أخبار العالم

“غرق المدينة” يخلف انتقادات في آسفي



لم تكن أخبار “حاضرة المحيط”، آسفي، سارة في نهاية الأسبوع الماضي، حيث ظلت الشوارع تحت رحمة كمية الأمطار التي هطلت، وأدت إلى شل الحركة بعدد من المحاور الطرقية، وهو ما بيّن “هشاشة البنية التحتية للمدينة”، وفق فاعلين محليين؛ فيما وصلت كمية هذه التساقطات إلى 33 ملمترا.

وليس الاختناق بفعل منسوب مياه الأمطار بالأمر الجديد على المدن المغربية، إذ سبق أن كانت مدينة الدار البيضاء على موعد مع حادثة مماثلة بعد أن أدت تساقطات مطرية، نهاية 2021، إلى تعطل محاور طرقية كبرى بها، وتوقف خدمات تصريف المياه.

وشدّت الحالة التي آلت إليها “عاصمة عبدة” أنظار المغاربة، وذلك في ظل فترة جفاف حاد تعاني منه المملكة خلال السنوات الأخيرة، في وقت كان، وفقا لنشطاء بالمدينة، “من المفروض إعادة هيكلة قنوات جريان المياه بالأزقة والشوارع بشكل يمكن من تفادي مثل الذي حصل”.

النشطاء المدنيون، الذين تحدثوا لهسبريس، أوضحوا أن “الأمر ليس بالجديد على المدينة، ويظل تحصيل حاصل لسنوات من ضعف التنمية رغم تعاقب المجالس، في وقت لا تتوفر آسفي على مخططات تنموية واضحة، رغم تاريخها العريق”، موردين أن “المدينة بحاجة إلى إعادة النظر في تصميمها الهيكلي”.

حسن عبيدات، فاعل حقوقي بالمدينة، أفاد بأن “ما جرى خلال نهاية الأسبوع بين بالملموس هشاشة المدينة على مستوى البنية التحتية، خصوصا في ما يتعلق بالاستجابة لكميات من الأمطار مثل التي هطلت، غير أن هذا المشكل ليس بجديد، فهو راجع إلى سنوات خلت وتعاني منه المدينة نتيجة سياسات التعمير التي لم تكن في الصميم”.

وأضاف عبيدات، في تصريح لهسبريس، أن “المدينة عانت أمام كميات أمطار تهطل بشكل طبيعي بمدن أخرى، خصوصا بمنطقة الشمال”، وزاد: “هذا المشكل يتداخل فيه عدد من الفاعلين المحليين والإقليميين الذين لم ينجحوا في النهوض بالمستوى التنموي بالمدينة، في وقت تظل آسفي متراجعة في هذا الإطار مقارنة مع مدن أخرى استفادت ومازالت تستفيد من برامج وأوراش من مستويات مهمة”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “التصميم الهيكلي للمدينة لا يواكب طموح الرقي بها، وتبقى في أمس الحاجة إلى إعادة النظر فيه وتقويمه بشكل يروم تجاوز مختلف الإشكالات التي تعاني منها، علما أنه لم يتم تحقيق تقدم في هذا الإطار رغم تعاقب عدد من المجالس البلدية”، مردفا بأن “المدينة في حاجة إلى ورش تنموي وطني كالذي استفادت منه مدن أخرى، بما فيها أكادير”.

من جهته أكد يوسف بوغنيمي، فاعل جمعوي محلي، أن “مشكل البنية التحتية لآسفي يظل مطروحا دائما، غير أنه برز بشكل كبير مع الأحداث الأخيرة التي غرقت إثرها عدد من المحاور الطرقية، وبالتالي فالأمر لا يعدو أن يكون تحصيل حاصل ونتيجة لسياسات كانت ومازالت معتمدة في تسيير شؤون المدينة”.

وبيّن بوغنيمي، في تصريح لهسبريس، أن “الشوارع تظل عنوانا بارزا للهشاشة التنموية بالمدينة، في وقت وجب أن يتم رفع يافطة ربط المسؤولية بالمحاسبة في وجه كل من ثبتت مساهمته في ما آلت إليه حاضرة المحيط”، مسجلا “عدم وجود فرق كبير بين آسفي القرن الماضي وآسفي الزمن الراهن”.

ودعا الفاعل الجمعوي ذاته إلى “حوار موسع مع مختلف الجهات الرسمية بشكل يفضي إلى تمكين المدينة من أوراش تنموية واستثمارات اقتصادية مكثفة بإمكانها أن تخرجها من الوضعية الحالية والرقي بها إلى مصاف المدن البارزة على الصعيد الوطني”، خاتما القول: “المجتمع المدني بدوره يجب أن يتحرك للضغط من أجل آسفي جديدة وحاضرة محيط أكثر نماء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى