الولايات المتحدة تفرض قيوداً على حركة موظفيها داخل إسرائيل وسط مخاوف من هجوم إيراني
فرضت الولايات المتحدة قيوداً على حركة موظفيها داخل إسرائيل وسط مخاوف من هجوم إيراني.
ووفق السفارة الأمريكية فقد تم إبلاغ موظفيها بعدم السفر خارج مناطق القدس وتل أبيب وبئر السبع من باب “الحذر الزائد”.
واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم على قنصليتها في سوريا والذي أسفر عن مقتل 13 شخصاً، وتعهدت بالرد.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، إنه أوضح لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجرّ الشرق الأوسط إلى صراع أوسع، وذلك في أعقاب التهديدات التي وجهتها لإسرائيل.
وقال كاميرون في منشور على منصة إكس “أشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن يؤدي سوء تقدير إلى مزيد من العنف، ينبغي على إيران بدلاً من ذلك أن تعمل على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات”.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تقف وراءه.
وتدعم إيران حركة حماس، الجماعة الفلسطينية المسلحة التي تقاتل إسرائيل في غزة، فضلاً عن العديد من الجماعات في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك ــ حزب الله في لبنان ــ الذي ينفذ ضربات متكررة ضد الإسرائيليين.
ومن بين القتلى في الهجوم على القنصلية؛ قائد كبير في فيلق القدس الإيراني في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية أخرى.
وجاء الهجوم في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لمنع تصاعد الحرب في غزة إلى المنطقة.
وعلى إثر ذلك، غادر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا، إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين حول التهديدات الأمنية.
وقال البنتاغون إن الزيارة كانت مقررة مسبقاً لكن تمّ تقديمها “بسبب التطورات الأخيرة”.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية الصين والمملكة العربية السعودية وتركيا مؤكداً أن مزيدا من التصعيد لن يكون في مصلحة أحد.
كان الرئيس جو بايدن قد جدد التأكيد على استمرار دعم الولايات المتحدة الثابت لحماية أمن إسرائيل، محذراً من تهديدات إيران بشنّ “هجوم كبير” وأنه – بايدن – سيبذل كل ما في وسعه “لحماية أمن إسرائيل”.
وفي وقت سابق، الأربعاء، اعتبر الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، الضربة الإسرائيلية على دمشق هجوماً على أراضي بلاده، وقال في خطاب متلفز: “مهاجمة منطقة القنصلية، تعني استهداف أراضينا”.
وتوعّد خامنئي بمعاقبة “نظام الشر”، دون أن يوضِّح بعد شكل الرد الانتقامي.
ويقول محللون إنَّ قيام إيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر من شأنه أن يخاطر بتأزيم الصراع في المنطقة، رغم أنَّهم يقللون من قدرة إيران العسكرية اللازمة لمواجهة كبيرة.
ومن الممكن، أن تستخدم إيران أحد أذرعها، حزب الله، الذي كثيراً ما ينفذ هجمات أصغر على إسرائيل من لبنان المجاور.
وحذَّر مسؤول إيراني، الأحد، من أنَّ السفارات الإسرائيلية “لم تعد آمنة”، مشيراً إلى أنّ مباني القنصليات قد تكون هدفاً محتملاً.
وأشار الخبراء إلى أنّ إيران قد تستهدف إسرائيل بهجوم سيبراني – إلكتروني- .
في الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية الإيراني مطلع الشهر الحالي، قُتل 13 شخصاً بينهم قادة عسكريون إيرانيون كبار، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تقف وراءه.
ومنذ الحادثة وُضعت القوات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة في حالة تأهب قصوى.
وجاءت تصريحات بايدن أثناء حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء، إلى جانب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
وقال بايدن: “كما قلت لرئيس الوزراء نتنياهو، فإننا حازمون بالتزامنا تجاه أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها”.
وتأتي تعليقاته بعد يوم واحد من دعوة بايدن، في مقابلة، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه لا يتفق مع استراتيجية الحرب التي ينتهجها نتنياهو.
وقال في مقابلة سُجلت مع “أنفيجين” قبل أسبوع: “أعتقد أن ما يفعله خطأ، لا أتفق مع نهجه”،
كما تأتي تصريحاته بعد أسبوع تقريباً من مكالمة هاتفية “متوترة” بين بايدن ونتنياهو في أعقاب قتل إسرائيل لسبعة من عمال الإغاثة الإنسانية في غزة.
وزاد بايدن من حدة لهجته بشأن سلوك إسرائيل في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر والتي أشعلها هجوم حماس في 7 أكتوبر، وعبّر عن إحباطه المتزايد من نتنياهو.
ويحاول المسؤولون الأمريكيون إيصال رسالة إلى الإيرانيين مفادها؛ أنه على الرغم من الاختلافات في الرأي بين بايدن ونتنياهو، فإنَّ أي هجوم على إسرائيل سيقابل بردّ أمريكي عدواني.
وفي محاولة لتخفيف التوترات، تحدث وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والعراق مع نظرائهم الإيرانيين هذا الأسبوع، وفقاً لموقع أكسيوس.
وطُلب من الوزراء نقل رسالة من بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، حول الحاجة إلى وقف التصعيد.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 33 ألف شخص – معظمهم من النساء والأطفال – خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.
واندلع الصراع بعد قيام حماس بقتل أكثر من 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 253 رهينة في هجومها الذي نفذته في أكتوبر/تشرين الأول.