشاه.
هذا التغير الإيراني تزامن مع توجه إسرائيلي يسعى للحصول على اعتراف دول غير عربية في المنطقة في ظل حالة العداء بينها وبين جيرانها العرب، كما يشير الأكاديمي جوناثان لِزلي في كتابه عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية والذي يحمل عنوان ” الخوف وانعدام الأمن”.
وهكذا صارت إيران محطة لنقل عشرات الآلاف من اليهود العراقيين إلى دولة إسرائيل بعد إنشائها.
وفي مارس/آذار عام 1950، اعترفت إيران بإسرائيل لتكون ثاني دولة إسلامية تقوم بهذه الخطوة بعد تركيا.
لكن كان لافتاً أن السلطات الإيرانية أحجمت عن الإعلان الرسمي بقرار الاعتراف بإسرائيل وهو ما قد يرجع إلى معارضة رجال دين وساسة للقرار.
حالة عدم الجهر الرسمي بالاعتراف بإسرائيل كانت سبباً وراء قرار إيران بأن تسمي الدبلوماسي رضا سافيني “مبعوثاً خاصاً” إلى إسرائيل وليس سفيراً.
و رغم استثناءات محدودة، فإن طهران استمرت في تبني سياسة عدم الإعلان الرسمي عن اعترافها بإسرائيل على مدار عقود رغم العلاقات القوية والعلنية بين البلدين.
وتجسد هذا “السر المعلن ” في عدة مظاهر من بينها أن زيارة كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى إيران كانت تتم في أجواء سرية.
مصدق وعبد الناصر
ومثلما كان موقف طهران من الغرب دافعاً للتقارب الإسرائيلي الإيراني، فإنه كان أيضاً سبباً وراء فتور العلاقات الثنائية مع تولي السياسي المخضرم محمد مصدق منصب رئيس وزراء إيران عام 1951.
فحكومة مصدق التي أممت شركات النفط الغربية في إيران، أغلقت أيضاً القنصلية الإيرانية في إسرائيل مرجعة القرار إلى “توفير النفقات”.
لكن التعاون الإيراني الإسرائيلي في عدّة مجالات استمر بشكل ما خلال حكم مصدق.
وبعد الإطاحة بحكم مصدق في عام 1953 بمساعدة من واشنطن ولندن، أحكم الشاه قبضته على الحكم وازداد التقارب مع الولايات المتحدة وهو ما صاحبه تنامي العلاقات مع إسرائيل.
فإيران كانت تدعم إسرائيل بالنفط بينما كانت إسرائيل تساعد إيران في عدة مجالات اقتصادية.
بل وصل الأمر إلى التعاون الثقافي، إذ زار إسرائيل مثقفون إيرانيون، مثل الكاتب البارز جلال آل أحمد الذي كانت كتاباته مثار إعجاب الكثير من المثقفين الإيرانيين سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين.
لكن الجانب الأهم استراتيجياً في التعاون بين إسرائيل وإيران كان في المجالات العسكرية والاستخباراتية، خاصة مع تصاعد شعبية الخطاب القومي العربي للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي اعتبرته إيران وإسرائيل عدواً مشتركاً
تقارب عربي إيراني
لكن كيف كان الشارع الإيراني ينظر إلى العلاقات مع إسرائيل؟
من الصعب تقديم إجابة حاسمة على هذا السؤال في ظل غياب استطلاعات رأي أو انتخابات تعددية، بجانب سياسة القمع التي سلكها الشاه بحق معارضيه.
لكن يبدو أن قطاعاً ليس بالهين من الإيرانيين كان يعارض العلاقات مع إسرائيل وهو ما تجسد في الهتافات المعادية لإسرائيل التي رددها آلاف المشجعين الإيرانيين أثناء مباراة كرة قدم جمعت منتخب بلادهم بنظيره الإسرائيلي في طهران عام 1968 وانتهت بفوز إيران بهدفين مقابل هدف لتتوج بلقب كأس آسيا.
لاحقا سيستشهد المرشد الحالي لإيران، علي خامنئي، بالمباراة وما أعقبها من احتفالات للتدليل على “رفض الشعب الإيراني للعلاقات مع إسرائيل”.
وبعد الانتصار الإسرائيلي في حرب 1967 ثم وفاة عبد الناصر عام 1970، بدأ الشاه يتبنى خطاباً يدعو للسلام بين إسرائيل وجيرانها العرب مطالباً إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الحرب.
ومما زاد من تقارب الشاه مع العالم العربي سياسات الرئيس المصري أنور السادات التي ابتعدت عن الاتحاد السوفيتي واقتربت من الولايات المتحدة.
وشهدت السبعينيات حوادث عكرت صفو العلاقات بين إيران وإسرائيل لكن من دون أن تؤثر على التعاون بينهما.
إذ حاولت إيران أن تمسك العصا من المنتصف خلال حرب أكتوبر/تشرين أول 1973 فقدمت النفط إلى مصر والأسلحة إلى إسرائيل.
