أخبار العالم

في فزواطة بزاكورة.. اكتشاف ديدان “مفترسة ومنقرضة” بعمر 25 مليون سنة



أعلن فريق علماء من جامعة هارفرد البريطانية عن اكتشاف ديدان رملية “قديمة” و”مفترسة”، عاشت لما يصل إلى 25 مليون سنة بالمغرب قبل أن تنقرض، وهي تعد صنفا جديدا من عائلة ديدان “سيلكيركيا” المكتشفة.

وفي دراسة معمقة نشرت الأربعاء المنصرم على صفحات مجلة ” Biology Letters”، فإن هذا الصنف الجديد من الديدان يعتقد أنه كان من “أكثر الحيوانات المفترسة شيوعا في قاع البحر خلال فترة “الانفجار الكامبري””.

وبينت معطيات الدراسة البريطانية أن “اكتشاف هذا الصنف النادر تم الوصول إليه من خلال جمع العديد من الحفريات بالمغرب وتحليلها ورصد مميزاتها، حيث يبلغ طولها بوصة أو بوصتين ورصيدها من الحياة تجاوز المتوقع”.

تمتلك هاته الديدان، حسب المصدر ذاته، رأسا مغطى بأشواك حادة ومنحنية؛ وهو ما يجعل من السهل تشبيهها بأصناف عائلة “سيلكيركيا”، لكنها في الواقع تعد دليلا على أن هاته الأصناف قد تجاوزت حقبة الانفجار الكامبري بكثير، لتعيش بذلك حوالي 25 مليون سنة”.

وقالت كارما نانجلو، عالمة حفريات بجامعة هارفرد، والتي شاركت في الاكتشاف، إن “كائنات اللافقاريات الصغيرة محظوظة بانقراض هاته الديدان، وإلا كانت ستشكل عليها حزاما خانقا من الأسنان”.

واكتشفت هاته الديدان من خلال غربلة الحفريات المخزنة في مجموعة متحف علم الحيوان المقارن بجامعة هارفرد، وهي الحفريات التي يعود أصلها من المغرب، تحديدا بمنطقة فزواطة بإقليم زاكورة، وتم نقلها بطريقة ما إلى المملكة المتحدة.

وأضاف واضعو الدراسة أن الحفريات التي تم استقدامها من المغرب تعود إلى العصر “الأوردوفيشي”، وهي فترة زمنية جد قديمة من كوكب الأرض، عرفت مرحلة انقراض كبيرة للكائنات الحية.

“وتقدم هاته الحفريات، من خلال بيئتها الأصلية في المغرب التي تشتهر بـ”بقايا وشظايا كائنات قديمة على الصخور”، لمحة عن الخزان المهم من الأسرار الذي تحتويه”، وفق العالمة نانجلو، التي شددت على أن “العديد من الدراسات شملت الأحفوريات المخزنة؛ لكن الجميع تجاهل تقنية الصيد العرضي الأحفوري”.

وفي توضيح لشكلها الفيزيائي، يعتقد أصحاب الاكتشاف أن لها “جسما مخروط الشكل، وممددا على الطول، ليشكل في النهاية القوام الحلقي، بمسافة لا تتعدى البوصة؛ وهو ما يجعل شكلها مشابها إلى حد كبير حفريات ديدان سيلكيركيا المكتشفة من عصر الكامبري”.

وبعد إخضاعها للتحليل الدقيق، تأكد للعلماء أن هاته الدودة “صنف جديد على الإطلاق، ولم يتم اكتشافه من قبل، مطلقين عليها بذلك اسم (تسرينج)، والتي تعني مصطلح (الحياة الطويلة)؛ في وقت تؤكد فيه الدراسة أن “هذا النوع الجديد لا يؤدي إلى توسيع السجل الزمني للديدان سيلكيركيا فحسب؛ بل يؤكد أيضا أن الديدان عاشت في بيئات أقرب إلى القطب الجنوبي، حيث كان يعتقد أن المغرب يقع هناك خلال العصر الأوردوفيشي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى