أحمد فتحي سرور: محطات في مسيرة أحد أبرز السياسيين المصريين في عهد مبارك
شُيّعت اليوم السبت في مصر جنازة أحمد فتحي سرور، أحد أبرز السياسيين في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.
وكان طارق سرور قد أعلن نبأ وفاة والده ليل الجمعة عن عمر ناهز 91 عاما.
وكان فتحي سرور آخر رئيس برلمان في عهد مبارك، وقد شغل المنصب لنحو 20 عاما في الفترة ما بين عامَي 1991 و2011 – ليكون بذلك صاحب أطول فترة كرئيس لبرلمان مصر في تاريخ البلاد الحديث.
ودخل سرور البرلمان المصري، عضوا منتخبا لأول مرة في عام 1989. وغادر رئاسة البرلمان في أعقاب اندلاع ثورة شعبية أطاحت بنظام مبارك في 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وكان سرور عضوا بالمكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم في عهد مبارك.
وهو من مواليد يوليو/تموز 1932 في محافظة قنا بصعيد مصر. وقد درس الحقوق في جامعة القاهرة وحصل منها على الدكتوراة في القانون الجنائي، كما حصل على الماجستير في القانون من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتنقل سرور بين مناصب أكاديمية وسياسية عديدة في حياته المهنية المديدة التي بدأها وكيلا للنائب العام سنة 1953، ثم أستاذا بكلية الحقوق جامعة القاهرة قبل أن يتولى عمادة الكلية سنة 1983.
وشغل سرور منصب نائب رئيس الجامعة سنة 1985، ثم رئيسا للمجلس الأعلى للجامعات المصرية سنة 1987.
كما تولى سرور حقيبة وزارة التربية والتعليم سنة 1986.
وشغل منصب رئيس اتحاد المحامين المصريين في الفترة ما بين 1984 وحتى 1992.
وفي سنة 2005، رأس أحمد فتحي سرور الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع وهي أقدم الجمعيات العلمية في مصر.
ورأس سرور أيضا الاتحاد البرلماني الأفريقي بين عامَي 1990 و1991. كما أصدر الإعلان العالمي للديمقراطية سنة 1997 إبان رئاسته للاتحاد البرلماني الدولي.
وبعد ثورة 2011، واجه فتحي سرور اتهامات بالفساد وبالضلوع في التخطيط لأعمال عنف ضد متظاهرين سلميين فيما عُرف إعلاميا بـ”معركة الجمل” في الثاني من فبراير/شباط 2011.
وكان سرور بين من أشرفوا على إعادة صياغة الدستور المصري في سنة 2007، فيما رأى البعض أنه كان بمثابة تمهيد للطريق أمام جمال مبارك للوصول إلى الحكم خلفا لوالده.
وكان سرور قد انخرط في العمل السياسي مبكرا، خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، حيث كان عضوا في الاتحاد الاشتراكي.
وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، قرر الرئيس التالي أنور السادات حلّ الاتحاد الاشتراكي وإنشاء الحزب الوطني، فكان سرور من أوائل الذين انتقلوا إلى الحزب الحاكم الجديد. وعندما عُزل مبارك في فبراير/شباط 2011 كان سرور وقتذاك أحد أبرز الشخصيات في المكتب السياسي للحزب الوطني.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، وقع الاختيار على فتحي سرور ليكون رئيساً لأول محكمة عربية للتحكيم الدولي في المنازعات التجارية والاستثمارية ومقرها في القاهرة.
ويعدّ سرور أحد كبار رجال القانون في التاريخ المصري الحديث، وقد وضع العديد من المؤلفات القانونية.
وحصد سرور العديد من الجوائز والأوسمة ومنها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام النيلين من السودان.