“عندما تنتهي الحرب في غزة سأعيش في خيمة بجوار منزلي المُهدم”حرب غزة:
فقدت الدكتورة منى الفرا كل شيء .. منزل العائلة وذكريات الطفولة والعديد من أصدقائها وزملائها.
لكن الطبيبة التي تعيش في غزة والتي غادرت إلى مانشستر بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تفقد الأمل، فهي تريد العودة إلى مدينتها التي مزقتها الحرب.
وقالت لصحيفة مانشستر إيفيننغ نيوز: “سأعيش في خيمة بجوار منزلي المدمر”.
كان أبناؤها، الذين يعيشون في مانشستر، يزورونها في غزة عندما اندلعت الحرب الأخيرة. لقد اضطرت إلى أخذ “القرار الأصعب”، اضطرت إلى مغادرة غزة مع ابنتها التي تعاني من متاعب صحية، ثم عاد ابنها إلى بريطانيا بعد شهرين من بدء القصف.
دمر منزلها الذي تعيش فيه في مدينة غزة، وكذلك دمر منزل طفولة الدكتورة الفرا في خان يونس.
وكان المنزل الذي نشأت فيه في جنوب غزة مليئًا بالذكريات “الثمينة” لوالديها وإخوتها وأقاربها الذين “لن تراهم أبدا”.
وقالت الدكتور منى: “بتنا لا نسمع كل يوم إلا الأخبار السيئة، فكل يوم أسمع عن عائلة جديدة محيت من السجل المدني وقتل كل أفرادها”.
مستشفى العودة
ساهمت الدكتورة منى الفرا في تأسيس مستشفى العودة في مخيم جباليا للاجئين، وفقدت اليوم العديد من أصدقائها، وكان من بينهم أطباء في مستشفى العودة، وهو أحد المستشفيات العديدة الذي أمرت إسرائيل نزلاءه من المرضى ومرافقيهم والنازحين الذين احتموا في محيطه بالإخلاء بزعم أن حركة حماس تتخذ من المستشفى مقرا لقيادتها. لكن الدكتورة منى تنفي تلك المزاعم وتقول “لا وجود لحماس” في المستشفى الذي تعمل فيه، وتصف ادعاءات الإسرائيليين بأنها “أكاذيب”.
والدكتورة الفرا متخصصة في الأمراض الجلدية، وهي مديرة في تحالف أطفال الشرق الأوسط الذي “يعمل على حماية حقوق الأطفال وتحسين حياتهم” من خلال التبرعات.
وسلمت في الأسبوع الماضي، شخصياً عمدة مدينة مانشستر الكبرى “آندي بورنهام” رسالة من نظيره في مدينة غزة يطلب فيها مساعدة زعيم حزب العمال. وتصف الرسالة، الوضع المزري في أكبر مدينة في غزة.
أجبر العديد من المواطنين في المدينة الفلسطينية الأكثر اكتظاظًا بالسكان على النزوح بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
لكن بقي بعضهم في المدينة والمنطقة المحيطة بها، بحسب الدكتورة الفرا، على الرغم من أوامر إسرائيل بإخلاء الجزء الشمالي من غزة.
“التجويع يقتل أطفال غزة”
وقالت الدكتورة الفرا إن الإمدادات “شحيحة للغاية” ويعيش الناس فعليًا تحت “الإقامة الجبرية”. وأضافت قائلة “إن الأولوية الأكثر إلحاحا هي إرسال الإمدادات الطبية والأطباء إلى المنطقة. وهناك حاجة ماسة إلى الغذاء فقد مات جوعا 29 طفلا حتى الآن”.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتُهمت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، اتهامات تنفيها الحكومة الإسرائيلية وتصفها بأن “لا أساس لها من الصحة”.
وتؤمن الدكتورة منى أن وعي العالم يتغير ويدرك المزيد من الدول في مختلف أنحاء العالم أن إسرائيل “تمادت جد”. وفي الأسبوع الماضي، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن، لكن الحرب لم تتوقف.
وقالت الدكتورة الفرا: “رغم كل ما حدث وما يحدث سأواصل العمل والحلم بالسلام والعدالة للأطفال، ولأحفادي، وأطفال إسرائيل والعالم”.