البابا فرنسيس يضع حدّاً لشائعات التنحّي في مذكراته الجديدة
أظهرت السيرة الذاتية الجديدة للبابا فرنسيس أنه ليس لديه أي نية للتقاعد ويعتزم البقاء في منصبه مدى الحياة.
يقول البابا فرنسيس البالغ من العمر 87 عاماً، في كتابه “الحياة: قصتي عبر التاريخ”، إنه “لن يكون هناك مخاطرة” باستقالته على الرغم من التكهنات بأنه قد يتنحى بعد سلسلة من المشاكل الصحية.
وأضاف فرنسيس: “أعتقد أن خدمة البابا هي مدى الحياة… لذلك لا أرى أي مبرر للتخلي عنها”.
وفي وقت سابق من هذا العام، ألغى فرنسيس الاجتماعات ولقاء الجماهير بسبب اعتلال صحته، إذ عانى من نوبات متكررة من الانفلونزا، ويعاني من صعوبة في المشي، ويستخدم كرسياً متحركاً بصورة متزايدة.
وأثارت هذه القضايا، إضافة إلى عمر البابا، تساؤلات حول مستقبل الكنيسة الكاثوليكية.
وعلى الرغم من نفيه أنه يفكر بالتقاعد، يقول فرنسيس في مذكراته إنه إذا أُجبر على التنحي بسبب “عائق جسدي خطير”، فسوف “ينتقل إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجيور ليكون بمثابة متلقّ لسر الاعتراف وليعطي القربان للمرضى”.
ومع ذلك، وفقً لمصادر مقربة من فرنسيس، فإن البابا مصمم على تجنب السيناريو الذي يكون فيه اثنان من الباباوات على قيد الحياة في وقت واحد، وهو ما حدث عندما اتخذ سلفه بنديكتوس السادس عشر قراراً غير عادي بالتنحي في عام 2013.
وأدى تولي فرنسيس منصب البابا بينما كان بنديكتوس السادس عشر لا يزال على قيد الحياة إلى حدوث احتكاك كبير داخل الكنيسة، وخاصة بين المحافظين ورجال الدين الأكثر ليبرالية.
وسينظر البعض للمذكرات على أنها محاولة من فرنسيس لاستعادة الزخم بعد فترة طويلة من المشكلات الصحية.
وفي الكتاب، يناقش البابا بنشاط القضايا السياسية الدولية الرئيسية مثل أزمة الهجرة والصراعات العالمية والاتحاد الأوروبي.
ويسأل فرنسيس أيضاً عن المزيد من الأمور الشخصية. إذ تحدث في أحد الأقسام، عن صديقة “لطيفة جداً” من شبابه، وعن “إعجاب صغير” كان لديه عندما كان يدرس بالفعل ليصبح كاهناً. كتب فرنسيس: “بقيت في ذهني لمدة أسبوع وكانت الصلاة صعبة…ثم لحسن الحظ مرت، وأعطيت الجسد والروح لدعوتي”.
في فصل آخر، يناقش فرنسيس، وهو من مشجعي كرة القدم مدى الحياة، لقاء لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا والحديث عن الهدف الذي يقال إنه سجله بيده، والتي يطلق عليها لقب “يد الله”.
وقال مراقب الفاتيكان كريستوفر وايت، الذي يكتب لصحيفة National Catholic Reporter ومقرها الولايات المتحدة: “لطالما كان الفاتيكان مصدراً لمكائد القصر لكل من الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء، لذلك في أي وقت يتم فيه سحب الستار، فإنه يلفت الانتباه”، وفق ما قال لـ بي بي سي.
وأضاف وايت أنه على الرغم من أن فرنسيس يتحدث عن العالم والكنيسة في كثير من الأحيان، لكن “نادراً ما نسمعه يتحدث عن هويته”.
“اعتاد فرنسيس أن يسمع الآخرين يحاولون تفسيره والتحدث نيابة عنه أو تحديد من يكون ومن لا يكون، لذا فهذه فرصة لكتابة إرثه الخاص”.
وخلال 11 عاماً من توليه منصب البابا، تبنى فرنسيس بعض المثل الليبرالية التي جعلته على خلاف مع التيارات الأكثر محافظة داخل الكنيسة.
وفي العام الماضي، سمح للكهنة بمباركة الأزواج المثليين، وهو تقدم كبير للأشخاص المثليين في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وقال إن الأشخاص المتحولين جنسياً يمكن تعميدهم طالما أن ذلك لا يسبب فضيحة أو “ارتباكاً”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، طرد البابا فرنسيس أيضاً الكاردينال الأمريكي المحافظ ريموند بيرك، وهو منتقد صريح، من شقته بالفاتيكان وألغى راتبه.
وقال إياكوبو سكاراموزي، مراسل الفاتيكان لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية اليومية، إن المذكرات هي فرصة للبابا “للتفكير في حياته بأكملها، خلال ما يبدو أنها المرحلة الأخيرة من بابويته”.