كذلك جاء إبرام اتفاق إيران مع العراق عام 1975، في الجزائر، ليثير امتعاضاً إسرائيلياً، إذ تضمن وقف الدعم الإيراني للمسلحين الأكراد الذي كانت إسرائيل تعتبرهم حلفاء لها.
كما صوتت إيران لصالح القرار الصادر عام 1975 من قبل الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية سياسة عنصرية، وهو القرار الذي عادت المؤسسة الأممية وألغته عام 1991.
لكن هذه الأحداث لم تحل دون تواصل التعاون بين إسرائيل وإيران خاصة في المجالات العسكرية إذ قدمت إسرائيل المساعدة لإيران في تدشين الأخيرة برنامجها الصاروخي.
وهكذا بدا في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين أن إسرائيل بدأت في كسر عزلتها الإقليمية، إذ كانت بصدد إبرام معاهدة سلام مع مصر في وقت تزايد التعاون مع نظام الشاه الذي كان يُنظر إليه على أنه الحاكم الأقوى في المنطقة.
هذا الدور الإقليمي المتنامي للشاه دفع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر إلى أن يصف إيران في خطاب شهير ألقاه في طهران أواخر عام 1977 بـ”جزيرة الاستقرار” في المنطقة.
لكن الأحداث اللاحقة أظهرت أن حديث كارتر كان منفصلاً عن الواقع إذ بعد نحو سنة واحدة فقط ستندلع في إيران ثورة شعبية ضخمة تطيح بحكم الشاه في أوائل عام 1979، ليعود إلى البلاد آية الله روح الله الخميني، أبرز المعارضين الإيرانيين.
الخميني
كان الخميني معارضاً لأغلب سياسات الشاه، إن لم يكن كلها، وهو ما أدى إلى نفيه خارج البلاد طيلة 14 عاماً قبل أن يعود إلى إيران في فبراير/شباط 1979 وسط استقبال شعبي حاشد.
العلاقات مع إسرائيل كانت من ضمن القضايا التي عارضها الخميني على خلفية دينية، كما عارضتها جماعات يسارية إيرانية.
وبدا أن التوجه المعارض للعلاقات مع إسرائيل سيكون هو أساس موقف إيران المستقبلي حيال هذه القضية.
فالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات سيكون أول قيادي أجنبي يصل إلى إيران بعد الثورة، وهو ما صاحبه إلغاء العلاقات مع إسرائيل وتحويل مقر البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية إلى مقر للسفارة الفلسطينية.
كذلك أعلن الخميني عن أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ستكون يوماً للقدس، داعيا المسلمين في دول العالم كافة إلى التظاهر خلال ذلك اليوم دعماً للفلسطينيين.
لكن وبعد أشهر، بدأت شحنات أسلحة وقطع غيار لمعدات وطائرات حربية تصل إلى إيران من إسرائيل سراً وبشكل غير مباشر، بحسب الدراسات والكتابات التي تناولت تاريخ العلاقات بين البلدين.
وبينما دأبت إيران على نفي الحديث عن حصولها على دعم عسكري من إسرائيل، فإن مسؤولين إسرائيليين أكدوه.
يقول الدبلوماسي الإيراني السابق منصور فارهانج في دراسة بعنوان العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، نشرت عام 1989، إن حسابات الواقع هي التي فرضت على طهران اللجوء إلى إسرائيل، فإيران التي كانت تخوض حرباً ضد العراق بداية من عام 1980 كانت بحاجة ماسة إلى قطع غيار للطائرات والمعدات العسكرية الأمريكية التي كان نظام الشاه قد اشتراها من واشنطن.
وحيث إن الولايات المتحدة كانت قد قطعت علاقاتها مع إيران على خلفية احتجاز رهائن أمريكيين في طهران، فلم يكن أمام النظام الإيراني سوى اللجوء إلى إسرائيل، خاصة وأن حكام الخليج السنة ذوي التوجهات المحافظة، كانوا غير مرحبين بشعارات الثورة الإسلامية التي رفعها الملالي الشيعة في إيران.
أما في إسرائيل، فإن صناع القرار اعتبروا العراق الخطر الأكبر في ظل التقدم الذي حققه الجيش العراقي في ساحات المعارك بينما كانت إسرائيل تأمل في إن يحدث تغيير في النظام الحاكم في طهران، يعيد إيران إلى السياسات التي كانت تتبعها في عهد الشاه، بحسب الأكاديمي تريتا بارسي في كتابه “التحالف الغادر: التعاملات السرية لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة”.
وفي عام 1986 كشفت تقارير صحفية عن أن الولايات المتحدة باعت أسلحة إلى إيران عبر إسرائيل، مقابل إخلاء سبيل رهائن أمريكيين في لبنان بجانب دفع طهران ملايين الدولارات، والتي خُصِّص جزء كبير منها لدعم المتمردين الموالين لواشنطن في نيكارغوا، فيما عرف لاحقا بقضية إيران كونترا.
أوسلو ومعارضوها
ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية ووفاة الخميني عام 1989، بدا الشرق الأوسط وكأنه مقبل على تغيير كبير مع انهيار الاتحاد السوفيتي ونشوب حرب الخليج الثانية، وبدء مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وعدد من الدول العربية المجاورة لها.
وفي خضم تلك التطورات الكبرى دخلت العلاقات بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة، إذ بدأ مسؤولون إسرائيليون يتحدثون عن “التهديد الإيراني للأمن في الشرق الأوسط”، بينما أدانت طهران اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وسرعان ما بدأت إيران تشكل تحالفاً ضم الجماعات الفلسطينية المعارضة لاتفاقية أوسلو مثل حركة الجهاد الإسلامي ثم حركة حماس.
هذا التحالف ضم أيضاً حزب الله اللبناني الذي سيكون له دور كبير في المواجهات اللاحقة بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، وهي مواجهات لن تكون قاصرة على الخطب والشعارات.
ففي عام 1992 اغتالت إسرائيل عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله.
وفي عام 1994 تعرّض مبنى السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين ومقر مركز للتعاون الإسرائيلي الأرجنتيني لتفجيرين أسفرا عن مقتل العشرات.
وبينما تتهم كل من إسرائيل والأرجنتين حزب الله وإيران بالوقوف وراء الهجومين، فإن طهران والحزب اللبناني ينفيان هذه الاتهامات.
وشهدت التسعينيات مقتل عشرات المدنيين في إسرائيل جراء هجمات نفذتها حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان بعد أن اغتالت إسرائيل عدداً من قياداتهما.
وتراجعت حدة الخطابات الإيرانية تجاه إسرائيل بعض الشيء خلال أغلب فترة حكم الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي التي امتدت منذ نهاية التسعينيات وصولاً إلى السنوات الأولى من الألفية الثانية، وهي الفترة التي شهدت أحداثاً كبيرة مثل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهجمات الحادي عشر من سبتمبر /أيلول، وما تبعها من حرب أفغانستان وحرب العراق.
أحمدي نجاد
سنوات الهدوء النسبي بين إسرائيل وإيران وحلفائها لم تدم طويلاً، إذ استئنفت أعمال العنف بين إسرائيل وحلفاء طهران، وبدأ محمود أحمدي نجاد، الذي انتخب رئيساً لإيران في عام 2005، يدلي بتصريحات ضد إسرائيل أثارت غضباً دولياً من بينها وصفه الهولوكوست بـ”الخرافة”.
وفي عام 2006 نشبت حرب بين حزب الله وإسرائيل أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، معظمهم لبنانيون.
كذلك وقعت أكثر من مواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الذي سيطرت عليه حركة حماس في عام 2007.
وأذكى البرنامج النووي الإيراني التوتر بين إسرائيل وإيران، إذ تقول إسرائيل إن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تشدد على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. وكانت إسرائيل قد نددت بالاتفاق الذي أبرمته إيران مع قوى دولية عام 2015 والذي يدعو إلى رفع عقوبات على طهران مقابل قبول الأخيرة خضوع منشآتها النووية للتفتيش الدولي.
وكانت طهران قد اتهمت إسرائيل بالضلوع في مقتل علماء طاقة ذرية إيرانيين على مدار سنوات عدة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وخلال أكثر من 10 سنوات من دعم إيران وحلفائها حكومة الرئيس بشار الأسد خلال الحرب الأهلية في سوريا، وقعت عشرات الهجمات على مواقع وأهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني ومسلحي حزب الله في سوريا، وهي الهجمات التي يُعتقد على نطاق واسع أنها من تنفيذ إسرائيل.
حرب غزة
جاء هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين أول وما أعقبه من حرب إسرائيلية في غزة لينقل المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مستوى جديد.
إذ كان من بين أول الأسئلة التي طرحها المراقبون بعد هجوم حماس هو ما إذا كانت إيران شاركت في التخطيط للهجوم أو كانت على علم به.
وبينما تحدثت تقارير إعلامية عن مشاركة إيرانية بشكل ما في التخطيط للهجوم، فإن إيران ومسؤولين أمريكيين نفوا تلك التقارير.
وبغض النظر عما إذا كانت إيران على علم بهجوم حماس أم لا فإن تبعات حرب غزة سرعان ما وصلت إلى جنوب لبنان، إذ تبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود اللبنانية.
إلا أن الحدث الذي أدى إلى المواجهة الأهم في تاريخ البلدين لم يقع في لبنان أو في غزة، بل في العاصمة السورية دمشق التي شهدت استهداف مقر القنصلية الإيرانية ومقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي.
إيران التي اتهمت إسرائيل باغتيال زاهدي تعهدت برد قاس، وهو ما تجسد في شن طهران هجوما بمئات المسيرات والصواريخ على إسرائيل، في تطور غير مسبوق في تاريخ المواجهات بين البلدين.
وبعد ذلك تعرضت مواقع في إيران إلى هجمات يقول مسؤولون أمريكيون إنها من تنفيذ إسرائيل.
النظر إلى تاريخ العلاقات بين إسرائيل وإيران لا يقدم إجابة حاسمة عن السؤال المتعلق بما إذا كان المستقبل سيحمل المزيد من التصعيد، إذ إن حسابات الواقع التي تحكم المواجهات بين البلدين تتغير أحياناً بشكل درامي يصعب التنبؤ به.