أخبار العالم

محلات الحلويات تشتكي عدم الاستفادة من رواج الاستعداد لعيد الفطر السعيد



مع اقتراب عيد الفطر، تتجه الأنظار إلى محلات بيع الحلويات التي تفضّل بعض من الأسر المغربية اللجوء إليها عوض التحضير بالمنازل؛ غير أن المهنيين يرصدون، هاته السنة، “تراجعا حادا” في الإقبال.

وعلى خلاف السنوات الماضية، حيث كان الأسبوع ما قبل الأخير من رمضان يشهد تلقي المخابز والمحلات “طلبات متصاعدة” لإعداد أنواع مختلفة من الحلويات، يؤكد مهنيو القطاع أن “الإقبال هاته السنة نادر وضعيف للغاية”.

وحسب المصادر المهنية عينها، فإن السبب في هذا التراجع النادر والحاد يعود إلى تضرر القدرة الشرائية للمواطنين والارتفاع الحاصل في أسعار المواد الغذائية والتضخم، حيث أصبح اقتناء الحلويات آخر هموم غالبية الأسر المغربية.

ومن بين الأسباب الأخرى يشتكي المهنيون من تصاعد المنافسة مع ما يسمونه بـ”المحلات غير المرخصة”، وأيضا ضد ممتهني هاته المهنة بشكل موسمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يعرضون خدماتهم بأسعار مختلفة.

حسين أزاز، الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، قال إن الإقبال هذا العام على محلات بيع الحلويات “ضعيف للغاية، بسبب العديد من العوامل المتعلقة بالقدرة الشرائية للمواطنين وغياب الإطار القانوني بالقطاع”.

وأضاف أزاز، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن القدرة الشرائية للمواطن متضررة، والغلاء موجود في أسعار المواد الأساسية، والحلويات “لم تعد همّ الأسر في ظل هاته الظرفية”، مشيرا إلى أن “العشوائية التي يشهدها القطاع تساهم في تقوية الركود الحاصل”.

وبيّن المهني بالقطاع أن المخابز في الأصل تعاني في رمضان، حيث يكون الطلب منحصرا في وقت واحد، والمقاهي تفتح بعد الفطور، ومع حدوث هذا التراجع الحاد وغير المسبوق مقارنة بالسنوات الماضية في طلبات حلويات العيد أؤكد أن “الوضعية صعبة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “المهنيين يفضلون العمل في الفترة العادية وليس رمضان، حيث يكون الطلب مستمرا على طول اليوم”، موضحا أن الهاجس الأكبر حاليا هو منافسة المحلات العشوائية وغير المرخصة التي تستحوذ على السوق وعلى الطلب المتبقي من المواطنين.

وبخصوص الأسعار، أكد أزاز أن “الأسعار في الوقت الحالي، نظرا لتراجع الطلب، تبقى في مستوياتها العادية”، متوقعا أن “تبقى في منحاها الحالي خلال الأيام المقبلة والأخيرة برمضان”.

واشتكى الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب من منافسة أصحاب عروض تحضير الحلويات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: “هاته المنافسة أصبحت ظاهرة يشتكي منها جميع المهنيين ومختلف القطاعات عبر العالم”.

وتراجع الإقبال سجله أيضا محمد بنعيسى، مهني بالقطاع وعضو بالفدرالية المغربية للمخابز والحلويات، الذي قال: “التراجع المسجل في هاته السنة كان حادا مقارنة بالسنة الماضية”.

وأضاف بنعيسى، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الإقبال الذي كنا نتوقع تسجيله قبل العيد لم نكن نتوقع ضعفه الحالي، خاصة أن هاته الفترة هي التي تنعش عملنا بشكل كبير”.

وقد عانى المهني بالقطاع في الأيام الأولى من شهر رمضان من “تراجع الإقبال بسبب انحصاره في وقت الذروة فقط”، موضحا أن “الأيام الأخيرة من رمضان هي لحظة موسمية مهمة بالنسبة لنا تزيح عنا خسارة الأيام والشهور الماضية”.

وفيما يتعلق بالأسعار وما إذا كان المهنيون سيلجؤون إلى رفع الأسعار قصد تغطية التكاليف والخسائر، شدد المتحدث عينه على أن “التوقعات تبين أن رفع الأسعار صعب في الوقت الحالي، خاصة أن ذلك سيضر المواطنين ويفقدنا الزبائن المتبقين”.

وأجمل بنعيسى قائلا: “تضرر القدرة الشرائية للمواطنين يجعل اقتناء الحلويات لعيد الفطر ليست ضمن الأولويات باستثناء الخبز، خاصة أن المواطنين عانوا من لهيب الأسعار في رمضان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى