أول عداءة تحقق فوزاً تاريخياً في “أصعب سباق” لإلهام نساء العالم
قالت العداءة جاسمين باريس، أول امرأة تنجح في أحد أصعب سباقات “الماراثون” في العالم إنها فعلت ذلك من أجل “النساء في جميع أنحاء العالم”.
وجاسمين باريس هي واحدة من بين 20 شخصاً فقط أنهوا ماراثون باركلي في ولاية تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية، منذ تمديده لمسافة 100 ميل في عام 1989.
وقد تمكنت جاسمين من اجتياز خط النهاية يوم الجمعة قبل 99 ثانية من انتهاء السباق البالغ 60 ساعة.
وقالت جاسمين، من مدينة ميدلوثيان في اسكتلندا، إنها أرادت اختبار حدود قدرتها وإلهام الأخريات من النساء.
يتضمن السباق السنوي في حديقة فروزن هيد الحكومية الركض خمس مرات عبر مضمار يبلغ طوله نحو 20 ميلاً (32 كيلومتراً)، يتخلله 60 ألف قدم (18 ألف متر) من منطقة تتطلب الصعود والهبوط، تبلغ ضعف ارتفاع جبل إيفرست عن مستوى سطح البحر.
وشرحت السيدة البالغة من العمر 40 عاماً لبي بي سي نيوز كيف أدركت أن دقائق قليلة فقط تفصلها عن انتهاء الوقت المحدد وهو 60 ساعة، عندما اقتربت من خط النهاية.
وقالت: “لم يكن لدي سوى بضع دقائق لتسلق هذا التل. وانتهى بي الأمر بالركض بسرعة في نهاية 60 ساعة من الجري الشاق عبر الغابة، وهو الأمر الذي كان صعباً للغاية”.
كانت ذراعيها وساقيها مغطاة بالخدوش الناجمة عن أشجار العليق الشائكة التي كان عليها أن تعبرها خلال جريها على الطريق.
قالت: “سوف تنال منك أشجار العليق. كان الأمر كما لو أن هناك إنساناً يصيبك بالجروح، وكان ذلك يحدث مراراً وتكرارا، وكان الأمر أشبه بجرحك من جديد في نفس الندبات”.
سقطت جاسمين على الأرض عندما اجتازت خط النهاية، وأعربت عن شعورها “بارتياح كبير” لأن الأمر قد انتهى أخيراً.
ومع ذلك، قالت إن خوض مثل هذا التحدي يجعلك “منفتح العقل” ويُكسبك الشعور بالثقة طوال حياتك.
وأوضحت جاسمين قائلة: “لقد فعلت ذلك من أجلي، وأنا سعيدة للغاية لأنني حققت ما خططت للقيام به بعد ثلاث سنوات من المحاولة”.
وأضافت: “لكنني سعيدة لأنني فعلت ذلك من أجل النساء في أنحاء العالم أيضاً، لا العداءات وحسب، ولكن من أجل أي امرأة ترغب في خوض التحدي وربما لا تتمتع بالثقة”.
وتابعت: “فكرة أنني قد أشجعهنّ ليثقن في أنفسهن… إنها فكرة ضخمة، لاسيما الفتيات الشابات. ولربما تعلمون مدى صعوبة إبقاء الفتيات الصغيرات في مجال الرياضة”.
كان سباق باركلي من بنات أفكار غاري كانتريل (الشهير بـ”لازاروس ليك”) وكارل هين، بعد أن سمعا عن عملية هروب شهيرة بالقرب من سجن ولاية بروشي ماونتن.
فقد تمكن جيمس إيرل راي، قاتل مارتن لوثر كينغ جونيور، من الهرب قبل القبض عليه بعد أكثر من 50 ساعة، لكنه لم يكن قد قطع سوى 12 ميلاً (19 كيلومتراً) فقط.
ويقال إن كانتريل علّق على هذا الحادث بأن راي كان بإمكانه الركض لمسافة 100 ميل في ذلك الوقت.
وقالت جاسمين، التي ولدت في هادفيلد في ديربيشاير، إحدى مقاطعات شرق ميدلاندز في إنجلترا، إن عزلة السباق كانت واحدة من أكبر التحديات.
وأوضحت قائلة: “أنت وحدك تماماً هناك؛ ففي معظم السباقات، تمر بنقاط للراحة، كما تعلم، يكون بها بعض المتطوعين أو الموظفين لإطعامك وإعطائك القليل من التشجيع قبل مواصلة طريقك. لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق”.
بعد نجاحها في سباقها التاريخي، تضع جاسمين عينيها على التحدي التالي، وهو سباق قمم الجزر الاسكتلندية في 17 مايو/أيار، يليه سباق تور دي جيانتس في إيطاليا في سبتمبر/أيلول.
وقالت وهي تستمتع الآن ببعض الراحة التي تستحقها: “أتطلع حقاً إلى العودة لرؤية أطفالي غداً واصطحابهم من المدرسة والحضانة ومعانقتهم عناقاً طويلاً للغاية”.