الدبلوماسية الروسية تكثف الجهود بهدف البحث عن صيغ لإنهاء نزاع الصحراء
في أقل من عشرة أيام، عقدت الديبلوماسية الروسية ثلاثة لقاءات مع ثلاثة دبلوماسيين معنيين بملف النزاع في الصحراء المغربية.
وبدعوة من السلطات الروسية، استقبل وزير خارجية موسكو، سيرغي لافروف، ونائبه، سيرغي فيرشينين، الإثنين 11 مارس الماضي، ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
ويوم الجمعة الماضي، استقبل الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، السفير المغربي لطفي بوشعرة، قبل أن يستقبل، أول أمس الثلاثاء، بومدين قناد، سفير جمهورية الجزائر.
هذه اللقاءات تظهر، وفق المحللين، “سعياً حثيثا” لروسيا من أجل التوصل إلى حل للنزاع المفتعل في الصحراء، لا سيما وأنها تأتي على بعد أيام من موعد تقديم تقرير للمبعوث الشخصي حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بإيجاد حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي باعتماد آلية الموائد المستديرة كإطار للحوار السياسي بين الأطراف المعنية، وفي مقدمتها دولة الجزائر.
ويرى عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، أنه “لا يمكن فهم توقيت عقد اللقاءين الدبلوماسيين مع سفيري المغرب والجزائر دون ربطهما بزيارة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا إلى روسيا بدعوة من الأخيرة، والهدف منها البحث عن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا باعتبارها قوة مؤثرة في السياسية الدولية لإيجاد منافذ سياسية للحوار بين الأطراف المعنية والتقريب بين وجهات النظر المتعارضة، خاصة بين المغرب والجزائر”.
واستحضر بنلياس، ضمن تصريح لهسبريس، التحولات الجيو-سياسية التي يعرفها السياق الدولي والإقليمي، الذي أصبح “يفرض دورا أكبر على روسيا في حل الأزمات الإقليمية”، ما يشير، بحسبه، إلى أن الغاية من هذه اللقاءات الدبلوماسية بموسكو هي “دفع البلدين (المغرب والجزائر) إلى الانخراط في المسلسل السياسي لمجلس الأمن الدولي، خاصة وأنه بإمكان روسيا الضغط على الجزائر للتفاعل مع محاولات دي ميستورا جمع الأطراف على طاولة الحوار”.
من جانبه، اعتبر العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس-السويسي بالرباط، أن “الاهتمام الروسي بإيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربي يروم خلق دينامية في الملف وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، لا سيما وأن الجزائر تؤمن إيماناً راسخاً بالمؤسسة الروسية ولها علاقات جد متميزة مع موسكو، ما يعني أن الإقناع سيكون هو عنوان هذه المرحلة في إطار الوساطة الإيجابية التي تقودها”.
وأضاف الوردي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “روسيا بإمكانها النجاح في مهمة إقناع الأطراف بحل ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية في إطار ديبلوماسي، وتجنّب المواجهات، وخلق جو من النقاش الهادف والبنّاء وبنية لتكريس الحل المغربي المرتبط بمشروع الحكم الذاتي”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه عند الحديث عن “هذه المساعي الحميدة لروسيا، لا بد من استحضار العلاقات المتينة التي تربط الملك محمدا السادس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ما فتئ يؤكد أن للمغرب حظوة لديه”.