أخبار العالم

باحثون يستشرفون مآلات "طوفان الأقصى"


تخليدا ليوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف الـ30 من مارس من كل عام، نظمت “وحدة البحث في السياسات والحكامة والهجرة”، التابعة لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، السبت بمقر المركز، يوما دراسيا حول “القضية الفلسطينية في أفق تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة”، من تأطير ثلة من الأساتذة الباحثين المهتمين بالقضية.

وشكل اليوم الدراسي، وفق الجهة المنظمة، “فرصة لتدارس جانب مما يحيط بقضية فلسطين في ضوء الأحداث الأخيرة (معركة طوفان الأقصى) المنذرة بكثير من التحولات؛ ومحاولة لاستكشاف طبيعة المؤثرات للتي من شأنها أن تسبب في هذه التحولات الفارقة في تشكيل النظرة إلى قضية الشعب الفلسطيني وفى بناء المواقف السياسية وبلورة ردود الفعل في أفق تحولها إلى مسألة دولية تضع عالم اليوم وقواه الكبرى أمم مسؤوليات سياسية وقانونية وأخلاقية غير مسبوقة”.

في هذا السياق، اعتبر زين العابدين حمزاوي، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، أن أفق الحرب في غزة التي جاوزت الستة أشهر “يكاد يكون مظلما”، مرجعا ذلك إلى “غياب النية فلسطينيا وعربيا لاستثمار المجهودات والتضحيات المقدمة، سواء من طرف المقاومة أو الشعب الفلسطيني، من أجل تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة”.

وتوقع حمزاوي أن الوضع في غزة “سيستمر”، راهنا تغير مسار الأحداث ووقف “الشر المطلق بتوسيع نطاق الصراع؛ وهو ما من شأنه أن يجبر الأوليغارشية الدولية على اتخاذ قرار بوقف الحرب”، خالصا إلى أنه “ما عدا ذلك فإن الضوء الأخضر معطى لإسرائيل للقيام بما تريد”.

لكن هذا الطرح قابله لؤي عبد الفتاح، منسق وحدة البحث المنظمة لليوم الدراسي والأستاذ بالكلية سالفة الذكر، بـ”الاحتفاظ بالأمل” معتبرا أن ما يحدث في غزة “ليس مسألة إقليمية وجدير بتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية دولية وإنسانية؛ ما سيشكل منطلقا لكل التوجهات المستجدة عربيا وفلسطينيا بالأخص”.

من جانبه، وضع فؤاد فرحاوي، الأستاذ بالكلية ذاتها، قطاع غزة في وسط الصراع الأمريكي ـ الصيني ـ الهندي، واصفا ما يجري حاليا في غزة بـ”حلقة في سلسلة الحروب التي اندلعت قبل المعركة الحالية والتي ستندلع بعدها، ليس في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية فقط، بل في مناطق أخرى من العالم”.

وسجل فرحاوي أن العالم قد وصل إلى “منعطف جديد سيؤول إلى عالم جديد غير العالم الذي شهدناه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي”، مشيرا إلى أن غزة كجغرافية سياسية وجزء من شرق المتوسط “يُتطلع أن تكون منصة يتشكل فيها المشهد العالمي القادم، وتسعى من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية إلى حصر ومنع الصين من أن تتخذ من هذه المنطقة نقطة ارتكاز رئيسية”.

وفي مداخلتيهما، دحض محمد بن عبد الله وبنعلي الصادقي، الأستاذان بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة، “الانتساب التاريخي لليهود إلى فلسطين”، مستحضرين معطيات تاريخية تثبت ارتباط أرض المقدس بالإسلام والمسلمين؛ فيما رثت قصيدة للشاعرة البتول المحجوبي الطفل يوسف الغزي (7 سنوات)، ضحية إحدى غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة في بداية معركة “طوفان الأقصى”.

The post باحثون يستشرفون مآلات "طوفان الأقصى" appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى