أخبار العالم

عصابات التهريب الدولي للمخدرات في المغرب تقتدي بـ”الأساليب اللاتينية”


شكل إحباط السلطات الأمنية المغربية عملية تهريب دولية ضخمة للمخدرات بمدينة الدار البيضاء، الأربعاء 27 مارس، محطة لرصد تطور متسارع في خطورة قدرات هاته المنظمات الإجرامية وانتقالها من الأسلحة البيضاء إلى النارية.

وبحسب معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني فقد تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء من إحباط عملية كبرى للتهريب الدولي للمخدرات، مع حجز عشرة أطنان و300 كلغ من مخدر الشيرا.

واحتاجت العملية أيضا إلى تدخل من قبل عناصر الدرك الملكي المختصة ترابيا، فيما أطلق أحد المشتبه فيهم عيارات نارية من بندقية صيد، على عناصر الشرطة، معرضا بذلك سلامتهم وسلامة المواطنين على الطريق للخطر، ما دفع أحد عناصر شرطة مكافحة العصابات إلى استخدام سلاحه الوظيفي لتحييد الخطر، وهو ما أدى لوفاة المشتبه فيه خلال هذا التدخل.

وتمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور من حجز سلاح ناري (بندقية صيد وخراطيش)، لشخصين يروجان مخدر الكوكايين، وهي العملية التي تمت أيضا بمعلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

التجربة اللاتينية

حول هذا التطور قال إبراهيم الحمداوي، باحث في سوسيولوجيا الإجرام، إن “هذا التطور في استعمال الأسلحة من قبل منظمات تهريب المخدرات الدولية يوجد في العالم وليس فقط في المغرب”.

وأورد الحمداوي لهسبريس أن “هاته العصابات أصبحت تمتلك قدرات على الانخراط في عمليات إجرامية كبرى للغاية، مثل ما حدث في الدار البيضاء يوم أمس”، مشيرا إلى أنها “تفضل اللجوء إلى السلاح الناري قصد الفرار من قبضة الشرطة”.

وبين المتحدث ذاته أن “الخطير في الأمر أن هذا التطور سريع وحاد، وسببه أن هذه العصابات لم تعد تكتفي بالربح القليل، بل تطمح إلى المزيد، وتحقق الكثير من المال، وعليه فهي تحاول من خلال امتلاك السلاح أن تستورد النموذج اللاتيني للعصابات”.

وشدد الباحث في سوسيولوجيا الإجرام على أن “السلطات الأمنية المغربية تقوم بعمل جبار في مواجهة هذا التحول المقلق في عمل العصابات الإجرامية، وتقوم هي أيضا بتحديث عملها”، مبينا أن “الضغط عليها على مستوى منابعها المالية سيكون له أيضا تأثير مهم لكبح جهودها”.

“تحالف الشر”

سجل الشرقاوي الروداني، أستاذ جامعي وخبير إستراتيجي وأمني، أن “المملكة المغربية لها موقع تراه هاته المنظمات الإجرامية إستراتيجيا للغاية، ومنذ مدة وهي تستهدفه”.

وأضاف الروداني، لهسبريس، أن “ملاحظة التدخلات النوعية لأجهزة الاستخبارات والأمن الوطنية تظهر أن المملكة تزداد أهمية بالنسبة لهاته المنظمات، وأصبحت بالفعل بلدا مستهدفا”، لافتا إلى أن “هاته المنظمات أصبحت تطمح إلى محاكاة النموذج الموجود في الحدود المكسيكية، وفي باراغواي، ومجموعة من الدول اللاتينية”.

وفسر الخبير الأمني أن “هاته العصابات تحاكي بالتفصيل ما تقوم به نظيرتها في أمريكا اللاتينية، سواء من خلال التنظيم، أو نوعية العمليات، وغيرها”، مردفا بأن “عملية يوم أمس كان فيها تبادل لإطلاق النار، وهذا أمر جديد في المغرب، طالما أن السلاح محظور ومؤطر بالقانون، واستعماله كان محصورا بشكل غير قانوني في الجماعات الإرهابية، وليس أي تنظيم آخر”.

“يمكن أن تكون هنالك علاقة بين التنظيمات الإرهابية وعصابات تهريب المخدرات الدولية، وهي نقطة يجب على المغرب أن ينتبه إليها، من أجل صد تحالف يمكن أن يولد مشاكل كبيرة”، يورد المتحدث ذاته.

وأجمل الروداني قائلا: “هاته العملية التي تمت يوم أمس بالبيضاء تظهر ريادة الاستخبارات المغربية، سواء داخليا أو خارجيا، فتفكيك مثل هذا التنظيم يحتاج إلى حنكة وخبرة، وتنسيق أمني فعال على جميع المستويات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى