متلازمة القولون العصبي .. عوامل الخطورة وسبل العلاج
تعد متلازمة القولون العصبي مرضا شائعا يصيب الجهاز الهضمي ويتسبب للمرضى في عدم الراحة وآلام في البطن واضطرابات في حركة الأمعاء.
وتشير تقديرات المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي إلى أن نحو 5-10% من سكان العالم يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال، وأن أغلب المصابين به هم دون سن الـ50 عاما، وأنه يتم تشخيص العديد من المرضى بالإصابة بعد مرور أعوام طويلة من ظهور الأعراض.
عوامل الخطورة
وقال الدكتور أنتوني ليمبو، مدير الأبحاث في معهد أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك: “لا تزال أسباب متلازمة القولون العصبي غير معروفة، لكن الباحثين حددوا مجموعة من عوامل الخطورة للإصابة بالمرض، تشمل التغير في بكتيريا الأمعاء، والتهابات الجهاز الهضمي الشديدة، وعدم تحمل الأطعمة، والضغوط والتوتر في مرحلة الطفولة، ومشاكل التنسيق بين العقل والأمعاء. وأظهر بحث أُجري مؤخرا أن القيام ببعض التعديلات في أسلوب الحياة يمكنه التقليل من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي بشكل كبير”.
وأشار الدكتور ليمبو إلى دراسة شارك فيها وتم نشرها في وقت سابق من العام الجاري في مجلة “غات” (Gut) البريطانية لأمراض الجهاز الهضمي، تم خلالها متابعة نحو 64268 راشدا في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم ما بين 37 و73 عاما (متوسط العمر هو 55 عاما) لفترة 12.6 عاما، وكانوا جميعا ممن لم يتم تشخيصهم سابقا بمتلازمة القولون العصبي.
تعديل أسلوب الحياة
وأضاف الدكتور ليمبو: “سلطت دراسة مجلة غات (Gut) الضوء على خمس عادات متعلقة بأسلوب الحياة يمكنها أن تقلل بصورة ملموسة من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي، وبيّنت أنه يمكن توظيف التعديلات على أسلوب الحياة كاستراتيجية وقائية أساسية. وتعتبر هذه العادات مفيدة للصحة بشكل عام، ولقد نجح الأفراد الذين قاموا بتطبيق ثلاث من أصل خمس عادات في أسلوب حياتهم في خفض مخاطر إصابتهم بمتلازمة القولون العصبي بنسبة 42%”.
وتشمل عناصر أسلوب الحياة الخمسة ما يلي: الحصول على قدر كافٍ من النوم (من سبع إلى تسع ساعات يوميا)، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والامتناع عن التدخين، والإقلاع عن الخمر.
وفي تعليقه على كيفية تطبيق هذه العادات في أسلوب الحياة بصورة عملية، أوضح الدكتور ليمبو أنه يمكن للأفراد تحسين جودة النوم من خلال اتباع مبادئ صحة النوم مثل تقليل الوقت الذي يقضونه على الشاشات قبل النوم، ووضع برنامج ليلي، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في المساء.
وفيما يخص النظام الغذائي، فإن اتباع برنامج غذائي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط هو أمر على قدر كبير من الأهمية؛ إذ تتضمن هذه الحمية كمية كبيرة من الألياف وتركز على الأطعمة غير المعالجة.
وبخصوص ممارسة التمارين الرياضية، فإن ممارسة 30 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة إلى مرتفعة الشدة ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا تعد مفيدة في هذا السياق، ولكن يجب القيام بذلك بحسب مستوى صحة الفرد وبعد الحصول على موافقة الطبيب.
تحديد المحفزات
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد التعاون مع فرق الرعاية الصحية الخاصة بهم من أجل تحديد المحفزات الفردية لنوبات متلازمة القولون العصبي ومعالجتها، التي تشمل العديد من العناصر بدءا من التوتر وصولا إلى تناول دواء أو طعام معين.
وفي حال كان الطعام هو المحفز، فإنه يمكن للبرامج الغذائية التي تنص على تجنب تناول بعض الأطعمة، والتي يتم الالتزام بها بالتشاور مع الطبيب، المساعدة في تخفيف الانزعاج وتحديد الأطعمة التي تسبب نوبات متلازمة القولون العصبي. وتشمل الأطعمة التي عادة ما يتم إسقاطها من الأنظمة الغذائية، كلا من الغلوتين ومنتجات الألبان والسكر والأطعمة المعبأة والمعالجة.
وأشار الدكتور ليمبو إلى أن التغييرات في أسلوب الحياة وتجنب المحفزات التي تتسبب في النوبات قد لا تكون خطوات كافية لوحدها في حالة العديد من المرضى، وقال في هذا السياق: “يركز مستشفى كليفلاند كلينك على الرعاية الشاملة متعددة التخصصات، كما توجد هناك خيارات دوائية عدة لمعالجة بعض أعراض متلازمة القولون العصبي والحالات الأساسية المرتبطة بها، كما أن الأساليب العلاجية السلوكية قد تكون مفيدة كذلك”.